البرد علي قد الغطا مثل شعبي بيلخص حال الدنيا، وبيدينا درس مهم، يمكن كتير مننا بيكون عنده دهشة، الأطفال اللي بيكونوا لابسين خفيف فى عز البرد، وزي الفل، في حين الأطفال اللي أهلهم بيرعوهم وواخدين بالهم منهم، وبيلبسوا تقيل وما يخرجوش من البيت إلا بعد ما يشربوا ميه علشان “لفحة الهوا الباردة” ليه الأطفال دول بسهولة بياخدوا برد ويمرضوا، الناس بتتسآل وتنهي سؤالها بسبحان الله.

التأمل بيخلينا نفهم حاجات كتير، ونعرف إن قانون الانتخاب الطبيعي بتاع دارون “قانون البقاء للأقوي” هو صياغة مبسطة لحكمة الحياة، الجسم بيطور نفسه وبيخلق أدوات دفاعه.

البرد علي قد الغطا مش إشارة بس لظروف الجو، لكن كمان إشارة للحياة، أحيانا الواحد منا يحس إن الضغوط اللي بيواجهها كتير عليه، مالوش طاقة علي تحملها، لكن الضغوط بتعدي، وكل مُر يمر، وياما أزمات وكوارث مرّت علي بعضنا ويمكن علينا كلنا، وكنا نفكر إنها مش هتعدي، لكن عدت وأصبحت خبرة بننقلها وإحنا بنحكي عن خوازيق الدنيا لنا.

الأزمة بتكون أشبه بضربة علي الراس، الواحد وقتها بيحس بدوخة، هزة فى الرؤية، وتشويش علي ودانه، بيكون لا قادر يشوف ولا يسمع وأوقات كتير كمان مش قادر يفكر.

بس الحالة دي بتصعب الدنيا، وبتقوي من الضربة، وعلشان نقدر نعدي ونتجاوز محتاجين كام حاجة.

أول حاجة إن ربنا يبتلينا بما نقدر عليه، حتي لو احنا شفنا إن المصيبة ولا الكارثة ولا الضغوط أكبر من قدرتنا علي الاحتمال، وخلونا نذكر إن الله لا يُكلف نفسنا إلا وسعها، فأهم حاجة يكون فيه إيمان بأننا لها.

حالة الإيمان دي بتعمل طمأنينة إننا هنعدي من المشكلة لكن مش الطمأنينة بتاعت الاتكال إن الواحد يقول سايبها علي ربنا، وما يتحركش ويحاول يخرج من أزمته، لكن حالة أمل، شباك بيتفتح فى العتمة فيجي نور حتي لو نور عربية معدية، وحتي لو نور مؤقت.

الضربة علي الدماغ بتدوخ، لو الواحد ما اتسندش علي حاجة هيقع، وهنا تيجي الخطوة التانية محتاجين  سند، سند من النوع اللي يسمع ويفهم مش يزايد عليك، يعني صاحبك ولا صاحبتك اللي لما تقولي لها انا مش لاقية شغل، ما تقولكيش دا انا هيرفدوني وهنبقي كلنا عاطلين، محتاجين حد نركن عليه ويساعدنا نفهم ونشوف ونسمع.

لما تلاقي السند حاول تحط المشكلة علي الترابيزة، تفكر وتشوف وتسمع اقتراحات، ممكن تكون مشكلة كبيرة، أزمة من اللي بتغير حياة البني آدم، لكن لها حل، حتي لو مؤقت.

تالت حاجة كسر الحجر، وتكسير الحجر هنا معناه نقسم المشكلة، تخيل إن فيه حجر ضخم وقع، حله تكسره علشان تعرف تحركه، أو ناس كتير قوي تساعد فى تحريكه، علشان كدا مع أي أزمة نحاول نقسمها لأجزاء، مفيش أزمة أو مشكلة كتلة واحدة، دايما مكونة من عدة مشاكل، بس احنا من الضربة اللي خدناها مش شايفين غير كارثة وأزمة حلت علينا.

رابع حاجة آه محتاجين سند بس الأساس إن الانسان نفسه هو اللي لازم يعمل الجزء الأكبر فى الحل، هو اللي لازم يسعي، السند مش معناه حد يشيل عنك المشكلة، لكن معناه حد يساعدك تشوف كل جوانب الأزمة، وتقدر وقتها تفككها، وتحل حتة حتة منها.

كل الأزمات بتنتهي، وكل حاجة بتعدي، الأيام كاشفة والمِحن معمل ممتاز للاختبار، المفروض إن الضربة اللي ما تموتش تقوي، ودا برضه ضمن قانون الانتخاب الطبيعي والبقاء للأقوي، بس مش البقاء للأقوي بس، كمان البقاء للي بيعرف يفكر ويتصرف ويخرج من الأزمات، بدليل إن فيه كائنات صغيرة كتير نظريًا ضعيفة، لكنها قدرت تعدي وتستمر، فمحدش يشوف نفسه ضعيف ومش قد الأزمة، ولا المشكلة، هي كبيرة لإننا شايفنها من تحت، وهي واقعة فوق دماغنا، لما ننزلها ونحطها قدامنا هنشوف حجمها الحقيقي، ولما نشوف ونفكر هنعدي وهنخرج من أي أزمة

علي قدر أولي العزم تأتي الشدائد.