لم يكن جوروج فلويد، الذي بدأت احتجاجات هذا العام على مقتله خنقًا تحت ساق شرطي أبيض، الرمز الوحيد لمعاناة الأفارقة على يد أصحاب البشرة البيضاء، إذ طرحت العديد من الأعمال السينمائية الأمريكية، الجانب المأساوي لهذا التاريخ الطويل للبلد نصف القاري، الذي يصدر صورة “الديمقراطية العريقة”.

“out of Africa”.. القارة السمراء أسرة قلب البارونة الدنماركية

“خارج أفريقيا out of Africa“، الذي تم إنتاجه في العام 1985، اقتباسًا عن مذكرات الكاتبة البارونة الدنماركية كارين بليكسن، يتناول قصة رومانسية تزامنت مع السنوات التي عاشتها الكاتبة في كينيا الدولة الأفريقية، التي سيطر الأوروبيين عليها في فترة 1914-1931.

اقرأ أيضًا: “الشيطان يسكن تمثال الحرية”.. تاريخ طويل من اضطهاد الأمريكيين الأفارقة

يتناول الفيلم الاختلاف بين الأفكار الأوروبية العنصرية مجسدة في البارونة “كارين” وأفكار ومعتقدات أفريقيا ذات الطبيعة الخصبة مجسدة في صياد الأسود “دينيس”، الذي يموت في تحطم طائرة، بعدما حول طريقة تفكير البارونة إلى أخرى مغايرة محبة للحياة وبساطتها، التي وجدتها في القارة السمراء.

“blood diamond”.. ألماسة ثمن الحرية المفقودة 

كان فيلم “blood diamond“، بين أهم الأعمال الفنية التي ناقشت الحرب غير المرئية بين دول أوروبا وأمريكا، سعيًا خلف جني ثمرات البلاد، التي تعاني الفقر والجوع والحروب الأهلية.

أبطال العمل مجموعة من الباحثين عن الألماس، يخوضون رحلة تدور أحداثها في العام 1999 في سيراليون التي تمزقها الحرب الأهلية، حيث يلتقي “أرشر” الجندي الأمريكي السابق في زيمبابوي، “سولمون” الذي حصل أثناء أثره وسخرته في العمل بالبحث عن الألماس على ماسة وردية ثمينة، يقايضه أرشر عليها مقابل مساعدة أسرته في الهروب من جحيم الحرب في بلاده.

هذا العمل هو عن قصة حيقيقة، قال عنها بطل العمل ليناردو دي كابيرو: “حينما عشت في أفريقيا أثناء تصوير هذا العمل، وانتهيت منه، أدركت أن هناك الكثير من الأشياء التي تتميز بالتفاهة، نعيشها يوميًا… كان تأثير هذا العمل على نفسيتي سلبي جدًا”.

“Invictus”.. مانديلا يقهر العنصرية بالركبي 

في عمل لطالما انتظره الأمريكي المخضرم فنيًا ذو الأصول الأفريقية، جسد مورغان فريمان شخصية الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، في فيلم هوليودي للمخرج كلينت إيستوود، في “إنفيكتوس – Invictus“، الذي أطل على جانب آخر من حياة مانديلا في صراعه ضد التمييز العنصري الذي ساد بلاده منذ 500 سنة، وقت احتلال الإمبراطورية البرتغالية لأفريقيا، وحتى خروج مانديلا من سجن جزيرة روبن عام 1990 بعد 27 سنة من الأسر.

اقرأ أيضًا: “مريام ماكيبا”.. “أم أفريقا” التي ناضلت بفنها حتى آخر العمر

وخلال الأحداث، يعرض العمل كيف حاول مانديلا استخدام لعبة الركبي والرياضة كلغة عالمية مضادة للغة التمييز العنصري والعنف في بلد خارج للتو من الاقتتال العنصري.

“Amistad”.. محاكمة لثائرين على العبودية

في دراما جسدت بشاعة ما فعله الأوروبيون بالأفارقة، يستعرض فيلم “Amistad“، الذي أنتج عام 1997، حكاية مجموعة من الأفارقة حاربوا من أجل حريتهم والعودة إلى قارتهم التي تركوها، مساقين عبيدًا نحو أمريكا.

يظهر أبطال العمل بعد ساعات من اختطافهم على يد الإسبان في صف طويل عارين، يتجهون نحو مرفأ الشحن، ينتظرون رحلة تنهي حريتهم، لتبدأ معها مرحلة إنتاج الثروات وحفر القنوات وبناء السكك الحديدية في بلاد أخرى غير وطنهم الذي يعاني الفقر.

اقرأ أيضًا: ناضلت من أجل الحرية .. ذكرى صوت أمريكا السمراء

وفي أمريكا، تستمر رحلة نضال الأفارقة المساقون إلى العبودية إلى أن تنتهي في ساحة محكمة بإطلاق سراحهم، ليتجهوا إلى وطنهم أفريقيا، يرون ما عانوه خلال الرحلة وأثناء جلسات محاكمتهم على ثورتهم ضد العبودية.