ساعات قليلة وتنطلق أهم قمة بين القطبين الأهلي والزمالك ربما في العقد الأخير، حينما يجمعهما نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، المسابقة الأكبر والأهم بين أندية القارة السمراء.

أهمية تلك البطولة ترجع إلى أنها تقود بطلها إلى كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأفريقي، مع مكاسب مالية عظيمة تصل إلى 10 مليون دولار مكافأة الفوز بها والصعود للمونديال، لكنها رغم هذا تقام بدون جماهير في ستاد القاهرة الدولي مساء اليوم الجمعة، نظرًا للظروف الخاصة بتداعيات فيروس كورونا المستجد.

اقرأ أيضًا: نهائي أفريقيا.. 3 مفاتيح فنية تقود الأهلي للفوز على الزمالك

لم تهدأ الجماهير في كلا الجانبين، وحولت المدرجات بكل شغفها ومناوشاتها وحماسها إلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة على مدار الأيام الماضية، فلم يشعر أحد بغياب أجواء وأهمية تلك القمة، بل عاش الجميع كل الضغوط والأحداث كما لو كانت المباراة ستعقد بجماهير تملأ الملعب.

كل هذه الأمور خارج الملعب وخارج الفريقين والأجهزة الفنية، لا تقل حماسًا عما يدار في الداخل، بينما للزمالك في هذه القمة مفاتيح خاصة قد تحقق له الانتصار الكبير.

هجوم مدمر

بلا شك تظل أقوى نقاط فوز الزمالك متمثلة في هجومه المدمر؛ أحمد زيزو وأشرف بنشرقي ومصطفى محمد. هذا الثلاثي الذي تألق وانسجم بشدة منذ العودة من التوقف هذا الموسم، وأصبح قوة كبيرة للفريق الأبيض في كل مبارياته، وخاصة الكبيرة منها.

شاهدنا ذلك جليًا في قمة الدوري أمام الأهلي، ومباراتي نصف نهائي دوري الأبطال أمام الرجاء المغربي، إذ أن لكل منهم على المستوى الفردي مهارات مميزة تجعله قادرًا على صناعة الفارق من نصف فرصة، والتسجيل من كل الأماكن وبكل الطرق.

تلك المهارات الرائعة لكل لاعب تتحول لقوة كبرى على المستوى الجماعي بينهم مع لاعبي الوسط الكبار كفرجاني ساسي وطارق حامد. وكذا الأمر ليوسف أوباما، الذي سيغيب لإيجابية مسحة كورونا.

لاعبو الزمالك يحتفلون

ثنائية زيزو ومصطفى في صناعة وتسجيل الأهداف تبدو مقلقة جدًا لأي خصم، وخاصة الأهلي الذي تجرع مرارتها بلقاء الدوري الأخير.

وعلى الجانب الآخر، فإن مهارات وسحر المغربي بنشرقي قادر على صناعة الفارق في أي لحظة وأمام أي دفاع، وبرهن على جودته تلك كثيرًا أمام الترجي التونسي في السوبر الأفريقي، وأمام الأهلي ثم الرجاء بنصف النهائي.

اقرأ أيضًا: نهائي القرن الأفريقي.. باتشيكو العنيد أمل الزمالك في النجمة السادسة

كذلك صناعة اللعب عبر الموهوب ساسي في الوسط “العقل المفكر” والمنظم لهجمات الزمالك، والدفاع الصلب لطارق في الوسط مع الطرفين أحمد عيد وإسلام جابر المتوقع مشاركته عوضًا عن عبدالله جمعة المستبعد لإصابته بكورونا، كل هذا يجعل من عمل الزمالك هجوميًا مميزًا للغاية ومخيفًا للأهلي ودفاعه في لقاء القمة، وقد يسبب له أضرارًا كبيرة تسهل تسجيله الأهداف والفوز بالقمة واللقب.

