ساعات قليلة وتنطلق أهم قمة مصرية بين القطبين الأهلي والزمالك في تاريخهما، حيث تجمعهما على نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، أكبر مسابقات الأندية وأهمها بالقارة السمراء، والتي تقود بطلها لكأس العالم للأندية والمنافسة على كأس السوبر الأفريقي.

وذلك فضلا عن مكاسب مالية هائلة تصل إلى 10 مليون دولار مكافأة الفوز بالأميرة والصعود للمونديال العالمي.

يشغل بال جماهير الأهلي الآن الاستعدادات النهائبة للفريق والمدرب نحو النهائي الحلم؟ وكيف سيلعب لتحقيق الفوز واللقب الغالي؟ كل هذا نوضحه من خلال مفاتيح فوز الأهلي بنهائي القرن في النقاط الآتية.

مفاجأة موسيماني

الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني يقود أول مباراة قمة له مع الأهلي أمام غريمه التقليدي الزمالك، ويا لها من قمة استثنائية، ربما ترفعه لعنان السماء أو تخسف به لسابع أرض عند الجماهير الحمراء، لذلك بكل تأكيد سيحسب حساباته أكثر من 100 مرة لعدم تعرضه لخسارة القمة واللقب وشعبيته وربما منصبه في القلعة الحمراء، وهو ما جعله يغلق تمامًا على الفريق منذ الأحد الماضي في معسكر مغلق حتى انطلاق المباراة، ويجهز الفريق من كل النواحي الفنية والبدنية والمعنوية جيدًا لهذا اللقاء المصيري.

وربما يجهز مفاجأة خاصة به لمباغتة الخصم ومدربه، قد تضعه في موقف أفضل مع بداية المباراة وتصنع له الأفضلية والفوز بالنهاية، وهنا نتحدث عن خيارات قليلة بعد إصابة واستبعاد الثنائي أليو ديانج ووليد سليمان من المباراة لإيجابية مسحة كورونا.

عودة كهربا

لكن بقي له عدة خيارات مثل عودة محمود كهربا ثانية بعد شفائه من الكوفيد-19، وكذلك جونيور أجاي وحسين الشحات وأفشة ومروان وبادجي والثنائي جيرالدو والشيخ على مستوى الترسانة الهجومية للأهلي، والتي قد يخلق منها مفاجآته لمباغتة باتشيكو في لقاء الجمعة التاريخي.

تكتيك موسيماني وأسلوبه وتحضيره لفريقه ولاعبيه وربما مفاجأته المنتظرة بإقحام كهربا من البداية أو أجاي كرأس حربة صريح أو ربما بادجي من البداية أو حتى ربيعة على مستوى وسط الميدان، كل ذلك سيحدد قدرة الأهلي وأفضليته منذ بداية اللقاء في تحقيق الفوز واللقب في نهايته أم لا.

بلا شك تلك المباريات هي مباريات مدربين ومن يوفق بها ويقوم بكل الأمور على الشكل الصحيح مع وضع لمسة عبقرية منه على الآخر ستكون له الغلبة بالنهاية ويتوج باللقب ويصنع كل المجد.

اقرأ أيضا:

نهائي القرن الأفريقي.. موسيماني ساحر الجنوب الطامح لنجمة تاسعة مع الأهلي

وسط الملعب والأطراف

أهم ما يميز الأهلي مع موسيماني خلال قرابة الشهرين تولى خلالها منصب المدير الفني للفريق الأحمر، هو قوة وسط ملعبه والأطراف الهجومية وكذلك الدفاعية، فالثلاثي ديانج والسولية وحمدي فتحي في مركزي 6و8 كانوا الأفضل طوال هذه المدة، وظهر الدبابة المالية بشكل استثنائي سيفتقد كثيرًا الأهلي في هذا اللقاء، ولكن أيضًا السولية وفتحي كانا رائعين حتى مع المنتخب في مباراتي توجو بتصفيات كأس الأمم مؤخرًا.

أما على الأطراف فدفاعيًا هاني ومعلول ظهرا بشكل أفضل كثيرًا دفاعيًا وتطورا هجوميًا بشكل واضح خاصة هاني الذي كان نقطة ضعف كبيرة في لقاء القمة الأخير بالدوري الذي خسره الأهلي 3-1.

