تتجه أنظار الجماعة الصحفية إلى انتخابات نقابة الصحفيين المزمع إجراؤها شهر مارس المقبل، على مقعد «النقيب» و«6» من أعضاء المجلس الذين اقتربت مدتهم من الانتهاء.

و ينص قانون النقابة على حتمية  انعقاد مجلس النقابة قبل الموعد المحدد للانتخابات؛ للإعلان عن فتح باب الترشح على منصب النقيب و6 من أعضاء المجلس، قبيل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يومًا على الأقل.

ربما يبدو الحديث مبكرا عن انتخابات نقابة الصحفيين، لكن حملات جس النبض والتحركات التي جرت مؤخرا حول 4 شارع عبدالخالق ثروت، حيث مقر  مبنى النقابة، تدفعنا إلى رصد المواقف الأولية لانتخابات تبدو شديدة الأهمية للجماعة الصحفية.

رغم حالة الهدوء التي تغلف أجواء انتخابات نقابة الصحفيين إلا أن شيئا ما يتم تحضيره داخل الغرف المغلقة، خاصة أنه منذ عشرات السنين وكانت المنافسة على منصب النقيب يتم الاعتماد عليها عن طريق التربيطات وتخضع لقواعد «الأصول»، فلا يمكن أن يخرج من جريدة قومية مرشحان، إذ إنه من الضروري أن يتم التوافق بين المرشحين على أن يسحب أحدهم للأخر وهو ما قد يحدث في حالة عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين السابق وضياء رشوان النقيب الحالي.

ماذا نعرف عن المرشحين؟

«إن شاء الله ربنا يسهل» هكذا كانت إجابة عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين السابق ورئيس إدارة مجلس الأهرام، على سؤال هل تنتوي الترشح على منصب النقيب خلال زيارته لمجلس الشيوخ، ليفتح الباب أمام التكهنات حول طبيعة الانتخابات المقبلة.

جرت العادة في المؤسسات القومية التي تمثل النسبة الاكبر من أصوات الجمعية العمومية أن يتم الاتفاق فيما بينها على التقدم بمرشح واحد فقط يحظى بدعم المؤسسة كاملة، إذ تتقدم كل مؤسسة بمرشحها ولا يتم تفتيت أصوات المؤسسة على أكثر من مرشح، لذا تدور في الغرف المغلقة أن هناك شبه اتفاق يجرى إعداده داخل أروقة جريدة الاهرام القومية، والاختيار ما بين ضياء رشوان النقيب الحالي أو عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارتها.

وحسب المعلومات المتوفرة، ستشهد الفترة المقبلة اجتماعات سواء مباشرة أو من خلال أطراف متداخلة في عملية اختيار النقيب من داخل مؤسسة الأهرام دون التنافس وتفتيت الأصوات وتجنب خروج مقعد النقيب من بين مؤسسة الاهرام.

وفي حال اكتفاء ضياء رشوان بحقيبة الهيئة العامة للاستعلامات، سيفتح الباب على مصرعيه أمام «عبدالمحسن سلامة» الذي يحلم بعودته إلى مكتبه السابق في نقابة الصحفيين، حيث لم يستمر سلامة سوى عامين فقط شهدت خلالهم النقابة أزمات مستمرة مع قطاع كبيرة من الصحفيين.

ودخل النقيب الأسبق يحيى القلاش على خط الصراع، إذ أعلن عدم اعتزامه خوض انتخابات نقابة الصحفيين، واكتفاء بالبقاء في صفوف الداعمين للنقابة والصحفيين.

وفضل قلاش أن يدعم صديق عمره ضياء رشوان في الانتخابات على أن يكون هناك برنامج واضح للأخير، وخصوصا فيما يتعلق بملف الحريات الصحفية والمحتجزين.

رشوان لا يحظى بدعم القلاش فقط، إنما دعم الكاتب الصحفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم السابق يارس رزق، الذي أعلن في وقت سابق إبان انتخابات نقابة الصحفيين دعمه لصديقه ضياء رشوان، ليضمن الأخير أصوات جريدة أخبار اليوم.

واستبعدت مصادر صحفية ذات شان ترشح الكاتب ياسر رزق لمنصب نقيب الصحفيين، لعدم رغبته في خوض هذا السباق.

الكتلة اليسارية تعول على “البلشي”

تبحث الكتلة اليسارية داخل الجماعة الصحفية عن التواجد على رأس مجلس نقابة الصحفيين لأول مرة منذ فترة بعيدة، إذ بدأ الحديث عن وجود تواصل مع الكاتب الصحفي خالد البلشي ليحسم أمره لخوض انتخابات النقابة على مقعد النقيب، خاصة أن البلشي يمتلك شعبية بين صفوف شباب الصحفيين لتواجده الدائم في أزماتهم وانحيازه لشباب الصحفيين في كافة العقبات التي تواجههم.

وزترأس البلشي في المجالس السابقة لجنة الحريات، وترشح في الانتخابات السابقة لكنه خسر المقعد بقارق ضئيل من الأصوات لصالح هشام يونس.

حتى هذه اللحظة لم يعلن البلشي بشكل رسمي اعتزامه الترشح لمنصب نقيب الصحفيين، إلا أنه من المنتظر أن يتم عقد لقاءات مكثفة مع عدة أطراف خلال الفترة المقبلة لحسم الامر نهائيا.