عادة ما تسيطر الجوانب الفنية قبل ساعات قليلة من أي مباراة وحدث كروي ضخم، أو تحديدًا في قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك التي لطالما كانت أهم لقاء بالموسم كله، ولا سيما التي تحسم مصير بطولات محلية كالدوري أو الكأس أو السوبر.

لكن هذه المرة تحدث على لقب دوري أبطال أفريقيا، أكبر بطولات القارة السمراء للأندية، وحدث نشاهده لأول مرة في تاريخ البطولة والقطبين، لذلك تأخذ أهمية مضاعفة عن الأمور الطبيعية لظروف اللقاء واللقب والصراع المحتدم بين الفريقين مؤخرًا.

ولكن مع كل المعطيات السابقة ظهر شبح جديد سيطر على القمة هذه المرة هو فيروس كورونا المستجد.

الكوفيد وسواس الجماهير

كوفيد-19 الذي اجتاح العالم أجمع بداية هذا العام الاستثنائي، وتسبب في أضرار عظيمة لكوكب الأرض من وفيات وإصابات وانهيار اقتصادي وخلافه من توابع وتداعيات توقف الحياة تمامًا في أكثر من ثلثي الكرة الأرضية لأول مرة منذ قرن مضى أبان انتشار الإنفلونزا الإسبانية، كان له تأثير قوي على كرة القدم وتحديدًا لقاء نهائي القرن الأفريقي المرتقب يوم الجمعة المقبل بين عملاقي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.

اقرأ أيضا:

نهائي القرن الأفريقي.. باتشيكو العنيد أمل الزمالك في النجمة السادسة

 بل وسيطر تمامًا في الأيام القليلة الماضية وربما لساعات قادمة حتى قبيل انطلاق المباراة على الحدث كاملاً بسبب إصابات نجوم الفريقين، وأنباء إصابة آخرين من أعمدة القطبين مما يجعل غيابهم عن القمة الاستثنائية ضربة موجعة لحظوظ أيًا منهما.

المهددون بالغياب

خاصة من الجانب الجماهيري حيث يعيش عشاق الفريقين حالة من التوتر والخوف الشديدة تصل إلى حد الرعب بين أغلبهم، مع كل خبر يأتي عن مسحة أو اشتباه بإصابة نجم من الأهلي وآخر من الزمالك، خاصة مع لاعبين مهمين بالفريقين كمحمد الشناوي وعلي معلول ومحمد مجدي أفشة من الأهلي، ومحمود الونش وأحمد زيزو وأشرف بنشرقي في الزمالك.

 وهؤلاء دارت حولهم شبهات كثيرة بالإصابة والخروج تمامًا من اللقاء، بينما تأكد غياب الونش لإصابته بكورونا وكذلك وليد سليمان في الجانب الأحمر.

رعب من المسحات

رعب الجماهير ليس هذه المرة من الجوانب الفنية واحتمالية فوز الغريم التقليدي باللقب على حساب فريقه، بل ظهر على السطح ضيف ثقيل بدأ يسبب حالات من الرعب والتوتر هو فيروس كورونا المستجد.

ربما كان الأمر من قبل على أمور أخرى مثل “علو كعب الزمالك على الأهلي بآخر مباراتين”، حيث فاز عليه في كأس السوبر المصري أول هذا العام ومؤخرًا بالدوري الممتاز بثلاثية مقابل هدف، ورغبة الانتقام في الجانب الآخر وتحقيق كل المجد بمعانقة النجمة التاسعة الحمراء بسماء البطولة الأفريقية الأكبر بالقارة السمراء.

 ولكن تحول كل الخوف والرعب والحسابات إلى المسحات التي يجريها الناديان للاعبين كل يومين أو ثلاثة لإثبات سلبية أو إيجابية العينات لكل لاعب.

كذلك هناك مصادر من الناديين تؤكد أن كليهما يخفي عن الرأي العام بعض النتائج الإيجابية لأهم نجومه، على أمل شفائهم خلال الساعات القادمة قبل المسحة الرسمية التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” والتي تحسم مشاركتهم من عدمها نتيجة الفيروس الخطير.

هذا الأمر الذي زاد الجميع خوفًا من احتمالية غياب هؤلاء بشكل نهائي عن القمة الكبيرة المرتقبة مساء الجمعة باستاد القاهرة الدولي.

