حوار مصطفى ندا
نجح المخرج المصري عمرو سلامة في نقل مشاعره تجاه عمله الأخير “ما وراء الطبيعة” الذي سعى على مدار ١٥ عاما لخروجه إلى النور، إلى فريق العمل، حيث تحول كل من في البلاتوه إلى أشخاص يحركها رفعت إسماعيل، الأسطورة الوهمية التي قدمها لنا الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق في سلسلة تعلق بها الكثير من محبيه.
“أستطيع أن أشعر بحالة السعادة لعمرو سلامة بعد أن أصبح الحلم حقيقة”، هكذا استهلت الممثلة سلافة غانم صاحبة دور “نجاة ” في حلقة النداهة من مسلسل “ما وراء الطبيعة “، حديثها معنا عن كواليس العمل الذي يعرض حاليا على نتفلكس.
في البداية، كيف وقع الاختيار عليك لأداء دور “نجاة” زوجة “رضا” ؟
– في البداية علمت عن وجود جلسات تصوير وطاقم عمل كبير لإنتاج مسلسل “ما وراء الطبيعة “، وبالفعل ذهبت الى ورشة العمل التي بذلت فيها مجهود كبير أثناء المراحل التمهيدية الى أن قرر الأستاذ عمرو سلامة اختياري ضمن مجموعة للمشاركة في التصفيات النهائية لتجسيد إحدى الشخصيات في هذا العمل، وبالفعل جاءت تلك اللحظة وأصبحت على أعتاب إحدى حلقات الموسم الأول والمعروفة بحلقة “النداهة “، علما بأن الأجواء كانت تتم بشكل احترافي وفي منتهى السرية وبدأت اقتحام أعماق وتفاصيل شخصية نجاة من خلال تفاعلي مع المخرج عمر خالد الذي كتب الحلقة، وأشعر أيضا بامتنان كبير لماجد الأنصاري مخرج الحلقة الذي كان مراقبا لي على مدار أوقات التصوير حتى أظهر بالشكل الأنسب للمشاهد ويراني بالشكل الموضوعي في دور نجاة بجميع تفاصيل وأبعاد الشخصية التي عاشت في الريف المصري الجميل وحاولت بطريقتها الفطرية إنقاذ زوجها وعندما رأيت ردود أفعال الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات والتي كانت إيجابية للغاية حتى تلك اللحظة خاصة فيما يتعلق بخوفهم الشديد من تلك السيدة، وهنا شعرت بالسعادة الكبيرة.
هل كان لديكم تخوف كفريق عمل من المقارنة بين “ما وراء الطبيعة” وغيره من أعمال الرعب والإثارة ؟
في واقع الأمر لم نهتم تماما ولم نخشى إطلاقا فيما يدور بذهن البعض عن عقد أوجه للمقارنة بين مسلسل ” ما وراء الطبيعة ” وغيره من مشاريع فنية حملت اتجاهات الغموض والإثارة في السينما أو التليفزيون وإنما كان كل تركيزنا كطاقم تصوير بذل قصارى جهودنا لإخراج سلسلة روايات دكتور أحمد خالد توفيق في أفضل صورة ممكنة، فنحن نتحدث عن عمل روائي مليء بالتفاصيل والأحداث وبطبيعة الحال تطلب الأمر لاجتهاد أكبر من أجل نقل أحداثه بمنتهى الدقة عبر الشاشة للمشاهد مباشرة لتكتمل الصورة وهو أمر في غاية الصعوبة
كيف كان التناغم بينك وبين الفنان رشدي الشامي الذي جسد شخصية “رضا ” الشقيق الأكبر للدكتور رفعت ؟
– كنت في غاية السعادة فور علمي بوجود الفنان الكبير أسامة رشدي ليقوم بتجسيد دور ” رضا ” زوج نجاة والشقيق الأكبر لطبيب الدم الكتور دفعت والذي لاحقته النداهة وهنا أقول هذا الأمر لأن هذا الفنان الكبير هو أول من وضعني على خشبة المسرح وزرع بداخلي خبرات تراكمية في عالم التمثيل وأيضا هو أول من عرض موهبتي على فؤاد حداد وكان دائما ما يقدم نصائحه لي بالذهاب إلى مسرح الهناجر والدخول في أكبر قدر من التجارب الفنية التي أفادتني بكل تأكيد ولذلك عندما علمت بوجوده معي في مسلسل ” ما وراء الطبيعة “، لم أشعر بالغربة علي الإطلاق
