أمتار قليلة تفصل لافتة مرشح حزب التجمع اليساري أحمد بلال عن منافسه في جولة الإعادة محمود الشامي المرشح عن حزب مستقبل وطن بشوارع مدينة المحلة، وفي الخلفية يبرز شعار الحزبين ضمن لافتة دعائية كبيرة لـ”القائمة الوطنية من أجل مصر”.

تبدو دائرة مدينة المحلة غلافا كبيرا لما يجرى في الانتخابات الحالية لمجلس النواب المصري، حيث يتقارع المتنافسون الحزبيون في الدوائر الفردية، ويتبادلون الاتهامات بالاعتماد على المال السياسي، في وقت يربطهم رباط واحد على مستوى القائمة.

تشهد المحلة صراع حزبي- حزبي من نوع خاص، حيث يخوض جولة الإعادة 4 مرشحين ينتمون لأحزاب تتحالف سويا تحت شعار “القائمة الوطنية من أجل مصر” التي فازت بالدوائر الأربع في المرحلتين الأولى والثانية من مجلس النواب، وضمنت 270 مقعدا.

شركاء القائمة الوطنية

يدافع الصحافي بجريدة المصري اليوم أحمد بلال البرلسي عن شعار حزبه التجمع اليساري، ويرفع محمود الشامي شعار “مستقبل وطن” لأول مرة، ومن الحزب نفسه يترشح مقدم شرطة هو حامد الزعبلاوي، وعن حزب الوفد النائب الحالي عن الدائرة محمد خليفة، وكلهم أطراف رئيسية في القائمة الوطنية.

تضم القائمة الوطنية 12 حزبا إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب كل من: مستقبل وطن، والوفد، والتجمع، والشعب الجمهوري، وحماة وطن، والإصلاح والتنمية، والعدل، والجيل، والحرية المصري، والمصري الديمقراطي الاجتماعي.

تبدو الحسابات على الورق محسومة لمصلحة مرشحي مستقبل وطن محمود الشامي وحامد الزعبلاوي، باعتبار أن الثنائي يمثلان حزب واحد ومصلحة واحدة، وحصدا أعلى أرقام في الجولة الأولى، كما حدث في دوائر بمحافظة الجيزة التي شهدت فوز مرشحين عن الحزب من الدائرة الواحدة.

ولجأ مستقبل وطن إلى عدة حيل لحسم المقاعد الفردية في محافظة الجيزة، من بينها دعم المرشح الأكثر حظا للمرشح الأقل شعبية، إذ استغل الحزب شعبية محمد أبو العنين الكبيرة في حسم المقعد الآخر في الدائرة بتوجيه الأصوات إلى المرشح المجهول بالنسبة للجيزاوية زكي عباس، بهدف تعطيل الصحفي عبدالرحيم علي ونجل مرتضى منصور.

كما استغل الحزب شعبية النائبة نشوى الديب في دائرة إمبابة وعقد صفقة مفاجئة بين الديب ومرشحه طارق سعيد حسنين، بتحالفهما انتخابيا من أجل النجاح سويا.

 

 

 

اقرأ أيضا: الجولة الأولى: كيف تجنب مستقبل وطن الخسارة في دوائر الجيزة؟.. وأحزان الوفد لا تتوقف

 

محمود الشامي

يبدو سيناريو أبو العنين هو الأقرب للحدوث في دائرة المحلة هو دعم محمود الشامي للمرشح الأقل شعبية حامد الزعبلاي، حيث حصل الأول على على 32168 صوتاً، والأخير على 21000 صوتاً في المركز الثاني، فيما جمع مرشح التجمع 18150 صوتاً، وتذيل مرشح الوفد الترتيب بـ 13035 صوتاً.

مقارنة الشامي بأبو العنين تبدو منطقية، فكلاهما يمتلكان شعبية وعلى صلات رسمية بأجهزة الدولة، وإن كان الشامي رصيده الرياضي أكثر من السياسي بحكم رئاسته لنادي بلديه المحلة، الذي ينشط في القسم الثاني، ووجوده في اتحاد كرة القدم لسنوات، بجانب أنه نجل النائب السابق عن الدائرة عبد السميع الشامي.

