تحت شعار” التضامن العالمي مسؤوليتنا المشتركة” تُحيى الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للإيدز، مشددة على أهمية إحياء هذه المناسبة للتوعية بخطورة المرض، ومخاطر انتقال فيروس HIV المسبب له. وبعدما أتت جائحة كورونا صار الأمر أخطر، خاصة أنها أثرت سلبًا على خطط العديد من المؤسسات الدولية في مواجهة “الإيدز“.

اليوم العالمي للإيدز

البرنامج الأممي حث على ضرورة التعلم من مغبة قلة الاستثمار في الرعاية الصحية، وتكثيف العمل العالمي للقضاء على الإيدز وحالات الطوارئ الصحية العالمية الأخرى، فما زال فيروس نقص المناعة البشرية يصيب 1.7 مليون شخص كل عام ويقتل منهم نحو 690 ألف شخص، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة.

ووجه الأمين العام للأمم المتحدة، رسالة إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة للإيدز، قال فيه: “في الوقت الذي يركز فيه العالم اهتمامه على أزمة كوفيد-19، يأتي اليوم العالمي لمكافحة الإيدز ليذكرنا بضرورة مواصلة التركيز على جائحة عالمية أخرى لا تزال تلازمنا منذ ما يقرب من 40 عاما على ظهورها”.

وذكرت الدكتورة غادة والي، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، بعد إعلان تضامنها مع 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، أنه نظرا لأن جائحة كورونا وضعت الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم تحت ضغط إضافي فإنه من الصعب على أولئك الذين يحتاجون إلى خدمات فيروس نقص المناعة البشرية الوصول إليها.

وأضافت أنه لضمان استمرارية واستدامة خدمات رعاية مرضى الإيدز خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وفر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة برنامج منح لتقديم التمويل لمنظمات المجتمع المدني النشطة في هذا المجال، إلى جانب وضع إرشادات ومبادرات لبناء القدرات لصانعي السياسات وممارسي الصحة والعدالة الجنائية وسلطات السجون والمدنيين ومنظمات المجتمع.

الوصم والتمييز وضرورة التعايش

تروي الدكتورة فريدة حسن، استشارية في الأمراض المناعية،  أنه في حالة التزام الأشخاص المصابين بوسائل الحماية يمكنهم التعايش بشكل طبيعي، وخلال عملها على مدار 20 عامًا التقت العديد من الحالات يمارسوا عملهم بشكل طبيعي.

وأضافت حسن، أن انتقال الإيدز يأتي عن طريق استخدام حقن المخدرات أو من الأم المصابة لابنها خلال الحمل والولادة ونقل الدم وهي الاحتمالية التي أصبحت ضعيفة في مصر بعد انتشار بنوك الدم.

وقالت إنها تحرص على تقديم المشورة قبل التحليل وبعده، كما تعاملت مع ذكور مصابين أكثر من الإناث الذين يفضلوا إخفاء الأمر خوفًا من الوصمة والشعور بالحرج، وحساسية الجنس والمخدرات، مشيرة إلى أن أغلب السيدات اللاتي تحضرن لإجراء تحليل تأتي نتيجهن إيجابية بعد تأكيد إصابة الزوج.

وتابعت: “ربع ساعة هي الوقت الفاصل بين انتظار الشخص لنتيجة التحليل – وهي المدة التي يتذكر فيها شريط ممارساته الشخصية – و5 دقائق بين تسليمي النتيجة له وتوقعي لرد فعله والذي أحيانا أتوقعه بعد جلسة التشاور والأكثر لا أتوقعه، فالعديد يستلم النتيجة ولا يأتي مرة أخرى”.

مفاهيم خاطئة عن مريض الإيدز

من جانبها قالت نهلة طاهر مدربة بشبكة تثقيف الأقران للشباب مصر YPEER ، إنها تراعي في طرق التدريب والتوعية للقضاء على أفكار الوصمة والتمييز ، أسلوب المواجهة بتوعية المجتمع عن ماهية الفيروس وأن أي فرد معرض للإصابة، فليس لنا الحق في وصمه، كما أن الجميع معرض لانتقال الفيروس له.

التكلفة البشرية لمكافحة الإيدز

نقلا عن بيانات جديدة تظهر تأثير الجائحة على المدى الطويل على الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية، قالت الوكالة الأممية المعنية بمكافحة الإيدز إنه قد يكون هناك ما يقرب من 300 ألف إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية من الآن وحتى عام 2022، وما يصل إلى 148 ألف حالة وفاة أخرى مرتبطة بالإيدز.

وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز: “الإخفاق الجماعي في الاستثمار بشكل كاف في الاستجابات الشاملة والقائمة على الحقوق والمركزة على الناس لفيروس نقص المناعة البشرية كلف ثمنا باهظا”.

وأوضح تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك الجديد الذي صدر بعنوان “التغلب على الجوائح من خلال وضع الناس في صميم الاستجابات”، أنه على الرغم من أن دولا في أفريقيا جنوب الصحراء، بما في ذلك بوتسوانا وإي سواتيني، قد حققت أو حتى تجاوزت الأهداف المحددة لعام 2020، فإن “العديد من الدول تتخلف كثيرا عن الركب”.