اختيرت الطالبة بالجامعة الأمريكية نادين أشرف ضمن قائمة هيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى”، لأكثر 100 امرأة مؤثرة من جميع أنحاء العالم لعام 2020.

وضمت القائمة 11 اسما عربيا ملهمًا في المجال التطوعي، من بينهن المصريتان الدكتورة ماجي جبران واسم شاب آخر هو نادين أشرف، ولم تحدد الهيئة صاحب المركز الأول في القائمة، إذ مُنح “للبطلة المجهولة” في هذا العام الاستثنائي.

واختيرت نادين، الطالبة بقسم الفلسفة في السنة الرابعة بالجامعة الأمريكية، بسبب نشاطها الملحوظ في ملف العنف ضد المرأة ومناهضة التحرش في الوسط الأكاديمي، من خلال تأسيسها صفحة “شرطة الاعتداءات” على انستجرام.

“فخورة بإتاحة الفرصة لي بتمثيل مصر عالميا بجانب الدكتورة ماجي جبران”، تقول أشرف مؤسسة صفحة شرطة الاعتداءات لـ مصر360.

مش هنسكت

“بنحارب العنف الجنسي بكل اشكاله.. مش هنسكت”، هو الشعار الذي تحمله صفحة “أسولت بوليس Assault Police” أو شرطة الاعتداءات، نادين أشرف، لتصبح في طليعة الحركة المناهضة للتحرش، تزامنًا مع انطلاق حملة “me too” التي انطلقت أوائل 2020 لمناهضة التحرش.

تعتبر صفحة “شرطة الاعتداءات” والتي بدأت بالظهور في أوائل شهر يوليو الماضي، حتى أصبحت من أهم المنصات حاليا، البوابة الآمنة للفتيات والسيدات لنشر قصصهن عن حوادث التحرش اللاتي مررن بها.

أنشأت نادين، التي اعتبرتها الحركة النسوية، شخصا أساسيا في التغيير الاجتماعي والنضال ضد التحرش الجنسي، الصفحة انطلاقا من شعورها بالمسؤولية نحو الغضب الذي يتملكها من عدم الاستماع لقصص صديقاتها، فتقول”أردت أن يكون الجميع على دراية بما يحدث وفضح المتحرشين”.

ترى الفتاة العشرينية أن مشكلة التحرش منتشرة في العالم ولكن تحكم مصر عادات مجتمعية تمنع من الحديث، وتضيف “فخورة لما وصلنا له فهذا سيجعل كل ست تتكلم ولا نحتاج للتخصص حتى تشجع الناس أن تتكلم”. 

نادين أشرف
نادين أشرف

بدأ الأمر مع نادين بقضية فردية لكنها تشعر الآن أن لديها هدف أكبر يتمثل  في تشجيع الناجيات على التحدث علنا عن تجاربهن لأنه من المحرمات في مجتمعنا. 

وقالت نادين، لهيئة الإذاعة البريطانية بعد إعلان القائمة : “نشأتُ محاطة بنساء كرسن حياتهنّ للدفع من أجل التغيير، ولم أعتقد يوما أنني سأتمكن من إعلاء أصواتهن أكثر. يمكنك دائما أن تحققي ما تؤمنين به”. 

منصة للناجيات

لم تقف منصة نادين عند حد نشر وفضح المتحرشين، ولكنها أصبحت منصة لتوصيل أصوات ضحايا التحرش الجنسي وأداة للعمل القانوني والسياسي، وحث السلطات على اتخاذ إجراءات ضد المتحرشين الجنسيين.

” قد وجدت نفسي فجأة ألعب دور الوسيط بين هؤلاء الفتيات والنساء اللواتي بدأن يتحدثن علناً من جهة وبين السلطات من جهة أخرى”، وذلك بعد فضح المتحرش أحمد باسم زكي والذي يواجه حاليا تهم الشروع في مواقعة فتاتين بغير رضاهما، وهتكه عرضهما بالقوة والتهديد، وتهديدهن وأخريات بإفشاء ونسبة أمور لهن مخدشة لشرفهن.

ولم يحدث ذلك إلا إعلان الفتيات عن تفاصيل التحرش خلال الصفحة مع تقديم اثباتات، وتقديم 4 منهن وطفلة لبلاغات رسمية.

اقرأ أيضا القصة الكاملة للمتحرش أحمد بسام ذكي

حالف نادين الحظ في العمل في مجال تشعر بالحماس تجاهه، فهي تطمح لاتخاذ عدة خطوات مستقبلية، يأتي على رأسها تشكيل كيان رسمي يساعد في تقديم الدعم المالي للناجين من العنف الجنسي، سواءً كان ذلك بالمساعدة أو في المحكمة أو من خلال العلاج النفسي، معبرة “أشعر بحماس لما قد يحدث في الفترة القادمة، ولا أريد أن تخمد الحركة في أي وقت قريب”. 

الحوار بداية الحل 

بدأ اهتمام نادين بقضايا التحرش من كونها أحد الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش من عمر العاشرة، حتى بلوغها سن الجامعة :” تعرضت للتحرش كثيرا من الطفولة وحتى الآن في الشارع والجامعة “. 

ومن قضية التحرش، قررت نادين بالاهتمام بقضايا المرأة، حيث إنه مع تزامن الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، بتدشين حملة على صفحتها الرسمية ” Assault Police” أو شرطة الاعتداءات، لدعم المرأة وحثها على الحديث، قائلة:” الحوار بداية الحل.. متسكتيش واتكلمي”.

لازم نتكلم 

كانت بدأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، سلسلة حوارات “لازم نتكلم”، تستمر حتى 14 يونيو، لزيادة الوعي بقضية التحرش، ودعم الجهود الوطنية والعالمية المتعلقة بهذه القضية خاصة في الجامعات، تشارك خلالها الطالبة نادين أشرف.

تشعر نادين أشرف بالامتنان لبدء وإقامة الحوارات حول قضية التحرش نتيجة لهذه الحركة في المنازل، وفي المدارس، وفي مجموعات الأصدقاء، وفي كل مكان، و”اتمنى أن يستمر الحوار”.

ووفقا لدراسة للأمم المتحدة، فإن 89.3% من التحرش الجنسي يحدث في الشارع , 81.8% في المواصات العامة, 53.3% في الحدائق العامة بينما 59.3% يحدث في الاسواق و 60.7% علي الشواطئ و 39.2% عن طريق المكالمات الهاتفية.

كما أن 63% من البلاغات المقدمة لـ”خريطة التحرش” تشير إلى أن التحرش يحدث في المدارس وأماكن العمل والأماكن الخاصة مثل المنازل.

كان مجلس الوزراء وافق في يوليو الماضي على تعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية بما ينص على عدم إثبات بيانات المجني عليه في قضايا التحرش الجنسي، على أن ينشأ في تلك الحالة ملف فرعي يضمن سرية بيانات المجني عليه كاملة، يُعرض على المحكمة والمتهم والدفاع كلما طُلب ذلك، وفقا للبيان الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء.

وتشير نادين إلى أهمية هذا القانون في ذلك التوقيت، مشيرة إلى أن العقبة أمام الإبلاغ عن الاعتداء والتحرش الجنسي هو خوف الناجيات من الكشف عن هويتهن.