تستعد للذهاب لمدرستها، رتبت أغراضها ووقفت أمام المرآة لتستعد للخروج من المنزل والتوجه لمدرستها لبداية مرحلة جديدة بالصف الأول الثانوي، بتسريحتها الجديدة “الراستا”.

“الراستا” عبارة عن ضفائر صغيرة بالشعر، يتم الاستعانة خلالها بخصلات من الشعر الصناعي بلون مختلف. اختارت الفتاة اللون “البينك” لتتزين به، ولكنها لم تكن تعلم أن هذا اللون سيكون سببا للمتاعب لها.

ضفائر ملونة

نجلاء صديق والدة الطالبة ملك بالصف الأول الثانوي، والتي تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصتها، قالت إن ابنتها انتقلت للمرحلة الثانوية بأحد المدارس الحكومية بالجيزة، التي تعمل والدتها مدرسة بها، وقررت تغيير تسريحة شعرها “البنت كانت عاوزة تغير تسريحة شعرها وأنا مشفتش في ده مشكلة، وعارفة البنات في سنها بيمونوا عاملين إزاي فوافقت ومكنتش متخيلة إن تسريحة شعر ولا شوية ضفاير يكونوا سبب في أذى بنتي أو التنمر بيها”..

بالرغم من وجود الأم مع الابنة بنفس المدرسة، إلا أن عددا كبيرا من المدرسين والمدرسات بجانب مديرة المدرسة، انتقدوا مظهر الطالبة، ووصفوه بالمظهر غير اللائق كما روت الأم لـ”مصر 360″.

“أنا مكنتش شايفة في تسريحة الشعر الجديدة أي مظهر مش لائق، ومع ذلك قلت للبنت إنها تلمه علشان محدش يكون متضايق، بس برضه حتى بعد ما قررت إنها تلمه كانوا بيضايقوها، واللي طلب منها تلبس الحجاب، معى إن الزي المدرسي مفيش فيه إجبار للحجاب، ولقيت البنت بترجع كل يوم تروح فيه المدرسة منهارة ونفسيتها تعبانة وده أثر عليها وعليا” تقول نجلاء.

حجاب إجباري

ذهبت الأم لتقديم شكوى للشئون القانون بإدارة جنوب الجيزة التعليمية، ليخبروها أن الحجاب إجباري بالمدرسة، تعلق: “لم يتعاون معي أحد في شكواي بدعوى ان الحجاب إجباري، بل طلب مني أن تتحجب ابنتي داخل المدرسة وتخلعه خارجها”.

رفضت الأم إجبار ابنتها على ارتداء الحجاب، لعدم تكريس عقدة للطفلة في مرحلة عمرية مبكرة، وذلك على بالرغم من صدور بيان من وزارة التربية والتعليم ينفي أن يكون الحجاب إجباريا داخل المدارس، إلا أن المضايقات للطالبة الأم استمرت.

حجاب الطالبات في مدارس الريف الإعدادية.. فرض

كانت وزارة التربية والتعليم أوضحت في بيان سابق لها، بعد واقعة مماثلة لإجبار طالبة على ارتداء الحجاب بأحد المدارس بمحافظة الشرقية، هذا العام، أن الحجاب ليس إجباريا لطالبات المدارس وما حدث كان حالة فردية.

ودعت مؤسسة المرأة الجديدة إلى حملة توقيعات إلكترونية على بيان لرفض إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب في المدرسة، وذلك تضامنا مع موقف لمياء لطفي والدة الطالبة ريم صلاح، والتي تعرضت للإجبار على الحجاب في مدرسة بلبيس للغات بمحافظة الشرقية.

وذكر بيان المؤسسة أن مديرة مدرسة “بلبيس للغات” تعمدت فرض الحجاب على أحد الطالبات بالمرحلة الإعداية، باعتباره زيا موحدا لجميع الطالبات، غير أن المواطنة لمياء لطفي والدة الطالبة “ريم” أبدت اعتراضا على إجبار ابنتها على الحجاب، وقامت بسؤال مديرة المدرسة عن أسباب فرض الحجاب، وأن غطاء الرأس له دلالات أبعد من كونه “زي رسمي للمدرسة”، وماذا عن المسيحيات هل يفرض عليهن نفس الزي، إلا أن إجابة المديرة جاءت تأكد فرض الحجاب باعتباره زي مدرسيا موحدا على جميع الطالبات.

الحجاب.. قيد الشكل.. حق المرأة

وتضامنت رئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي مع قضية ريم، مؤكدة أن من حق كل فتاة أن تتلقى تعليمها دون إرهاب أو تهديد

وذكرت وزارة التربية والتعليم أن هناك زي مدرسي على الطلاب الالتزام به، وعند مخالفته يتم لفت انتباه الطلاب، ووفقا للقرارات الوزارية لا يضم الزي المدرسي ارتداء الفتيات للحجاب.

نجلاء لم تسلم من المضايقات طوال الفترة الماضية، حيث لاحظت أن بعض المدرسات تعمدن سؤال ابنتها عن سر طلاء أظافيرها، ما تسبب في انهيار معنويات صغيرتها رغم أنها لم تتعمد إثارة الجدل بقصة شعرها أو مظهرها.

وزارة التعليم لم تنحاز هذه المرة إلى الطالبات في أزمة الحجاب والحرية الشخصية، إذ ذكرت مصادر أن الطالبة صبغت خصلات من شعرها، وهو ما يخالف لائحة الانضباط المدرسي.

وقالت مصادر بداخل المدرسة لـ”مصر 360″، إن والدة الطالبة ادعت قيام الطالبة بإضفاء تسريحة معينة لشعرها وهو ما رفضته المدرسة وأبلغتها بضرورة ارتداء الحجاب أو قص شعرها وإذا امتنعت ستمنع نهائيا من دخول المدرسة، وطلبت المدرسة من الطالبة تغطية شعرها وارتداء الحجاب حتى عودة شعرها للونه الأصلي.

لكن الأم تؤكد أن ابنتها لم تقم بصيغ شعرها كما ورد، وأن هناك خصلات شعر صناعي وضعت مع الضفائر ويمكن الكشف عليها جيدا “لن أجبر ابنتي على الحجاب، وقررت إزالة الشعر الملون من الضفائر لحل الأزمة”.

عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، قالت إنه على الأمهات ضرورة إلزام بناتهن بتسريحة ولون الشعر خلال ذهابهن للمدرسة بما يتماشى مع قيمة وقامة هذا المكان، مؤكدة أنه لا يحق للمدرسة إجبار الطالبات على ارتداء الحجاب، ولكن على الطالبات الالتزام بالزي المدرسي المقرر.