تضاربت الأنباء حول وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث زعمت وسائل إعلام باكستانية أنه توفي لأسباب طبيعية، بينما قالت مصادر إنه قُتل قبل الشهر تقريبًا.
كان آخر ظهور للظواهري، في مقطع فيديو، في ذكرى هذا العام لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة.
ووصفت صحيفة “عرب نيوز” السعودية وفاته، بأنها إذا تأكدت ستفتح فراغًا قياديًا عميقًا داخل القاعدة.
وقُتل مؤخرًا اثنان من كبار القادة اللذين كانا في الطابور، بينهما حمزة بن لادن، نجل زعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن. وقُتل أبو محمد المصري، الذي يُعتقد أنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في إيران هذا العام ، بحسب تقارير إعلامية.
ذكرت “عرب نيوز” أيضًا أنها تحدثت إلى أربعة مصادر أمنية على الأقل في باكستان وأفغانستان؛ لتأكيد وفاة الظواهري. وقال اثنان إنه مات، بينما تحدث الجميع بشكل غير رسمي، لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام حول هذه القضية.
ونقلت الصحيفة عن مترجم من القاعدة الثلاثاء: “لقد توفي (الظواهري) الأسبوع الماضي في غزنة”. “مات من الربو لأنه لم يتلق أي علاج رسمي”.
وقال مسؤول أمني باكستاني متمركز في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان إن الظواهري قُتل. وأضاف رافضا نشر اسمه: “نعتقد أنه لم يعد حيًا… نحن واثقون من كونه مات لأسباب طبيعية”.
وقال مصدر مقرب من القاعدة في أفغانستان للصحيفة إن الزعيم المتشدد وافته المنية الشهر الجاري، وحضر عدد محدود من أتباعه صلاة الجنازة. ولم يوضح المصدر ما إذا كانت صلاة الجنازة قد أقيمت غيابية أم أن جثمان الظواهري كان يدفن.
اقرأ أيضًا: في ذكرى مقتله.. أسرار جديدة عن “بن لادن” ودور “مبارك” في طرده من السودان
وأضاف ضابط أمن باكستاني مطلع على عمليات مكافحة الإرهاب الجارية: “تلقينا نفس المعلومات التي تفيد بأن الظواهري مات منذ حوالي شهر”.
وامتنع المصدر عن ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام حول هذا الموضوع.
وقال مصدر باكستاني آخر، وهو مسؤول مخابرات مدني، إن تحركات الظواهري الأخيرة كانت داخل أفغانستان، حيث كان معروفًا أنه في حالة صحية “غير مستقرة”. لكن مسؤول المخابرات لم يستطع تأكيد ما إذا كان قد مات.
وقال ضابط المخابرات: “على حد علمي كان مريضًا للغاية ويعاني من مرض الفشل الكلوي”. وأضاف: “لم يكن قادرًا على إدارة غسيل الكلى الخاص به ولكن ما زلت بحاجة إلى تأكيد ما إذا كان قد مات”.
اقرأ أيضًا: ما الإرهاب؟
وقال متحدث باسم المديرية الوطنية الأفغانية للأمن التجسس إنه لم يسمع بموت الظواهري. وأضاف أن المنظمة ليس لديها تعليق على الأمر.
وقالت الصحيفة السعودية -التي تصدر باللغة الإنجليزية- أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من مزاعم مصادرها في باكستان وأفغانستان.
الظواهري المنحدر من عائلة عريقة
وُلد الظواهري في 19 يونيو 1951، لأسرة من الطبقة المتوسطة، بها العديد من الأطباء وعلماء الدين.
أحد أجداد أيمن الظواهري هو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، الشيخ التاسع والعشرون للأزهر الشريف، حيث تولى مشيخة الأزهر عام 1929، وكان وراء تأسيس جامعة الأزهر، ومطبعة الأزهر، ومجلة الأزهر.
جده لوالدته هو عبدالوهاب عزّام، أحد أشهر أدباء مصر أستاذ الآداب الشرقية وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وابن عم جده لوالدته هو عبدالرحمن عزّام، أول أمين عام للجامعة العربية.