شراسة هجومية

أما على الهجوم فحدث ولا حرج، عودة الشحات لمستواه مع دخول كهربا فورمة المباريات بعد عودته من الإيقاف، واسترجاع أجاي لمستواه المعهود وكذلك وليد سليمان عند مشاركته كبديل، جعلت الأهلي بعبعًا لكل الفرق هجوميًا بالفترة الأخيرة وظهر جليًا أمام الوداد المغربي بمباراتي نصف النهائي.

لكن اللاعب الأهم والأكثر تألقًا مع موسيماني كان محمد مجدي أفشة، الذي أخذ كل الحرية في اللعب الهجومي وتألق كثيرًا على مستوى التهديف وصناعة الأهداف وأصبح وجوده ضرورويًا في الفريق، وبدأ يؤدي دوره الذي جعل الأهلي يستقدمه براميدز وهو الربط بين الوسط والهجوم على أكمل وجه، فظهر الأهلي مع تألقه وباقي اللاعبين بالهجوم والوسط ماردًا مخيفًا بالفعل لكل الخصوم.

تألق أفشة والشحات وأجاي مع ثنائي الوسط السولية وفتحي غدًا مع الظهيرين هاني ومعلول وربما كهربا كمهاجم أو مروان محسن، سيكون أكبر وأهم مفاتيح الفوز ومصدر قوة الأهلي الحقيقة بالنهائي أمام الزمالك، وهو ما يراهن عليه موسيماني وكل الجمهور الأحمر بشكل كبير، خاصة مع بعض الجمل الفنية والتكتيكية وكيفية التحرك والترحيل الخططي بين جميع عناصر الوسط والأجنحة، التي حفظها المدرب للاعبيه جيدًا طوال التدريبات الماضية، ستحدث خلخلة كبيرة في دفاع الزمالك ويفتح بها المساحات لتسجيل الأهداف وتحقيق الفوز.

علي معلول أحد الأوراق الرابحة لموسيماني
علي معلول أحد أهم الأوراق الرابحة للأهلي

تنظيم دفاعي مختلف

الأمر الذي كان يعيب نسخة الأهلي مع السويسري رينيه فايلر مدربه السابق، هو عدم التنظيم دفاعيًا وعدم التدريب على علاج تلك الأخطاء بالاعتماد على قوة الأهلي هجوميًا التي كانت تحسم الأمور رغم وجود هفوات قاتلة دفاعيًا وأدت لهزيمة القمة الماضية.

كما أنه كان يلعب بشكل مفتوح هجوميًا بضراوة ظهر في تسجيل أهداف كثيرة ولكنه كان خطرًا جدًا دفاعيًا ولولا تألق الحارس محمد الشناوي الكبير بالموسم المنقضي لواجه الأهلي مع فايلر صعوبات أكبر، كل هذا تلافاه بشكل مرضي للغة موسيماني منذ قدومه، فنظم الأمور جيدًا وأعاد ترتيب الدفاع واشتغل كثيرًا على أخطاء المدافعين والأظهرة وواجبات لاعبي الوسط في الدفاع.

حتى أعاد الأمور لنصابها الصحيح مرة أخرى في التنظيم الدفاعي الجيد واللعب بشكل متوازن بين الهجوم والدفاع دون تهور وانتحار هجومي دون حسابات دفاعية كما كان الوضع مع فايلر، وبالتالي لن يحدث ما شاهده الجميع أمام الزمالك في قمة الدوري والتي انتهت بثلاثية لهدف للفريق الأبيض، فسيظهر الاهلي أقوى دفاعيًا منظم متوازن أكثر في الملعب وبشكل أكثر صلابة مع نفس الشراسة الهجومية في حالات الهجوم فلن يرتكن للدفاع فقط بل سيهاجم بقوة كذلك وهذا ما صنعه المدرب بعمله المضني طوال الفترة الماضية في التدريبات مع اللاعبين وأصبح الفريق أكثر تكاملاً عن قبل بمراحل.