دورة استثنائية سيشهدها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، والتي من المقرر أن تُقام في الفترة من الثاني من ديسمبر وحتى العاشر من الشهر ذاته، بعد تأجيلها لأكثر من مرة، وترحيل عرضها السنوي المعتاد من 20 نوفمبر من كل عام.
ولم تأتِ استثنائية هذه الدورة لبدء فاعليتها بالتوازي مع الموجة الثانية من تفشي وباء كورونا عالميًا ومحليًا، لكن أيضًا لما تحويه هذه الدورة من أعمال فنية مرتقبة من الجمهور والنقاد.
فمع ندرة إنتاج أفلام سينمائية مصرية هذا العام، وخواء دور العرض العالمية من الأفلام الجديدة وإغلاقها بالمتاريس حمايةً للشعوب من انتشار كورونا، تتحقق مقولة “رب ضارة نافعة” بوجود حالة من الثراء الفني تجاه الأفلام المصرية القصيرة والوثائقية، التي يعرض عدد منها لأول مرة في “القاهرة السينمائي”.
أفلام وثائقية في مهرجان القاهرة السينمائي
يأتي فيلم “ع السلم”، ضمن الأفلام الوثائقية المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الدورة ـ42. وهو الفيلم الوثائقي المصري الوحيد الذي يخوض المنافسة بمسابقة اَفاق السينما العربية، والتي تحكي من خلاله مخرجة العمل نسرين الزيات، التطور بين الإنسان والكاميرا منذ زمن مضى وحاليًا العلاقة التي تجمع بينها وبين الكاميرا.
“ستاشر” واستكمال العروض العالمية
أما عن الأفلام المصرية القصيرة المشاركة بالمهرجان، فتأتي مشاركة فيلم “ستاشر”، في القسم الرسمي خارج المسابقة الدولية، والذي حصد خلال الشهور الماضية بالسعفة الذهبية بمهرجان كان في فرنسا، كما حصل على جائزة القط الذهبي من مهرجان أزمير بتركيا، وأيضًا نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والأخيرة.
وفي نفس المسابقة التي يشارك بها “ستاشر”، تنافس الفنانة ريهام عبد الغفور من خلال فيلمها “واحدة كده”، والذي يروي فتاة عادية تعيش يومها بتقلباته وما تعانيه من مشاكل مع المجتمع، وهو من إخراج مروان نبيل.
أفلام قصيرة مصرية في “سينما الغد”
وفي مسابقة سينما الغد بفاعليات مهرجان القاهرة السينمائي يشارك عدد من الأفلام المصرية: “حنة ورد”، في أول عرض للفيلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويروي الفيلم تفاصيل حياة تعيشها حليمة، الحنانة السودانية، وتواجدها في أحد منازل العرائس، وما تواجه من تحديات مهنية ونفسية خلال مشوارها في هذا العرس. والفيلم من إخراج مراد مصطفى.
وفي ذات المسابقة يشارك فيلم “الحد الساعة خمسة”، من إخراج شريف البنداري، وبطولته هديل حسن. ويعد هذا العرض هو الأول للفيلم الذي تدور تفاصيله حول تجربة أداء تمثيلي تجمع فنانة ومخرج كبير لأول مرة، وكيف يؤثر هذا اللقاء على حياتها كلها، وتغير مجراياتها.
ويأتي آخر الأفلام المصرية المشاركة في مسابقة سينما الغد ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ42، هو “الرجل الذي بلع الراديو”، في أول عرض له أيضًا.
وتدور أحداثه حول ما يفعله جهاز راديو قديم بعد سقوطه بالخطأ في معدة رجل، وما يعانيه جراء هذا الحادث وتحديات الشفاء بالعملية الجراحية، وهو من إخراج ياسر شفيعي.
فيلم تسجيلي وحيد بالقاهرة السينمائي
في إطار الأعمال المصرية المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الاستثنائية، يشارك فيلم تسجيلي مصري وحيد في المسابقة الرسمية بالمهرجان، في أول عرض له بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم “عاش يا كابتن” من إخراج مي زايد.
اقرأ أيضًا: “أفلام مجمدة” وأخرى جديدة.. خطط صناع السينما للتعايش مع كورونا
وتدور أحداث هذا الفيلم حول الفتاة زبيبة التي تبلغ من العمر 14 عام، وكيفية استطاعتها تحقيق حلمها بحصولها على لقب بطلة العالم في رفع الأثقال، متأثرة في قصتها بفوز كابتن نهلة رمضان في لعبة برفع الأثقال في مسابقات بطولة العالم عام 2003.
مهرجان القاهرة في ثوبه الـ41
في حين تتصدر الأفلام المصرية القصيرة على الروائية الطويلة هذا العام في الدورة المقبلة من المهرجان، لم يكن العام الماضي بهذا الزخم على الإطلاق، حيث نافس فيلم وثائقي وحيد في المسابقة الرسمية، وهو “احكيلي”، للمخرجة ماريان خوري، والذي تناولت فيه علاقتها مع أسرتها وبالأخص شقيق والدتها الذي زرع بها حب الفن، وهو المخرج الراحل يوسف شاهين.
بالإضافة إلى فيلم آخر في مسابقة آفاق للسينما العربية، وهو “نوم الديك في الحبل”، للمخرج سيف عبد الله، وطرح فيه مشكلة اللاجئين وما يعانونه في البلاد التي يرتحلون إليها.
وعليه، كانت الدورة السابقة من مهرجان القاهرة وكأنها جثة هامدة في مجال الأفلام القصيرة، مقارنة بالدورة المنتظرة، والتي أصبحت محل رهان على اقتناص جوائز من المهرجان هذا العام.
الأفلام القصيرة لغة المصريين
مع تواجد ثمانية أفلام مصرية ما بين قصيرة ووثائقية، في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته القادمة، إلى جانب عملين روائيين طويلين هما “حظر تجول” و”عنها”، لتكون مشاركتهما في المسابقة الدولية؛ تصبح الأفلام القصيرة المتحدث الرسمي باسم السينما المصرية لهذا العام.
ويرى الناقد الفني محمد عدلي، أن سبب كثرة الأفلام القصيرة على حساب الروائية الطويلة بمهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام، تعود إلى ضعف الإنتاج خلال 2020، بسبب وباء كورونا الذي كان له تأثير سلبي على الصناعة ككل.
ويضيف عدلي لـ”مصر360″: “يمكننا القول إن 2020 هو عام المقص والاختزال، سواء في السينما أو الدراما، وهذا ما رأيناه بأعيينا”. إضافة لذلك فإن قلة الأعمال السينمائية الطويلة، تسبب في بزوغ نجم ممثلي ومخرجي الأفلام القصيرة، ما سيعطيها، وفقًا لعدلي، أهمية كبرى.
ويقول محمد عدلي إن الأفلام القصيرة والتسجيلية المنتظر عرضها في الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي، إنما اختيرت من قبل لجنة التحكيم لأسباب فنية لا علاقة لها بجنسية صناع الفيلم: “لجنة التحكيم كانت ستختار الأفلام المشاركة حتى لو لم تكن مصرية”، معتبرًا أن ذلك بمثابة دليل على تطور عملية صناعة الأفلام القصيرة في مصر، مشيرًا إلى فيلم “ستاشر” الذي حصد العديد من الجوائز العالمية.