شرطي

المرشح الآخر عن حزب مستقبل وطن، هو المقدم حامد الزعبلاوي، الذي يترشح للمرة الأولى عن الدائرة، لكنه استطاع جمع 21 ألف صوت في الجولة الأولى وسط 27 متنافسا، ما يعني أنه يمتلك القدرة على الاستمرار في المنافسة.

لا يوجد أرشيف لحامد الزعبلاوي سوى أنه مقدم شرطة، شغل منصب رئيس وحدة مرور المحلة، لكن مجرد ارتباط اسمه بحزب مستقبل وطن بات رقما في المعادلة الانتخابية.

شباب المعارضة في جولات إعادة ساخنة.. والمشاهير خارج السباق

تجمعي حالم

أما المرشح الثالث الذي يحدوه آمال كبيرة هو الصحافي أحمد بلال، مرشح حزب التجمع، الذي يرتكن على كتلة الشباب وأصحاب المعاشات في مدينة المحلة.

جمع بلال “18 ألف صوت حلال بدون شراء أي صوت، في ظل شراء أصوات على مسمع ومرأى الجميع”، حسبما يعتقد، مؤكدا أن أصواته حقيقية تعبر عن مشروع يقف خلفه شباب يؤمن بالتغيير ويرفضون الإحباط واليأس.

هذه هي المحاولة الثانية لبلال في انتخابات مجلس النواب، حيث ترشح المرة الأولى في 2015 وخسر السباق في أمتاره الأخيرة بجولة الإعادة، يتحدث عن الفارق بين التجربتين: “الاختلاف بين 2015 و2020: المعركة الآن أكثر شراسة من حيث سطوة المال السياسي، 5 سنوات بلا نواب أما الآن مستقبل وطن هو رقم واحد ويوجد تصويت عقابي ضده، أما أنا اكتسبت خبرة على مستوى الانتخابات وأصبحت أكثر نضجا”.

بلال لا يرى المعركة الانتخابية في المحلة حزبية أيديولوجية بالرغم من ترشح 4 حزبيين على مقعدين، كما أن الاختلاف على الفردي والاتفاق تحت لواء القائمة لا يمثل أزمة للمرشحين أو الناخبين، كونه تحالف قائم  على أساس انتخابي وليس سياسي.

“التجمع في تحالف مع 11 حزب سياسي وهو تحالف ينتهي مجرد دخولنا البرلمان ولا يوجد برنامج سياسي يجمع هذا الائتلاف، القيادة السياسية تحتاج إلى كتلة سياسية صلبة بين أصحاب التوجهات المختلفة” يبرز بلال الاختلاف بين الفردي والقائمة.

ورغم ذلك، يعتمد بلال في معركته على تصويب عقابي ضد مرشحي حزب مستقبل الوطن كرد فعل على السياسات التي مورست في السنوات الأخيرة، فضلا عن تقدمه بخطاب سياسي منحاز للطبقات الفقيرة ومناسب للمحلة الكبرى.

محلة ذات طابع خاص

يطرح بلال في برنامجه استعادة المحلة المدينة ذات طابع خاص ريادتها في الصناعة، من خلال إنشاء هيئة عليا للغزل والنسيج، “لما أهملوا الصناعة المحلاوية الناي قعدت على القهاوي حينا تتوقف الصناعة كل شيء يقف كل شيء”.

 

لا يعتقد مرشح حزب التجمع أن هناك مرشح أوفر حظا في دائرته وإن كان منافسه الأكبر بكل تأكيد هو محمود الشامي، إذ يرى أن جولة الإعادة تبدأ حساباتها من الصفر، وبمتغيرات جديدة تمام عن المعركة الأولى التي تنافس فيها 27 شخصا، مستبعدا تحالفه مع أي من المنافسين بالدائرة للإطاحة بغيره.

“لا أخاف شيئا في الإعادة لأننا هزمنا المال السياسي بالفعل في الجولة الأولى بدون إنفاق الملايين كما فعل غيري” يختم بلال حديثه.