الكاف ينهي القصة

الكاف يجري مسحته المعتادة والحاسمة في مسألة مشاركة لاعب مصاب أو سليم من عدمها بالمباراة قبل 48 ساعة فقط من انطلاق اللقاء، وبالفعل أجريت قبل  قليل لكلا الفريقين.

ومتوقع أن تصدر نتيجتها فجر يوم الخميس أو مساء الأربعاء نفسه في منتصف الليل أو بشكل متأخر، لتحسم الجدل تمامًا الدائر حول إصابة هذا أو ذاك من الفريقين بنهائي القرن المرتقب.

الكاف لا يمزح في مثل هذه الأمور، ولذلك ستكون نتيجته فاصلة بما لا يدع مجالاً لأي شك حول اشتباه إصابة هذا اللاعب أو غيره بالفيروس المستجد بشكل قطعي.

وبالتالي يترتب على الفريق تجهيز بديل آخر لو ثبت إيجابية مسحة أحد نجومه على الفور وسيغيب عن اللقاء، لذلك يترقب الجمهور تلك المسحة بتوتر وترقب كبيرين مما أعطى للمباراة وظروفها ومعطياتها بعدًا آخر لم يكن في الحسبان من قبل، خاصة وأنها تأجلت من قبل لنفس السبب بعد أن تأجل إياب نصف النهائي بين الزمالك والرجاء لإصابة أغلب نجوم الفريق المغربي بكورونا.

اقر أ أيضا:

نهائي القرن الأفريقي.. موسيماني ساحر الجنوب الطامح لنجمة تاسعة مع الأهلي

 

صداع بسبب الغيابات

قبل 48 ساعة من أهم مباراة في الموسم بأكمله وربما العقد الأخير، لأنها ستجعل أحد الفريقين بطلاً لأفريقيا وعلى حساب غريمه الأزلي وكذلك ستذهب به لكأس العالم للأندية وتقوده لكأس السوبر الأفريقي، بالإضافة لمكاسب مالية ومعنوية عظيمة فهي مباراة تحمل كافة المفاتيح لكل شيئ يساهم في إنجاز أو مكسب لبطلها في قادم الشهور.

عندما تفقد أحد أعمدتك الرئيسية بسبب فيروس كورونا قبل هذا التحدي الكبير، فيعتبر بمثابة خسارة نصف فريقك لسببين، فني لأنك لن تجد البديل المناسب  لشغل مكانه بالجودة والروح المنتظرين منه في تلك المباراة

السبب الآخر معنوي يهدم آمالك وطموحات لاعبيك وجماهيرك وحظوظك كذلك في اللقاء والفوز باللقب المنتظر في النهاية.

رعب المعسكر الأحمر

مثلاً مع غياب حارس مصر الأول محمد الشناوي عن الأهلي وهو أكثر من نصف قوة الأحمر ونال جائزة نجم الموسم بالدوري المنقضي الذي توج الأهلي بلقبه قبل النهاية بـ7 جولات كان الشناوي به أكثر من حافظ على شباكه نظيفة بدون أهداف بين كل حراس المسابقة وتاريخيًا كذلك بعدما تخطى رقم شريف إكرامي القياسي في الحفاظ على نظافة الشباك بدون أهداف.

محمد الشناوي
محمد الشناوي

 سيكون المدرب بيتسو موسيماني وباقي الفريق والجماهير في وضع حرج وصعب للغاية، كذلك لضعف البديل كثيرًا ووجود فارق شاسع مع مستوى الشناوي.

رعب الأبيض

وفي المقابل عند غياب المغربي أشرف بنشرقي نجم الزمالك الأول هذا الموسم وهدافه الأفريقي الأكثر تهديفيًا، فعلى الصعيد الفني تعتبر كارثة وعلى صعيد تعويضه لن تجد من يملأ فراغه بالشكل المطلوب لضعف مستوى البدلاء عن النجوم الأساسية.

أشرف بن شرقي
أشرف بن شرقي

وهنا تكمن الأزمة كلها بالنسبة للأجهزة الفنية والجماهير بشكل أكبر ويظهر ذلك جليًا من تعليقاتهم وكتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.