تنطلق بعد قليل عمليات الفرز في لجان المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب التي بدأت أمس وتنتهي بحلول التاسعة من مساء اليوم في 13 محافظة في مقدمتهم القاهرة.

ولم تحظ انتخابات المرحلة الثانية، رغم أهميتها، بكل التأكيد بالزخم نفسه الذي رافق المرحلة الأولى، بسبب انشغال كثير من المصريين بمتابعة المعركة الانتخابية الساخنة التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين، التي انتهت بفوز جو بايدن على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

انتخابات المرحلة الثانية سارت على نهج الأولى في كثير من السلوكيات والانطباعات العامة عن المشهد الانتخابي، إذ لم تتوقف الشكاوى من استغلال المال السياسي وحشد وتوجيه الناخبين في القرى والأحياء الشعبية، وسط ثقة تامة بفوز القائمة الوطنية لأجل مصر بقائمتي القاهرة والدلتا.

وتشهد المرحلة الثانية منافسة 2083 مرشحا في 70 دائرة فردية، بينما تتنافس القائمة الوطنية من أجل مصر تنافس قائمة وتحالف المستقلين بدائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا على 100 مقعد. كما تشهد دائرة قطاع شرق الدلتا منافسة بين القائمة الوطنية وقائمة أبناء مصر على 42 مقعدا.

الجمالية تودع حيدر البغدادي

دائرة الجمالية، الواقعة بغرب القاهرة، ستكون على موعد مع التاريخ إذ قرر سكانها منح النائب الراحل حيدر البغدادي مكافأة نهاية الخدمة بعدما وافته المنية في ثاني أيام التصويت على الدائرة.

وأعلن صباح اليوم عن وفاة النائب السابق والمرشح الحالي عن الجمالية والموسكي حيدر البغدادي بعد أزمة قلبية مفاجئة عقب اجتماعات مع مندوبي حملته.

حيدر مثل الجمالية ومنشأة ناصر وباب الشعرية في الفترة من2000 إلى 2010، واشتهر بخطاباته الرنانة المدافعة عن حقوق الفقراء، حينما كان ينتمي للحزب الناصري قبل الانضمام للحزب الوطني المنحل في الفترة من 2007 إلى 2010.

وسبق أن قال في تصريحات تلفزيونية سابقة إنه لم يكن عضوا بالحزب الوطني كآخرين بل ترأس لجنة الشئون العربية باللجنة البرلمانية في الحزب لمدة 3 سنوات من عام 2007 إلى 2010.

وترشح عن الحزب الوطني في انتخابات 2010، وعاد للترشح في 2015 بصفة مستقلة، ولم يتوقف شغفه ومحاولاته عن ممارسة السياسة تحت قبة النواب حيث كان يحاول هذه المرة أيضا في معقله الدائم.

الخطب الكاريزماتية ظلت ترافق البغدادي إلى قبره، حيث نشر آخر رسالة له قبل شعوره بالإعياء، أمس، هاجم فيها مرشح حزب مستقبل وطن حسام محمد زكي إبراهيم لشراء أصوات الناخبين وتحديد سعر الصوت الانتخابي بـ400 جنيه.

وقال حيدر، في رسالة مكتوبة بخط اليد إلى الهيئة العليا للانتخابات، إن دعاية المرشح المنافس تجاوزت السقف المعمول به للدعاية الانتخابية وانتشرت لافتاته بمناطق أخرى خارج حدود الدائرة، وهو ما وصفها بالدعاية المستفزة التي تجاوزت 5 ملايين جنيه.

البساتين.. الصوت بـ200 قابل للزيادة

كانت الجلسة ودودة، 4 شبان يلعبون الطاولة في مقهي يتزين بلافتات عملاقة للمرشحين، حتى بادر أحدهم بالسؤال “هتصوتوا لمين ؟” ليبدأ كل منا في طرح الاسم الأقرب إلى ذهنه من خلال اللافتات أو “السمع”، لكن السائل كان يملك الإجابة “هاتوا البطايق وكل واحد هياخد 200 جينه”.

لم يطرح صديقنا اسم مرشحه، لكنه اعتاد ان يمارس هذا الدور منذ سنوات طويلة. استغرق الجميع في طرح الأسماء: على عبد الونيس مرشح الدائرة، أكمل قرطام، مرشح المعارضة حاليا والحزب الوطني سابقا، حشمت أبو حجر المكافح الذي لا يكل ولا يمل. كلها أسماء لمرشحين بارزين بدائرة البساتين ودار السلام من أجل الفوز ب3 مقاعد.

يبلغ سعر الصوت في البساتين بحسب هذه الرواية الحقيقية التي شارك فيها معد التقرير 200 جنيه مرشح للزيادة في اليوم الثاني حيث يشتد الحاجة إلى الحسم، ويرشح للزيادة أكثر وأكثر كلما اقتربنا من غلق الباب.

سمر فرج فودة تناشد السيسي

الشكاوى من استغلال المال السياسي ليست مقتصرة على مناطق عشوائية وفقيرة ينتظر أهلها موسم الانتخابات بفارغ الصبر للانتفاع من وراء العملية التنافسية، بل تنتشر أيضا في مناطق حضارية يغلب عليها الطابع الراقي مثل أحياء مصر الجديدة ومدينة نصر.

وأصدرت المرشحة المستقلة سمر فودة، ابنة المفكر فرج فودة، بيانات مناشدة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوقف ممارسات حزب مستقبل وطن في دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة التي يتنافس عليها 54 مرشحا لفوز بـ3 مقاعد.

فودة قالت إنها لا تريد الحديث عن ما رصدته من قبل حزب مستقبل وطن في دائرتها، لأنها ممارسات معلنة للجميع، لكنها تناشد الرئيس لتقويم السلوك السياسي لأعضاء الحزب الذي يسيطر على الحياة السياسية في الوقت الحالي.

“احترمك وأقدرك وأحبك كثيرا سيدي الرئيس وأرجو أن تعتبرني ابنتك وتقف بجواري أمام كل ما اتعرض له ورأيته منهم باستخدام السلطة التنفيذية والمال السياسي و يتعرض له ايضا بقية المرشحون المستقلون و كل ما يفعلوا للإضرار بمصر و الحياة السياسية في مصر”.