حلقة “النداهة ” كانت مليئة بأجواء الرعب .. ما هي أصعب المشاهد التي واجهتك وكيف كانت الكواليس؟
– مبدئيا أشعر بالحنين لموقع التصوير الريفي الجميل الذي امتاز بالبساطة والواقعية وإن كنا نشعر في الوقت ذاته بالبرد القارس أثناء التصوير وعندما حانت اللحظة لاقتحام نجاة الغرفة على زوجها رضا ومحاولتها لإنقاذه باستخدام السيخ، كان قراري منذ الوهلة الأولى التعامل بفهم عميق مع تلك الشخصية التي أصبحت محاطة بهواجس ومشاعر من الخوف على زوجها والرعب من القوى الخفية التي سيطرت عليه في تلك اللحظات وقد عانيت بشدة في أصعب المشاهد على الإطلاق عندما تم انتشال جسدي من الأرض ثم الارتطام بأحد جدران الغرفة وقد ساعدني في هذا الأمر أحد المتخصصين وبذلت مجهودا كبيرا كي أسخر عضلاتي وجميع أجزاء جسدي وأيضا نظرة العين المثيرة للدهشة والمتسعة دائما وأنا ممسكة بهذا السيخ كي أنقل صورة حية وطبيعية للمشاهد كي يقتحم معي هذا العالم ويعيش في نفس الأجواء وهنا كان التحدي كبير
كيف استقبلت شخصية أحمد أمين بطل العمل؟
– أحمد أمين كان له دور بارز في ضبط الإيقاع داخل هذا العمل وكان حلقة الوصل بين جميع الممثلين فهو على المستوى الإنساني متواضع الى درجة كبيرة مع جميع طاقم العمل وبالفعل استطاع كسر حدة الجمود لجميع عناصر الفريق سواء الممثلين أو المجاميع فكان مهتم بأصغر التفاصيل ولم يترك أي ثغرات وخلق حالة من الحميمية بين الجميع فهو بالفعل ينتمي إلى الطبقة المتوسطة الأصيلة، وجميعنا كان لديه ذهول من الشكل الجديد لأحمد في هذا العمل والذي لم نعتاد عليه من قبل حيث انتقص كثيرا من وزنه وأصبح يتقمص الدور بدرجة كبيرة جدا تتسق مع شخصية الدكتور رفعت طبيب الدم الذي أصبح مليء بالأفكار والصراعات التي أنهكته فبدا عليه مظاهر الشيخوخة، وهو ما نجح فيه أحمد أمين بالفعل فضلا عن طريقة تصفيف شعره ونظراته وملابسه فتولد لدينا شعور بأنه ملبوس بالفعل.
المخرج عمرو سلامة انتقد كثيرا بخصوص توصياته لمتابعة المسلسل والبعض وصفها بأنها إملاءات على المشاهد؟
– في واقع الأمر لم تكن توصيات على الإطلاق كما يتصور البعض وإنما كانت روح دعابة من جانبه ولكن هناك من كان متحفزا ويتربص لمثل هذه الأمور وأرى أن ما حدث من هجوم هو شيء غير مبرر على الإطلاق ويجب أن ندرك أن هذا الرجل سعى على مدار ١٥ عاما حتى يخرج هذا العمل الضخم إلى النور وبالصورة التي طالما كان يحلم بها الدكتور أحمد خالد توفيق
هل أصبحت المنصات هي المستقبل في عالم التمثيل والتليفزيون؟
– بكل التأكيد المنصات العالمية أصبحت تتيح المساحة لأكبر قدر من المواهب الفنية ليس في مصر فقط وإنما في عالمنا العربي للظهور وإخراج طاقتهم الإبداعية بمنتهى الوضوح وفي النهاية يترك الحكم للمشاهد وما يتبعه من اتساع قاعدة الممارسة في مهنة التمثيل واكتشاف المواهب، بعد أن كان الأمر مقتصرا على إنتاج عددا من الأعمال الفنية عبر شاشة التلفاز وبالمناسبة أري أن المستقبل للعالم الرقمي وأن التليفزيون كغيره من الأمور سوف يصبح مجرد ذكرى لطيفة فهذه هي طبيعة الحياة.