سيكون دونالد ترامب، حال خسارته الانتخابات الجارية ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن، هو الرئيس الأمريكي الحادي عشر في تاريخ أمريكا الذي يفشل في إعادة انتخابه لولاية ثانية، حيث نجح 35 رئيسا من أصل 45 في الفوز بولايتهم الثانية منذ 1789.

ترامب سيكون أول رئيس يفشل في إعادة انتخابه لولايتين منذ فشل جورج بوش، الرئيس الـ41 للولايات المتحدة الأب أمام بيل كلينتون في انتخابات 1992.

ولا يزال هوية الرئيس السادس والأربعين مجهولة بعد يومين من انتهاء التصويت، رغم المؤشرات التي تقرب من فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، برئاسة الولايات المتحدة، إذ يفصله 6 نقاط على حسم الفوز.

ووفق المؤشرات الأولية، حسم “بايدن” الفوز في ولايتي ميشيغان وويسكونسن، ضمن الولايات المتأرجحة الرئيسية التي فاز بها “ترامب” قبل أربع سنوات، وهو ما صعب الطريق على “ترامب” بالفوز بفترة رئاسية ثانية.”الجارديان” البريطانية

وحصد بايدن، خلال اليومين الماضيين، حتى ساعات الصباح الأولي، علي 264 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، من إجمالي 270 صوتًا تحدد هوية الرئيس الأمريكي، بينما حصل دونالد ترامب علي 214 صوتًا، ذلك مع بقاء 5 ولايات لم يتم إعلان النتائج عنها بعد، وهما: نيفادا، بنسلفانيا، كارولاينا الشمالية، جورجيا والاسكا، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

بالأرقام.. المرشح الأقرب

وحصل نائب الرئيس السابق، جو بايدن، علي أكثر من 71 مليون صوت في السباق الرئاسي، وهو يعتبر رقم قياسي في تاريخ الانتخابات الامريكية، وفي مؤتمر صحفي عقد ظهر أمس الأربعاء، صرح “بايدن”، بأنه “يتوقع الفوز بالرئاسة لكنه لم يحسم النصر بعد”.

واذا نظرنا إلى المؤشرات الأولية ونتائج فرز أغلبية الأصوات في بعض الولايات، يبدو ان “بايدن يقترب من البيت الأبيض بخطي ثابتة، لاسيما ان الأصوات المتبقية هي أصوات البريد، والتي تميل الي الديمقراطيين بشكل أكبر، لذا اذا حافظ “بايدن” علي تفوقه في ولاية اريزونا، والتي تقلص الفارق بينه وبين ترامب، في ساعات الصباح الأولى إلى 80 ألف صوت، مع استمرار تقلص الأخير الفارق في الولاية، يصبح أقرب للفوز.

ذلك بجانب تقدم “بايدن” في ولاية “نيفادا”، التي أصبحت نقطة الحسم في هذه الانتخابات، والتي تميل للديمقراطيين،  بفارق ضئيل عن الجمهوري “ترامب”  بإجمالي 8 الاف صوت، وبنسبة 49.3% من الأصوات لصالح بايدن، مقابل 48.7% لصالح ترامب، بعد فرز 75 % من الأصوات حتى الآن.

ويتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية للولاية في الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت الولايات المتحدة.

ورغم هذه المؤشرات مازال هناك فرص لنجاة “ترامب”، مع تقليصه للفارق بينه وبين المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في الولايات الرئيسية، لاسيما الولايات الخمس التي لم يحسم نتائجها بعد- ذكرت سابقًا، والتي يبلغ إجمالي أصواتها في المجمع الانتخابي 60 صوتًا، فولاية جورجيا، علي سبيل المثال، والتي تم الإعلان عن 98% من الأصوات، فأن الفارق بينهما اقل من 4,0 .

وترامب الآن في طريقه للتفوق علي بايدن علي ولايات مثل بنسلفانيا، حيث تميل الأصوات بنسبة 50.7 % له مقابل 48.1% لبايدن، وكارولينا الشمالية وألاسكا، الذي تقدم الي الان به بواقع 62 % مقابل 33 % لبايدن، ذلك في حالة عدم قلب الطاولة لصالح بايدن في أي من الولايات السابقة وفوزه بشكل اسرع بالسباق الرئاسي.