فلسفة باتشيكو

المدرب البرتغالي يتمتع بفلسفة كروية ثابتة، تعتمد اللعب بشكل دفاعي منظم والهجوم عن طريق المرتدات، وربما لحساسية المباراة المرتقبة قد يبدأ بأسلوب دفاعي أكثر تحفظًا ويعتمد على سرعات مهاجميه، للتحول من الدفاع للهجوم بالمرتدات المباغتة، على أمل إحراز هدف ثم اللعب بغلق المساحات والتضييق على الأهلي حتى لا يحرز أهدافًا ويخرج الفريق منتصرًا، أو متعادلاً، ليجر الأحمر للوقت الإضافي وركلات الجزاء التي تفوق بها مؤخرًا.

هذا الأسلوب ظهر جليًا في لقاء العودة أمام الرجاء المغربي بنصف نهائي دوري الأبطال، حيث تراجع الزمالك بشدة مع استحواذ كامل للرجاء، الذي تمكن من التقدم وكاد يقلب النتيجة لولا حالته البدنية المتراجعة، وعودة الزمالك للهجوم ثانية ليقلب هو النتيجة لصالحة بثلاثية لهدف.

اقرأ أيضًا: نهائي القرن الأفريقي.. موسيماني ساحر الجنوب الطامح لنجمة تاسعة مع الأهلي

هذا السيناريو لو تكرر أمام الأهلي قد تكون عواقبه وخيمة، لأن الأهلي ليس الرجاء، ولديه فريق منظم وسريع ونجوم قادرة على صناعة الفارق في لحظة، بالإضافة لمستواه البدني الجيد للغاية.

لاعب الزمالك يوسف أوباما
لاعب الزمالك يوسف أوباما

إصابة أوباما

إصابة أوباما ستربك حسابات باتشيكو كثيرًا مع قلة الخيارات المتاحة له لتعويضه، حيث سيضطر لإقحام أحمد زيزو في وسط الملعب رفقة ساسي وحامد مع الاعتماد على محمد أوناجم كجناح أيمن، ولكن هنا ستكون لديه مشكلة في جبهة علي معلول اليسرى للأهلي، حيث أن زيزو بهجومه وسرعاته ودفاعه الجيد كذلك كان يغلق تلك الجبهة مثلما حدث في لقاء الدوري الأخير، لكن الوضع مع أوناجم سيختلف بكل تأكيد وستكون هناك ثغرة بها، لذلك من الممكن أن يدفع بزيزو في مكانه ويقحم لاعب آخر في وسط الميدان مثل محمد حسن أو حتى شيكابالا في مركز 10 وربما تكون تلك مفاجأة باتشيكو في هذا النهائي الحلم.

تفوق معنوي

بلا شك يدخل الزمالك هذه القمة بتفوق معنوي على الأهلي، حيث كانت له الغلبة على غريمه التقليدي في لقائين هذا العام، أولهما بكأس السوبر المصري أول العام في الإمارات بركلات الجزاء، ثم قمة الدوري الأخيرة بثلاثية لهدف. هذا الوضع كان دائمًا مقلوبًا لصالح الفريق الأحمر في السنوات الأخيرة، إلا أنه يجعل “كعب” الزمالك أعلى في هذه القمة، وسيدخل الأبيض ولاعبيه المباراة بلا رهبة لطالما أثرت على نتائج مبارياته السابقة أمام المارد الأحمر.

اقرأ أيضًا: نهائي القرن.. 4 ظواهر نادرة في صدام الأهلي والزمالك الأفريقي

العامل المعنوي والنفسي سيكون لهما الدور الأبرز في هذه القمة لصالح الزمالك، ولكل لاعب لإبراز الروح القتالية طوال 90 دقيقة للحصول على اللقب السادس في تاريخ النادي والغائب عنه منذ عام 2002.

وبلا شك سيعمل باتشيكو وجهازه الفني بقوة في هذا الجانب حتى يشحن كل لاعبيه، ويجهزهم بشكل كامل لتلك القمة المصيرية. والزمالك حاليًا يمتلك كل الإمكانات الفنية والبدنية في لاعبيه وقائمته لتلك المباراة، رغم تأثير غيابات كورونا الكبيرة وتحديدًا محمود الونش، أفضل مدافع بالكرة المصرية في الفترة الأخيرة، وكذلك عبدالله جمعة في مركز الظهير الأيسر.