هي الدنيا قايمة علي المنافسة والصراع ولا المشاركة؟

المنافسة والمشاركة مطلوبين في حياتنا وكل حاجة فيهم بتخلي الحياة لها معني، لكن فيه علاقات ما ينفعش فيها المنافسة، ما ينفعش تكون فيه منافسة بينك وبين اللي بتحبه، أو بين الأصدقاء، العلاقات الإنسانية بتحتاج المشاركة لأن دا اللي بيعمل السند والهدف علشان نعدي المنافسة.

حالة المنافسة بتخلق روح للحاجة، بتخلي فيه طموحات وإنجازات، مش كل المنافسة وحشة، ولا كل المنافسة مخبية جواها كره وشر.

المنافسة الواضحة فى الشغل أو أي حاجة مشاكلها مهما كبرت محلولة، المشكلة دايمًا بتكون فى المنافسة غير المعلنة، المنافسة المتخبية فى قلوب اللي حواليك وانت مش حاسس بها.

ولأن المنافسة بتحتاج اليقظة وعدم الثقة فى تحركات الطرف التاني الخاص بالموضوع اللي بيتنافسوا فيه، فالمنافسة المتخبية  هي حالة عداوة  ودي مساحة تانية خالص.

العداوة قايمة علي الكراهية، فيها مساحة حقد وحسد ممكن توصل لغل، مش لازم تكون العداوة مبررة، صحيح إن العدواة المفهومة السبب، بتخلينا عارفين نفهم منطق العداء، العدو الواضح حالة أريح، لكن من امتي كانت الحياة مريحة ومفهومة!

فى عالم الشغل والمال بيكون فيه منطق المنافس قدامك في شغل أو هدف طبيعي إنه يخفي عنك خطواته، بديهي إنه يحاول يأخرك ويفسد تحركاتك، لأن تأخيرك بيضمن له الفوز، ومش هنتكلم بقي عن المنافسة بشرف والكلام الجميل اللي بنقرأه فى كتب ما بنصدقش أغلب اللي فيها، المنافسة بشرف دي خلصت من زمان.

حتي منطق العداوة برضه مفهوم، إن عدوك يكرهك حكاية مبررة، لكن اللي مش مبرر الأصدقاء والحبايب اللي بيختاروا يتزنقوا فى خانة العدو من غير مبرر.

اختيار خانة العداوة المتغطية مش بس شر كامن، لا كمان هو حالة خيانة واضحة، الناس المتبرعة بالكراهية، ومفسدي الحياة بنصايح توقع أكتر ما تسند، الناس دول اللي مش مفهومين.

كل واحد فينا عنده عيوبه، ومش كلنا أسوياء، أول العداوة حسد، حسد متغطي صاحبه مش باين، اللي بيحسد هو شخص ضعيف وكسلان، بدل ما يتعب ويبذل جهد إنه يكون عنده زي صاحبه، هو عايز صاحبه تزول عنه النعمة، عايزه أقل، وفى وضع أسوأ، بذور الحسد طارحة غِل وكراهية، ويفضل السؤال الأكثر ترددًا ليه حد يقرر يحتل خانة العداوة بشكل مجاني؟.

حتى الصراع علشان الحياة مش مبرر للعداوة والكراهية المجانية، هل دا لأن نفوسنا اتشوهت؟ هل ضغوط الدنيا عمت القلوب؟.

الناس بقت مُدهشة فى سباقها للكراهية، واحدة تلاقي صديقتتها مبسوطة في جوازها، فتستكتر عليها الانبساط المؤقت وتبوظ حياتها، واحد ولا واحدة يلاقوا اصحابهم محبوبين فيحاولوا يشوهوا صورتهم بأي طريقة.

حد يلاقي صديقه أو صديقته مميزين في أشغالهم، فيعملوا ناصحين لغاية ما يبوظوا الشغل، أو يخلوا الشخص مش راضي عن شغله، ويصبح الشغل عبء نفسي وطبعا لا هيتطور ولا هيكبر في شغل هو حاسه عبء وضغط.

فى المنافسة أو حتي العداوة لم طرف بيخسر دا مكسب واضح لمنافسه أو عدوه، لكن ليه الأصحاب والحبايب يتبرعوا بالكراهية؟.

بعد كل خازوق من المقربين بيفضل الشخص اللي اتصاب يفكر يستعرض قدامه شريط التفاصيل، حياة مليانة ضحك وهزار ومواقف حلوة، متي نبت الحسد؟.

ضعاف النفوس ما بيعرفوش يحولوا غيرتهم من اللي حواليهم لطاقة تدفعهم يكونوا أحسن.

النفوس المشوهة والشخصيات الضعيفة بتدوس في بحر الكراهية، بتتسحب والسواد بينتشر ويزيد، أسوأ ما في النوعية دي هي إنه ما بيتمش اكتشافهم، لأن الحب يُعمي، ورغم كل دروس التاريخ والحكم والأمثال الشعبية إن الضربة دايما بتيجي من القريب، الضربة بتيجي فى الضهر، لكن الأمثال دي ما بنفتكرهاش غير لما بنقع فى فخ الخيانة.