لم تكن هزيمة الزمالك لنهائي القرن الأفريقي أمام الأهلي وخسارة لقب دوري أبطال أفريقيا، هي الخسارة الوحيدة في تلك الليلة السوداء لكل عشاق الفارس الأبيض، بل سيتبعها عدة خسائر أخرى، على رأسها حالة الفراغ الإداري التي سيعيشها النادي بعد تجميد نشاط مجلس مرتضى منصور.

ويبدو أن منصور على موعد قريب من خسارة منصبه في رئاسة القلعة البيضاء بعد فترة قصيرة من خسارة مقعد البرلمان، وذلك بعد صدور عدة قرارات من وزارة الشباب والرياضة أهمها تحويل المخالفات للنيابة ووقف واستبعاد مجلسه بالكامل من إدارة شئون النادي لحين انتهاء التحقيقات.

خسارة اللقب الأفريقي بالإضافة لخسارة الدوري قبلها وربما بطولة كأس مصر التي ستلعب خلال الأيام القادمة وقد تضرب موعدًا ثانيًا مع الأهلي في النهائي بعد أقل من أسبوع أطاحت به تمامًا خارج أسوار النادي الأبيض العريق، لاسيما مع قرارات اللجنة الأولمبية الماضية بإدانته وعزله في أخطاء مالية جسيمة وتجاوزات ضد رئيس الأهلي محمود الخطيب وعدة شخصيات رياضية كبيرة أخرى، ليكون الضحية الأكبر من خسارة الزمالك للقمة الماضية.

تجميد مرتضى منصور

بلا شك وجود مرتضى منصور رئيسًا للزمالك كان مرتبط بشكل كبير بنهائي دوري أبطال أفريقيا، فالفوز  بالبطولة كان سيزيد أسهمه ويبقيه بشكل أو بآخر، ولكن مع الخسارة بكل تأكيد بات بقاءه على المحك تمامًا.

وأقدم وزير الشباب والرياضة على تنفيذ قرار اللجنة الأوليمبية وتحويل المخالفات والقضايا التي حصرتها لجنته ضده في النيابة، بالإضافة لوقف مجلسه واستبعاده وتكليف لجنة خماسية مؤقتة بإدارة شئون لنادي، ومع رفع الحصانة عنه بالسقوط في انتخابات البرلمان مؤخرًا، سيكون الحساب متاحًا وعادلاً للتخلص من تجاوزاته الكثيرة ضد الجميع والتي مقدم بها بلاغات كبيرة وقوية للنائب العام والقضاء.

سقوط الزمالك وخسارته اللقب سيرفع عنه الدعم الجماهيري مع حالة الغضب من الخسارة، وهو الذي يستند إليه في مواجهة كافة تلك الضغوط والبلاغات والقضايا والمخالفات الجسيمة التي تحيطه من كل صوب، وبالتالي سيكون في خطر كبير ربما يوصله للسجن وليس فقط رحيله عن منصبه كرئيس لنادي الزمالك، رغم وجود شبه اتفاق بما معناه الخروج الآمن لمرتضى من الصورة، بحيث يترك رئاسة النادي والرياضة بشكل عام في مقابل عدم دخوله السجن والابتعاد لمدة عن الساحة لاستيعاب ونسيان ما فعله في الفترة الأخيرة.

اقرأ أيضا:

الفائز مولود والخاسر مفقود.. ماذا يعني فوز الزمالك بالأميرة الأفريقية للمرة السادسة؟

توابع رحيل منصور

أبرز ثاني الأزمات والمترتبة على الأمر الأول برحيل مرتضى، هو السيناريو الأسود المعتاد التي تخشاه بشدة جماهير الزمالك، والذي يضرب استقرار الفريق ويدخله في دوامة من المجالس المعينة والفوضى الإدارية العارمة التي تسبب في تفريق فريق الكرة ورحيل النجوم الكبيرة وخلافه، وصولاً لفشل تام وعجز كبير لفريق الكرة وسيطرة الأهلي من جديد بالطول والعرض لسنوات قادمة على كافة الألقاب ومباريات القمة.

هذا السيناريو المرعب للجماهير البيضاء والذي تكرر كثيرًا خاصة بعد انتخابات 2005 الشهيرة ولم يتعافى منه النادي لفترة طويلة من الزمن، هو أكثر ما تخشاه جماهير الزمالك وسيكون أقرب الأوضاع بعد خسارة اللقب أمام الأهلي ورحيل مرتضى ووجود مجلس معين للقلعة البيضاء.

أحزان الزمالك لا تنتهي

بكل تأكيد غرق جمهور الزمالك الكبير في أحزانه وربما لفترة طويلة بعد خسارة الفريق للقب الأفريقي المنتظر وللقمة كذلك أمام الغريم التقليدي الأهلي، خاصة مع حالة الفرح المبالغ بها من الخصم التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي،.

غضب الجماهير البيضاء الكبير قد يخلف أمور كثيرة على الشق العاجل، أهمها مهاجمة بعض اللاعبين والإدارة والمدرب الجديد باتشيكو، مما سيؤدي لانهيار كبير واهتزاز في النادي خاصة لو خسر نهائي كأس مصر المنتظر بعد أيام قليلة، أدى لرحيل الإدارة وربما عدد من اللاعبين والنجوم وكذلك الجهاز الفني وهو الأمر المتوقع خاصة مع سوابق الزمالك مع كل انهيار كروي يحدث، تتبعه أمور أكثر سوءًا دائمًا وتكون العاقبة باهظة الثمن ولسنوات طويلة.

الأمر الأخير هو اختفاء نجلي مرتضى بالتبعية مع خروجه من المشهد الكروي، أحمد وأمير وهما المتحكمان بمجلس الإدارة وفريق الكرة بالسنوات الماضية في وجوده، مع إسماعيل يوسف نجم الفريق السابق والذي ليس له دور غير أنه يتقاضى راتبًا ضخمًا ويمرر ما يمليه عليه مرتضى ونجليه.

خروج مرتضى مع غضب الجماهير الكبير لفشل المشرف العام على الكرة في الفوز بأي لقب من هذا الموسم، خاصة مع خسارة الدوري وأفريقيا وربما كأس مصر قادمًا، وبالتالي موسم أسود دون بطولات ومع رحيل مرتضى المتوقع سيكون نجليه على موعد مع الاختفاء التام من الساحة وربما إلى غير رجعة ثانية في النادي الأبيض العريق.