بينما نقلت “الجارديان” قول إيدي جلود، الأستاذ في جامعة “برنستون” الامريكية، أن “ما يسمى بالغضب الأخلاقي حول رئاسة ترامب لم ينتج عنه أي تحول جوهري في دعم الامريكان للمرشح الجمهوري”، متابعًا “فبنظرة للواقع قام “ترامب” بزيادة شعبيته بين الناخبين البيض، بل يستمر في بث الأنانية والجشع والعنصرية”.

ويحتاج المرشح في السباق الانتخابي الحصول علي 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالانتخابات، ووفقًا لذلك يمكن للمرشح الفوز برئاسة دون الحصول علي أكبر عدد من الأصوات علي المستوي الوطني، وهو ما حدث في الانتخابات الماضية، التي فاز بها “ترامب” أمام هيلاري كلينتون، علي الرغم من حصده أكبر عدد من الأصوات في معظم الولايات.

الولايات الحاسمة

وتلعب 12 ولاية دورًا حاسمًا في نتيجة الانتخابات الأمريكية، وهم: فلوريدا، جورجيا، أوهايو،بنسلفانيا، أريزونا، نيفادا، نيوهامبشير، مينيسوتا، ويسكونس، أيوا، كارولاينا، وميشيغان.

ومع حسم أغلبية الولايات، بقي القليل ليمثل نقاط فارقة في الماراثون الانتخابي، فالولاية الفضية، كما يطلق عليها  “نيفادا”، والتي تمثل 6 نقاط في المجمع الانتخابي،والتي تفوق بايدن بنسبة 49.3% مقابل 48.7% لترامب، أصبحت هدف للديمقراطيين للوصول إلى البيت الأبيض.

وقد خسر ترامب، ولاية نيفادا، الانتخابات الماضية، وكان آخر مرشح جمهوري يفوز بالولاية هو جورج دبليو بوش عام 2004،أما في حالة خسارة “بايدن” وتفوق ترامب، فانه يحتاج الي قلب نتائج الولايات التي يتفوق فيها الأخير، كجورجيا وكارولينا الشمالية.

بينما في ولاية جورجيا، فقد أعلن “ترامب” صباح الأربعاء، من البيت الأبيض، فوزه بها قبل إعلان النتائج النهائية، حيث قال “من الواضح اننا فوزنا بجورجيا”، رغم بقاء 4% من الأصوات لم يتم فرزها بعد، التي تتضمن اصوات البريد، بحسب “أسوشيتد برس”.

ونفس الأمر مع ولاية “كارولينا الشمالية”، وبحسب الوكالة الامريكية، فحسم السباق مازال مبكرًا، رغم ادعاء “ترامب” فوز بالولاية أيضًا، قبل انتهاء فرز جميع الأصوات، وذلك مع بقاء 5 % من إجمالي الأصوات لم يفرز بعد.

أزمة دستورية

بالمقابل، مع إعلان ترامب فوزه في كل ولاية قبل ظهور النتائج النهائية تعهد برفع دعاوي قضائية حتى الآن في 5 ولايات، ولايات نيفادا بانسلفينيا ميشغان ويسكانسون جورجيا، بجانب اتهامه الديمقراطيين بتزوير الانتخابات والتلاعب في عملية الفرز.

وكشفت حملة “ترامب” عن رفع بعض الدعاوى القضائية لوقف فرز الأصوات في بعض الولايات، كما طالبوا بتحليل بطاقة الاقتراع التي فتحها اثناء عدم امكانيتهم الوصول ومراقبة الفرز.

كما أعلن “ترامب” اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية أمام المحكمة العليا، لكنه لم يتضح بعد ما الإجراء القانوني الذي قد يتخذه.

وتعقيبًا علي ذلك، أكدت الوكالة الامريكية أنه لا يوجد أي مادة في الدستور أو أي قانون اتحادي ينص على إعلان الفائز في الانتخابات يوم الانتخابات نفسها، ففي مرات سابقة استغرق إعلان الفائز أيامًا – إن لم يكن أسابيع، كما حدث في انتخابات عام 2000.

لكن في حال وصول كل مرشح في اجمالي الأصوات الى ٢٦٩ نقطة، يذهب الامر لمجلس النواب “الكونجرس” لاختيار الرئيس بنظام صوت واحد لكل ولاية، واختيار نائب الرئيس سيكون لمجلس الشيوخ، ولكل الأعضاء بالمجلسين صوت واحد للتصويت.