متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، رحل الحقوقي البارز حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن عمر ناهز 55 عاما.
أعلنت نهاد أبو القمصان المحامية بالنقض، ورئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، وفاة زوجها الحقوقى، حيث كتبت على حسابها على فيس بوك: “حب عمرى وأبو أولادى وأعظم راجل شفته وعشت معاه وطول عمرى مسنودة عليه، الدكتور حافظ أبو سعدة المحامي والمناضل الحقوقى.. لبى نداء ربه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. ادعو له.. وادعولنا”.
أبو سعدة وكورونا
لم يكن يدرى الحقوقي أن اهتمامه بالحديث عن فيروس كورونا سيكون هو آخر ما يصيبه، فقد وقع اهتمام أبو سعدة خلال جائحة كورونا من منطلق النظرة الحقوقية، والتركيز على أن أزمة الفيروس أكدت مفهوم النظرة المصرية لملف حقوق الإنسان، كون اهتمام الدولة تعدى الحقوق السياسية والمدنية لتوفير حياة اجتماعية كريمة لمواطنيها.
بداية الحراك الحقوقي
بعد تخرجه من كلية الحقوق عمل كمحام في مجال حقوق الإنسان، وانخرط في المجتمع المدني المصري، في مسيرة طويلة تبوأ فيها العديد من المناصب منها رئاسة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
بدأت مسيرة حافظ أبو سعدة في النضال الحقوقي من الثمانينات من خلال مشاركته في الحركة الطلابية في ضد حكومة الرئيس مبارك، مستمرا في معارضته حتى إطاحته في فبراير 2011.
واعتقل المحامي الراحل عدة مرات بسبب أنشطته المعارضة ضد نظام مبارك، بسبب جهوده في مجال المجتمع المدني.
كما عارض نظام الإخوان المسلمين وشارك في مظاهرات 30 يونيو 2013 التي أطاحت بالرئيس الراحل محمد مرسي العياط.
عيُن في منتصف الألفينات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان الذي شكلته الحكومة المصرية آنذاك، وهو أيضا عضو في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وكان مبعوثها إلى جامعة الدول العربية من عام 2004 إلى عام 2007.
القومي لحقوق الإنسان”.. ميزانية ضخمة وممارسة دوره في إطار الهامش المتاح
شارك أبو سعدة في عشرات المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك حضر جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بانتظام كممثل للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان التي لديها عضوية استشارية لدى الأمم المتحدة تعطيها الحق في مراقبة جلسات الأمم المتحدة المختلفة.
لم يغب أبو سعدة عن الحقل السياسي، |ذ كان له تجربة عابرة مع الترشح في انتخابات مجلس النواب، حيث ترشح في انتخابات 2015 على مقعد دائرة المعادي وطرة، لكنه خسر المقعد لصالح جمال الشريف.
أبو سعدة والإخوان
معارضة المحامي الحقوقي لجماعة الإخوان استمرت إلى آخر أيام حياته، حيث قال في تصريحات تلفزيونية: “من يحاسب هيلاري كلينتون على هدم الدول والشعوب”، وذلك بعد كشف الرئيس السابق دونالد ترامب عن تسريبات لوزيرة الخارجية الأمريكية.
وعلق على التسريبات التي اهتمت بتفاصيل المراسلات بين الوزيرة والقوى السياسية إبان أحداث 25 يناير،: “كلينتون ارتكبت جريمة ومكانها هي وزوجها السجن”، وذلك بعد التأكد من الوثائق على الحلف أو المؤامرة الأمريكية الإخوانية على المنطقة كلها.
ورأي أبو سعدة أن مصر تخلصت من نظام الإخوان الذي كاد أن يرجعها إلى عصر ما قبل التاريخ.
اهتم أبو سعدة خلال مسيرته الحقوقية بمكافحة التعذيب، الذي يعد أهم هي أهم الملفات التي عملت عليها المنظمة المصرية التي يرأسها من خلال الرصد والدفع عن الضحايا والمطالبة بالتعويضات لمن واجهوا التعذيب البدني والمعنوي.
وتعد المنظمة هي واحدة من أولى المنظمات غير الحكومية التي تعمل فى محال تعزيز حقوق الإنسان فى مصر، وقد أنشأت المنظمة عام 1985 وتعمل وفقا لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و شريعات حقوق الإنسان الدولية الأخرى.
مؤلفات
للمحامي الراحل بعض المؤلفات المتعلقة بعمله الحقوقي والسياسي الذي استمر 4 عقود كاملة، هي: حرية الرأي والتعبير الواقع وآفاق المستقبل” و”مصر: نحو قانون جديد للأحزاب السياسية”، وكتاب آخر بعنوان “الطريق إلى حقوق الإنسان”.