ألقت قوات الأمن القبض على جاسر عبد الرازق، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، من منزله بحي المعادي، و جرى اقتياده إلى جهة غير معلومة، حسبما أعلنت المبادرة.
ويعد عبدالرازق هو ثالث حالة قبض بين صفوف المبادرة المصرية للحقوق الشخصية خلال 4 أيام فقط، والرابع عموما، بعد القبض على محمد بشير ، المدير الإداري للمبادرة، و مدير وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة، على خلفية استقبال مقر المبادرة مجموعة من السفراء الأوروبيين لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان، بجانب الباحث جورج باتريك المحبوس منذ فبراير الماضي في اتهامات متعلقة بدعم الإرهاب.

وجاسر  هو ابن القيادي اليساري الراحل حسين عبدالرازق والكاتبة الصحفية فريدة النقاش، ويشغل منصب المدير التنفيذي للمبادرة منذ العام 2015.

كانت وزارة الخارجية استنكرت البيان الصادر من نظيرتها الفرنسية بشأن واقعة القبض على المدير الإداري للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، خصوصا أن سفير فرنسا كان حاضرا في اللقاء الذي استضافته المبادرة بحضور سفراء 13 دولة لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان.

وأكد أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، رفض ما تضمنه البيان الفرنسي من تدخل في شأن داخلي مصري ومحاولة التأثير على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع مواطن مصري تم توجيه اتهام له اتصالا باحد القضايا المنظورة أمام القضاء المصري، وهو المبدأ الذي تلتزم به مصر من حيث الامتناع عن التدخل في أو التعليق على الإجراءات التي تتخذها سلطات إنفاذ القانون في الدول الأخرى بما فيها فرنسا.

وأعرب حافظ عن الأسف لعدم احترام البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية للقوانين المصرية، ودفاعه عن كيان يعمل بشكل غير شرعي في مجال العمل الأهلي، في ضوء أن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مسجلة كشركة وتمارس أنشطة أخرى بالمخالفة لما يقضي به القانون رقم ١٤٩ لسنة ۲۰۱۹ من خضوع نشاطها لولايته.

كانت قوة أمنية توجهت إلى منزل كريم عنارة فجر  أمس بالقاهرة ولكنه لم يكن متواجدا بالمنزل، حتى تم القبض عليه منذ ساعات بمدينة دهب في جنوب سيناء أثناء قضائه العطلة، بحسب بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

واقتيد عنارة إلى جهة غير معلومة، ولم يصدر أية قرارات من النيابة العامة حتى كتابة هذه السطور بشأن الاتهامات الموجهة إليه، إلا أنه من المتوقع إدراجه ضمن لقضية 855 لسنة 2020، التي انضم إليها عدد من المحامين والصحفيين خلال الفترة الأخيرة.

الصحفي “إسلام الكلحي” ينضم لمحامي وصحفيي القضية 855 أمن دولة

وكانت قوات الأمن ألقت القبض على محمد بشير، المدير الإداري للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، من منزله الأحد الماضي، وتم احتجازه لمدة تقارب 12 ساعة، في أحد مقرات قطاع الأمن الوطني، ليظهر في نيابة أمن الدولة بعدها بساعات.

واتهمت النيابة بشير بالانضمام لجماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، ونشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.

وركزت الأسئلة بشكل خاص على زيارة عدد من السفراء المعتمدين بمصر لمقر المبادرة المصرية يوم الثلاثاء 3 نوفمبر الجاري، وهو لقاء ناقش سُبل دعم أوضاع حقوق الإنسان في مصر والعالم.

حبس مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وضمه للقضية 855 أمن دولة

وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أعلنت استقبالها سفراء ألمانيا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وفرنسا وفنلندا وهولندا والقائمين بأعمال سفراء كندا والسويد والنرويج ونائب سفير المملكة المتحدة وممثلين عن المفوضية الأوروبية في القاهرة.

“لا ندري سبب ما يحدث”

وفي اتصال هاتفي، قالت المحامية هدى نصر الله،  التي حضرت التحقيق مع بشير، إن”لقاء السفراء بمقر المبادرة المصرية هو لقاء معلن وليس لقاء سريا، ولا ندرى سبب ما يحدث”.

وفي السياق ذاته، دانت منظمة العفو الدولية احتجاز بشير، معتبرة أنه مستهدف فقط بسبب عمل منظمته المشروع في مجال حقوق الإنسان.

وطالبت المنظمة، الحكومة المصرية، الإفراج عن بشير، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه، ووضع حد لاضطهاد المجتمع المدني المصري والمدافعين عن حقوق الإنسان.

ويعد عنارة العضو الثالث من المبادرة المصرية داخل السجون بعد بشير، حيث لا يزال الباحث باتريك جورج زكي محتجزا على ذمة اتهامات تتعلق بالإرهاب منذ توقيفه في فبراير 2020.

ما هو نشاط المبادرة؟

تعمل المبادرة المصرية منذ تأسيسها في عام 2002 على تعزيز وحماية الحقوق والحريات الأساسية في مصر، من خلال أنشطة البحث والدعوة ودعم التقاضي في مجالات الحريات المدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والعدالة الجنائية.

المبادرة يعمل بها العديد من المحامين والباحثين الاقتصاديين والصحفيين المتخصصين في الشؤون الدينية. وتشتهر بإصدار دراسات وورقات بحثية في العديد من الملفات الخاصة بالمعتقدات الدينية.

وتخصص المبادرة أوراقًا بحثية للأوضاع الاقتصادية والصحية للمواطنين، وربطها بسياسات الحكومات في مصر.