لم يكن ما فعله قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك بإقصاء كبيري المغرب الوداد والرجاء على الترتيب، هو الأمر الوحيد المميز في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، بل خلقا بصعودهما للنهائي، ظواهر نادرة وتاريخية لم تحدث من قبل في نهائي البطولة الأكبر للأندية بقارة أفريقيا.
التألق الكبير للأهلي والزمالك وفوزهما ذهابًا وإيابًا على قطبي المغرب وبنتائج كبيرة خاصة في الإياب “3-1” للفريقين، صنع الحدث بل كل الحدث وأطاح بسمعة الكرة المغربية تمامًا وكأنما ضربا بها عرض الحائط، رغم الظروف المعاكسة وإصابة لاعبين كثر منهم بفيروس كورونا والأزمات الأخرى التي واجهتهما ولكن كانا مثل الأشباح، وهو وصف الصحافة المغربية الصادرة صباح اليوم عقب خروج الرجاء بطل الدوري المغربي مؤخرًا على يد الزمالك بنتيجة كبيرة.
هنا نرصد أبرز الظواهر التي حققها القطبان بصعودهما سويًا للمباراة النهائية للبطولة الأفريقية الكبيرة لأول مرة في تاريخ البطولة.
أول مرة القطبين في النهائي ومن بلد واحد
ستكون المرة الأولى طوال تاريخ النهائيات السابقة للبطولة الأفريقية عبر عصورها، أن يتواجه فيه فريقان من نفس البلد، حيث لم تحدث من قبل في أي مناسبة أن تقابل فريقان من نفس البلد بالمباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا طوال تاريخه.
الأمر الآخر المثير، هو تقابل الأهلي والزمالك في لقاء قمة خاص بينهما في النهائي الأفريقي لأول مرة أيضًا، فطوال تاريخهما ضد بعض في مباراة القمة الشهيرة، لم يتواجها في أي لقاء بنهائي دوري الأبطال أو حتى الكونفدرالية، تواجها مرة وحيدة على لقب أفريقي لكن في مباراة السوبر الأفريقي بجنوب أفريقيا عام 1994 وفاز الزمالك بهدف أيمن منصور الشهير، ولذلك هذه القمة سيكون لها مذاق مختلف وإثارة فريدة من نوعها لظروف المباراة خاصة أن الانتصار بها لا يساوي أي انتصار سابق بل ببطولة كبيرة مثل دوري الأبطال الأفريقي.
الصدفة تقدم هدية عظيمة للمدربين
بلا شك تلعب الصدفة دورها بشكل عظيم في هذا النهائي مرة أخرى، لتفرز ظاهرة جيدة على الأعتاب، لكلا المدربين للقطبين، سواء بيتسو موسيماني للأهلي أو جيمي باتشيكو للزمالك، كلاهما أتى قبل شهر واحد فقط، وبشكل استثنائي لهروب الفرنسي باتريس كارتيرون من الزمالك للتعاون السعودي، وكذلك فسخ عقد السويسري رينيه فايلر مع الأهلي لظروف خاصة به ورفضه استكمال مهمته مع المارد الأحمر، ليكونا على موعد خاص مع رفع كأس بطولة دوري الأبطال بشكل استثنائي.
المدرب البرتغالي للزمالك لم يسبق طوال تاريخ وأن فاز بلقب قاري طوال مسيرته مع الاندية، وسيكون على موعد إذا ما حقق الفوز على الأهلي في النهائي مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، لما لا الفوز على الغريم التقليدي والفوز بأكبر بطولات القارة بعد شهرين من استلامه المهمة بشكل طارئ نتيجة رحيل سلفه كارتيرون الذي هرب للتعاون السعودي عن طريق دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده.
أما الجنوب افريقي موسيماني تولى تدريب الأهلي في ظروف صعبة بعد رفض فايلر البقاء وقرار الإدارة بتوجيه الشكر له والتعاقد مع موسيماني على وجه السرعة، ونجح في قيادة الأهلي للفوز بلقائي نصف النهائي والذهاب للمباراة الأخيرة نحو اللقب، الذي إذا تحقق ستكون البطولة الثانية لموسيماني بهذه البطولة بعدما فاز بها من قبل ولمرة وحيدة رفقة صن داونز فريقه السابق على حساب الزمالك أيضًا في نهائي نسخة عام 2016، وبالتالي سيكون الزمالك هو وش السعد عليه نحو الفوز بالبطولات الأفريقية أو كما يتمنى ذلك جمهور الأهلي بالتأكيد.
اللقب مصري بعد سنوات عجاف
الظاهرة الأخرى هي غياب اللقب عن مصر وأنديتها منذ 7 سنوات عجاف، آخر مرة كان للأهلي عام 2013، ومنذ ذلك الحين لم يقدر نادٍ مصري على حسم اللقب لصالحه وبعدت مصر عن الساحة في البطولة الأفريقية الأكبر بالقارة السمراء طوال هذه السنوات، وسط غياب تام للزمالك الذي تعد آخر بطولة له عام 2002 أمام الرجاء المغربي بالنهائي، وكذلك بعد الإسماعيلي وباقي الأندية عن المشاركة بالبطولة أو الوصول لأدوار متقدمة بها.
فقط حاول الأهلي جاهدًا طوال هذه السنوات ليفوز بلقبه المفضل للمرة التاسعة في تاريخه، ولكنه لم ينجح في مساعيه، حيث وصل لنهائي البطولة مرتين متتاليتين عامي 2017 و2018 وخسرهما أمام الوداد المغربي والترجي التونسي على الترتيب، ولم يذهب الفريق للنهائي في نسخة العام الماضي، وبالتالي سيكون اللقب هذا العام بمثابة انتصار للرياضة المصرية عمومًا وإعادتها للساحة والبطولات الأفريقية من جديد بثوب البطل.
الأكثر تتويجا بالألقاب وفرصة نحو السوبر
الظاهرة الأخيرة الأبرز هي مواجهة في النهائي تجمع أكبر فريقين توجا بالألقاب الأفريقية منذ تاريخ انطلاقها، فالأهلي يملك 8 ألقاب في دوري أبطال أفريقيا بينما يمتلك الزمالك 5 ألقاب في البطولة الأفريقية الكبيرة، ليكونا الثنائي المصري هما الأكثر تتويجًا بلقب تلك البطولة أي أن مواجهتهما تحمل طابع الألقاب كذلك وسيكون لقاء على الزعامة كذلك للأهلي والوصول للبطولة التاسعة له، وللزمالك من أجل الاقتراب من رصيد الأهلي بالفوز بالبطولة السادسة له.
الأمر الآخر هو أن تلك البطولة تصعد ببطلها لكأس السوبر الأفريقي وبالتالي فرصة أخرى نحو لقب آخر وجديد يضاف لرصيدهما، كما يصعد بطلها لكأس العالم للأندية والتي ألغيت هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد، ولكن سيتم تعويض البطل ماديًا بمبلغ كبير نظير هذا الإلغاء الاضطراري لمونديال الأندية.