تخشى جماهير نادي الزمالك أن يكون قرار وزارة الشباب والرياضة الأخير بإيقاف واستبعاد مجلس إدارة النادي برئاسة مرتضى منصور، حتى انتهاء تحقيقات النيابة العامة في المخالفات الجسيمة التي رصدتها به طوال الفترة الماضية؛ هو باكورة لتكرار سيناريو عام 2005، حين دخل الزمالك في دوامة من المجالس المتعاقبة مما خلف عدم الاستقرار الإداري، حتى عام 2014.
لتكون حصيلة تلك الحقبة من تاريخ الفارس الأبيض: تعاقب ثمانِ مجالس إدارات في تسع سنوات، منها خمس مجالس معينة، ليشكلوا تسع سنوات عجاف في تاريخ نادي الزمالك.
وبمجيء مجلس المستشار أحمد البكري بالأمس خلفًا لمرتضى وإدارته، يصبح ذلك هو المجلس السادس المؤقت الذي يتولى إدارة القلعة البيضاء منذ عام 2005.
ولكن هناك فوارق جوهرية كثيرة بين الوضع في عام 2005 وبين الظروف الحالية في القلعة البيضاء، ربما لا تقود النادي العريق لنفس الدوامة مرة أخرى وتطمئن جماهير النادي ولو قليلًا على مستقبل الفريق خلال الفترة القادمة، حيث إنه الخوف والهم الأكبر لهم بالفترة الحالية.
شبح 2005 في الزمالك .. كيف حدث؟
صدر قرار بحل مجلس إدارة الزمالك عام 2005، والذي كان يرأسه مرتضى منصور بعد انتخابه خلفًا للدكتور كمال درويش.
وجاء قرار الحل من جانب المجلس القومي للرياضة والجهات الحكومية، بسبب تجاوزات قام بها رئيس النادي وقتها. وصدر قرار بالحل وتعيين مجلس مؤقت لإدارة النادي برئاسة الكاتب الصحفي مرسي عطا الله.
اقرأ أيضًا: خسائر الزمالك من تجميد مجلس مرتضى منصور
ودخل النادي في دوامة من التعيينات في ظل صدور أحكام قضائية لصالح مرتضى منصور، ببطلان قرار حل مجلس إدارته تارة، وبسبب بطلان انتخابات النادي في عام 2009 تارة أخرى.
وتولى رئاسة الزمالك في الفترة بين 2005 إلى 2014 العديد من الرؤساء، هم: مرسي عطا الله، ومحمد عامر، وكمال درويش، وممدوح عباس وجلال إبراهيم، ثم عاد مرتضى لرئاسة الزمالك بعد انتخابات عام 2014، بعد أن فاز بمقعد الرئاسة، ثم احتفظ بمقعده خلال انتخابات 2017.
حصيلة الزمالك من تلك الفترة
كان رصيد الفارس الأبيض من البطولات خلال تلك الفترة المتوترة، التي امتدت إلى تسع سنوات، بطولتي كأس مصر عام 2007 وعام 2013، وابتعاد الفريق عن المنافسة في المحافل الأفريقية، كما صاحب ذلك تراجع نتائج الفريق في الدوري المصري.
بجانب ذلك كان لاعبي الفريق يعانون من تأخر مستحقاتهم، أحمد جعفر مهاجم نادي الزمالك يروي في أحد لقاءاته الإعلامية، أنه في يوم من الأيام تغيب محمد عبدالشافي لاعب الفريق عن التدريبات، وبعد اتصال أصدقاؤه للاطمئنان عليه، تبين أن اللاعب ليس معه ثمن البنزين ليأتي إلى تدريبات الفريق.
وأضاف اللاعب أن نادي الزمالك في تلك الفترة لم يكن به أموال، مشيرًا إلى أنه في تلك الفترة كان من الممكن أن تحصل على 10 أو 15 ألف جنيه من مستحقاتك لتقضي بهم ثلاث أو أربع أشهر، و”اسمك بتلعب في نادي الزمالك”، على حد قوله.
يذكر أن تاريخيًا حُل مجلس إدارة نادي الزمالك من قبل السلطات الرسمية عدة مرات قبل 2005، أولها كان عام 1967 في أعقاب النكسة، وعام 1996 حل المجلس القومي للشباب والرياضة مجلس إدارة نادي الزمالك، في أعقاب انسحاب الزمالك أمام الأهلي من مباراة القمة.
بداية السقوط هذا العام
في هذا العام وقبل أسابيع قليلة، صدر قرار من اللجنة الأولمبية المصرية بإيقاف وعزل مرتضى منصور أربع سنوات من العمل الرياضي ككل، وأبلغت به الاتحاد القاري والدولي مع المحلي، ليُعلن منصور اللجوء للقضاء الإداري ضد قرار عزله من جانب اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة هشام حطب، وقرر تكرار سيناريو 2018، حين صدر ضده قرار من اللجنة الأولمبية بإيقافه لمدة عامين، لكن رئيس الزمالك حصل على حكم قضائي أوقف هذا القرار.
غير أن السيناريو هذه المرة قد يبدو مختلفًا، في ظل تمسك اللجنة الأولمبية بالقرار، وتأكيدها أن اللجوء للقضاء العادي قد يجمد النشاط الرياضي، باعتباره تدخلًا حكوميًا.
وقد يكون إقصاء مرتضى عن منصبه، بداية للدخول مجددًا في دوامة القضاء، خصوصًا أن مرتضى نجح في الحصول على أحكام قضائية في سيناريو 2005، جعلت الزمالك لا يعيش استقرارًا إداريًا بسبب حل عدة مجالس.
اقرأ أيضًا: مواجهة الأهلي والزمالك تُحيي ذاكرة التعصب الكروي في ملاعب العالم
لكن مع قرار الوزير أشرف صبحي الأخير بإيقافه لحين انتهاء تحقيقات النيابة، أسدل الستار بذلك على القصة برمتها. ويبقى قرار النيابة وانتهاء التحقيقات في النهاية هو الحاسم لوجود مرتضى بالساحة ثانية أم خروجه منها للأبد.
ما هو سبب حل إدارة الزمالك هذه المرة؟
حُل مجلس إدارة الزمالك بسبب مخالفات مالية رصدتها لجنة الفحص والتفتيش المالية والإدارية التي شكلها وزير الرياضة، مع إحالة المجلس إلى النيابة العامة للتحقيق في هذه الأمور، نتيجة لذلك تم استبعاد المجلس والمدير التنفيذي من إدارة شؤون النادي بصفة مؤقتة لحين انتهاء تحقيقات النيابة العامة أو لحين انتهاء المدة القانونية للمجلس، أيهما أقرب.
كما قررت وزارة الرياضة تشكيل لجنة مؤقتة لرئاسة الزمالك إلى حين إجراء انتخابات جديدة أو الانتهاء من التحقيقات مع المجلس الحالي، برئاسة هيئة قضائية يقودها المستشار أحمد البكري وبمعاونة ثنائي قضائي آخر، على أن تشكل لجنة للإشراف على الكرة برئاسة أيمن يونس وأشرف قاسم وعبد الحليم علي خلال الفترة القادمة.