وخال والدته هو محفوظ عزّام المحامي رئيس حزب “العمل” المصري. وعم والدته هو سالم عزّام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي.
الطريق إلى بن لادن
انضم الظواهري إلى تنظيم الجهاد في نهاية الستينيات، قبل التحاقه بكلية الطب التي تخرج فيها العام 1975.
ولم ينضم لجماعة الإخوان كما تردد، بل كان ضمن مجموعة تعتنق خليطا من الأفكار السلفية والجهادية، وفق ما أكد عبدالرؤوف أمير الجيوش، القيادي السابق بتنظيم الجهاد وأحد رفقاء زعيم القاعدة، لـ “العربية.نت”.
ووفق ما نقلته “بي بي سي”، لم يمنع الظواهري نشاطه السياسي، من دراسة الطب في في جامعة القاهرة، التي تخرج فيها عام 1975 وحصل على درجة الماجستير في الجراحة بعد أربع سنوات.
كان والد الظواهري أستاذًا في علم الصيدلة في نفس الجامعة.
وفق زميله “عبدالرؤوف”، انتقل الظواهري عقب تخرجه في كلية الطب، إلى أفغانستان للمشاركة مع “المجاهدين الأفغان” في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي.
وكان الظواهري يرغب في السفر واستغلال مهنته كطبيب لعلاج الجرحى والمصابين.
مكث الظواهري في أفغانستان لمدة عام، وتعرف هناك لأول مرة على أسامة بن لادن، وانضم معه لمعسكر الأنصار الذي أسسه بن لادن، ثم تولى خلال تواجده في المعسكر علاج المصابين والجرحى.
عاد الظواهري إلى مصر بعد هذا العام، وطلب منه عصام القمري، وكان أحد المشاركين في قضية اغتيال السادات، إخفاء مجموعة من الأسلحة والذخائر لديه.
أخفى الظواهري الأسلحة عند صديق له هو نبيل برعي، وتم القبض عليهم جميعًا، وتمت تبرئة الظواهري من تهمة المشاركة في اغتيال السادات، لكنه أدين بتهمة حيازة أسلحة غير مشروعة، وعوقب بالحبس 3 سنوات حتى تم الإفراج عنه في العام 1985.
عقب خروجه من السجن منتصف الثمانينيات، سافر الظواهري إلى باكستان وأفغانستان بعد أن تواصل مع أسامة بن لادن، ولم يعد لمصر منذ ذلك الحين.
الظواهري زعيمًا
برز الظواهري، لسنوات، كأحد الناطقين البارزين باسم تنظيم القاعدة.ال
وقد ظهر في أكثر من 16 شريطًا مرئيًا وصوتيًا في العام 2007، وهو أربعة أضعاف ظهور بن لادن في العام ذاته.
وفي يوليو 2007، ظهر في شريط مرئي، يدعو المسلمين حول العالم للانضمام إلى تنظيم القاعدة.
وفي الثامن من يونيو 2011، أصدر الظواهري بيانًا يحذر فيه الأميركيين من أن أسامة بن لادن سيستمر في “ترويع” الولايات المتحدة حتى من قبره.
والشهر نفسه، أصدر تنظيم القاعدة بيانًا أعلن فيه اختيار أيمن الظواهري زعيمًا لتنظيم القاعدة خلفًا لأسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأمريكية في عملية نفذتها داخل الأراضي الباكستانية.
وحتى الآن، لم يعلن تنظيم القاعدة بشكل رسمي عبر أي من منصاته أو أعضائه وفاة الظواهري، ومن سيخلفه.
لكن تقارير إخبارية، تُشير إلى الإرهابي محمد صلاح الدين زيدان، المعروف بين الجهاديين باسم “سيف العدل”، باعتباره أحد أبرز الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم خلفًا للظواهري.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن اسم سيف العدل مُدرج ضمن قائمة المتطرفين بسبب ارتباطه بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، ومشاركته في عدد من الأعمال الإجرامية، ومنها تقديم التمويل المالي وشراء الأسلحة للجماعات المتطرفة كالقاعدة والجهاد الإسلامي.