“ساحر جنوب أفريقيا”، هكذا لُقب بيتسو موسيماني مدرب النادي الأهلي، وبطل دوري أبطال أفريقيا من قبل مع فريقه السابق “صن داونز” عام 2016، الذي رحل عنه في أوائل أكتوبر الماضي، ليتولى رسميًا تدريب النادي الأهلي، ساعيًا معه إلى فوز في نهائي القرن الأفريقي يوم الجمعة القادمة.
جاء موسيماني للأهلي بعد رحيل المدرب السويسري رينيه فايلر لأسباب شخصية، بعدما حقق لقب الدوري الممتاز المصري، وصعد بالفريق لنصف نهائي دوري الأبطال هذا العام، وكأن الأقدار شاءت أن يكتب المدرب الأفريقي تاريخًا جديدًا وخاصًا مع عملاق القارة السمراء في بطولتها الأكبر للأندية.
لم تمر سوى أسابيع قليلة، وتأهل موسيماني رفقة الأهلي إلى نهائي البطولة، بعد تجاوز “الوداد البيضاوي” المغربي وصيف النسخة الماضية، بالفوز ذهابًا وإيابًا بنتيجة 5-1 في مجموع المباراتين، كما صعد بالأهلي لنصف نهائي كأس مصر بعد تخطي أبو قير للأسمدة، لتبقى له مباراة واحدة قبل النهائي، ثم المباراة الحلم بنهائي أفريقيا أمام الغريم التقليدي الزمالك، يوم الجمعة المقبل باستاد القاهرة الدولي، ليكون الأهلي في حال الفوز بها على موعد مع الثلاثية التاريخية، والتأهل لكأس العالم للأندية في فبراير من العام المقبل.
فهل يحقق موسيماني ساحر جنوب أفريقيا هاتين البطولتين؟ ويتفوق بالتحديد على الزمالك الغريم الأزلي للأهلي في النهائي؟ ليحصد الانتصارين ويصعد لمونديال الأندية، ويصبح الساحر الجديد للأهلي بعد البرتغالي مانويل جوزيه المدرب الأسطوري للقلعة الحمراء.
مسيرة الطامح لفوز في نهائي القرن الأفريقي
بدأ موسيماني مسيرته كلاعب في فريق جومو كوزموس عام 1982، وشارك في 27 مباراة، سجل خلالها سبعة أهداف، ثم انتقل إلى فريق ماميلودي صن داونز عام 1985، وشارك معهم في 19 مباراة، سجل فيها هدف وحيد.
واستمر تنقل موسيماني بين كوزموس وصن داونز حتى عام 1989، فانتقل إلى فريق أورلاندو بيراتس ثم فريق يونيكوس، مختتمًا مسيرته كلاعب في نادي السد القطري عام 1996، بعدد مشاركات وصل إلى 189 مباراة، و49 هدفًا على مدار تاريخه الكروي.
اقرأ أيضًا: نهائي القرن.. 4 ظواهر نادرة في صدام الأهلي والزمالك الأفريقي
تولى مهمة تدريب فريق منتخب جنوب أفريقيا مرتين كمدرب مساعد وبعدها كمدير فني 2006 وحتى 2012، ثم عاد لفريقه القديم صن داونز كمدير فني وحقق معهم لقب بطولة دورى أبطال أفريقيا 2016 على حساب الزمالك لأول مرة في تاريخ النادي، محققًا عدة ألقاب وإنجازات أهمها بطولة الدوري بجنوب أفريقيا خمس مرات، وحل وصيفًا مرتين، وكأس نيدبانك مرتين، وكأس تيلكوم مرتين، كما فاز بدوري الأبطال وكأس السوبر الإفريقية 2016 لأول مرة في تاريخ نادي صن داونز.
أما على مستوى الإنجازات الفردية له بعالم التدريب، فقد اختير موسيماني كمدرب الشهر خمس مرات في الدوري الجنوب أفريقي، وكذلك اختير كأفضل مدرب في الموسم أربع مرات وفاز بجائزة أفضل مدرب في القارة عام 2016.
ملامح الشخصية
بعد احترافه كرة القدم، تزوج بيتسو من مويرا موسيماني، التي تعمل في الوقت نفسه مديرة أعماله، ولديهما اثنين من الأبناء، هما كابانو وليلينتلي.
وتظهر مويرا كثيرًا صحبة زوجها، وينعمان بحياة سعيدة، عادة ما يعبر إحداهما عن ذلك في المواقف المختلفة، كان من بينها احتفال موسيماني في يوليو الماضي بعيد ميلاده الـ56، حين غرد على تويتر بشكر زوجته، التي أهدته كعكة خاصة بتلك المناسبة، وقد كُتب عليها اسمه.
عبّر موسيماني من قبل، أنه يستمتع بقضاء الوقت مع زوجته في استكشاف العالم خلال أوقات فراغه، إذ نشر من قبل صورًا له بصحبة زوجته وهما في لوس أنجلوس الأمريكية، العام الماضي، كما زارا عديد من البلدان الأخرى حول العالم.
ولشخصية موسيماني العديد من الجوانب، فقد ظهر في أكثر من موقف عصبيًا، خاصة بعد المباريات التي قاد فريقه السابق فيها ضد فرق مغاربية، ويُعرف عنه أيضًا أنه مراوغ في تصريحاته الإعلامية والصحفية، فلطالما قلل من شأن قوة فريقه قبل مواجهات مهمة في بطولة دوري أبطال إفريقيا، بعكس حقيقة ما يحمل في جعبته أمام الفريق المنافس، فعل ذلك قبل مع فريق الزمالك عندما صرح بأنه من الصعب الفوز على النادي الأبيض، ورغم هذا خطف من الفريق الأبيض لقب بطل دوري الأبطال الأفريقي.
اقرأ أيضًا: الفائز مولود والخاسر مفقود.. ماذا يعني فوز الأهلي بالأميرة الأفريقية للمرة التاسعة؟
تعامله مع المباريات الكبرى
في غالبية المباريات الكبرى التي لعبها تمكن من تحقيق نتائج إيجابية بها، ولا ينسى المصريون هزيمة الأهلي بخماسية، والزمالك بثلاثية في نهائي البطولة الأكبر عام 2016، كما أظهر قيادته البارعة تلك مع الأهلي نفسه أمام الوداد المغربي بمباراتي نصف النهائي، فاستطاع الفوز وتقديم أداء رائع بمباراتي الذهاب والإياب، وصعد للقاء النهائي لملاقاة الزمالك به يوم الجمعة المقبل.
أصبح لا يخفى على الجميع قدرة موسيماني الكبيرة وثباته النفسي والفني في التعامل مع تلك الأحداث الكبيرة من هذا النوع، وهو الأمر الذي يعطي طمأنينة كبيرة لقطاع عريض من الجماهير الحمراء الخاصة بالنادي الأهلي حول نهائي القرن القادم، خاصة وأنه هزم نفس الفريق في بطولته الأولى عام 2016 مع صن داونز، وضرب الزمالك بثلاثية نظيفة.
ورغم ذلك توجد حالة من الخوف الكبير تسيطر على قطاع آخر من الجماهير الحمراء، حول قوة الزمالك وقدرتهم على إلحاق الضرر بالأهلي وهزيمته بالنهائي الكبير، الذي يحدث لأول مرة في تاريخ الأميرة السمراء، وبالتالي يعيش الزمالك وجماهيره في حالة من الفرح والنشوة و”التحفيل” عليهم لفترة لن تكون قصيرة زمنيًا أبدًا.