أعلنت الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسن تضامنها مع فريق المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الذي يواجه اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية والترويج لأخبار كاذية.

ونشر حساب المبادرة على منصة يوتيوب، رسالة تضامنية من نجمة هوليود للرباعي المقبوض عليه “جاسر عبد الرازق، محمد بشير، كريم عنارة، باتريك جورج” مؤكدة أنهم يعيشون في خطر حقيقي بسبب محاربتهم ما وصفته بالظلم، مطالبة الحكومة المصرية بالإفراج الفوري عنهم.

وقالت جوهانسن إن الرباعي يواحه تهم ملفقة قد تقودهم إلى السجن لفترات طويلة، رغم أن جرميتهم الوحيدة هي وقوفهم للدفاع عن كرامة المصريين.

النجمة الأمريكية تحدثت خلال الرسالة عن نشاط المبادرة المصرية وشجاعتها في الدفاع عن أضعف الناس، وحماية حقوقهم، وإصلاح نظام العدالة الجنائية الذي يتسببت في تدمير حياة الأبرياء، بحسب تعبيرها، ومن أجل إنهاء عقوبة الإعدام.

سكارليت جوهانسن تتحدث عن كريم عنارة

تحدثت سكارليت جوهانسن عن معاناة كل فرد في الرباعي داخل السجن، وتحديدا كريم عنارة مدير وحدة العدالة الجنائية، الذي لم يمر أسابيع قليلة على زواجه من مواطنة بريطانية تدعى جيسيكا كيلي.

وكانت كيلي كتبت لصحيفة نيويورك تايمز عن ملابسات احجتجاز زوجها بعد شهر من الزفاف، مناشدة حكومة بلادها بالتدخل للإفراج عن كريم عنارة.

سكارليت جوهانسن ليست من الفنانات العاملات بالحقل السياسي، لكنها سبق وأعلنت نيتها اقتحام مجال السياسة والترشح للانتخابات الرئاسية في وقت قادم، لم تحدده.
رسالة جوهانسن ضمن حملة تضامن دولية واسعة مع فريق المبادرة بعد القبض على كبار موظفيها، ومنع التصرف في حسابها بالبنوك المصرية.

قلق الأمين العام على قيادات المبادرة

كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أعرب عن “قلقه البالغ” لحبس 3 من كبار الموظفين بالمبادرة، وفق ما نقل المتحدث الرسمي باسم الأمين ستيفان دوجاريك.
وطالب دوجاريك، الحكومة المصرية، خلال لقاء صحفي بمقر المنظمة في نيويورك، أمس، بالتوقف عن القبض على الأشخاص أو احتجازهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية.
كانت أمن الدولة العليا قررت حبس  جاسر عبد الرازق، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهاماه بنشر أخبار كاذبة والترويج وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.
وعبدالرازق هو ثالث حالة قبض بين صفوف المبادرة المصرية للحقوق الشخصية خلال الأسبوع الأخير، والرابع عموما، بعد القبض على محمد بشير ، المدير الإداري للمبادرة، و مدير وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة، على خلفية استقبال مقر المبادرة مجموعة من السفراء الأوروبيين لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان.
هذا الثلاثي بجانب الباحث جورج باتريك المحبوس منذ فبراير الماضي في اتهامات متعلقة بدعم الإرهاب.

اهتمام دولي

تداولت وسائل إعلام دولية وقائع القبض على كبار موظفي المبادرة المصرية، كما تلاحقت ردود الأفعال من المنظمات الدولية والهيئات الرسمية، من بينها  المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان،  التي أعربت عن قلقها أيضا جراء ما حدث.

أنتوني بلينكن مستشار الرئيس الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للسياسة الخارجية كان “ضمن ممن أبدوا قلقهم”  وأعاد نشر تعليق لمكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان بالخارجية الأمريكية جاء فيه أن “الاجتماع مع الدبلوماسيين الأجانب ليس جريمة”.

أما البداية الحقيقة فكانت من الخارجية الفرنسية التي أعربت فيه عن قلقها العميق إثر اعتقال المدير الإداري للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية محمد بشير، خصوصا أن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تلتزم بترويج حقوق الإنسان في مصر.

البيان الفرنسي أثار غضب الحكومة المصرية، وهو ما استدعى ردا وتوضيحا سريعا من وزارة الخارجية التي رفضت تدخل فرنسا في شأن داخلي، والدفاع عن نشاط غير شرعي للمبادرة المصرية، ومحاولة التأثير على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع مواطن مصري تم توجيه اتهام له اتصالا بأحد القضايا المنظورة أمام القضاء المصري.

وأعرب أحمد حافظ، المتحدث باسم الخارجية، عن الأسف لعدم احترام البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية للقوانين المصرية، ودفاعه عن كيان يعمل بشكل غير شرعي في مجال العمل الأهلي، في ضوء أن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مسجلة كشركة وتمارس أنشطة أخرى بالمخالفة لما يقضي به القانون رقم ١٤٩ لسنة ۲۰۱۹ من خضوع نشاطها لولايته.

متى بدأت المشكلة؟

بدأت الأزمة بين الحكومة المصرية والمبادرة بعد أيام قليلة من إعلان الأخيرة استقبالها سفراء ألمانيا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وفرنسا وفنلندا وهولندا والقائمين بأعمال سفراء كندا والسويد والنرويج ونائب سفير المملكة المتحدة وممثلين عن المفوضية الأوروبية في القاهرة، لمناقشة أوضاع الحالة الحقوقية.

ولم يمر أيام حتى بدأت الحملة بالقبض على محمد بشير المدير الإداري، ثم كريم عنارة مدير وحدة العدالة الجنائية، أعقبهما القبض على المدير التنفيذي جاسر عبد الرازق.

وتبين ذلك من الأسئلة التي وجهتها النيابة العامة بشكل خاص على زيارة عدد من السفراء المعتمدين بمصر لمقر المبادرة المصرية يوم الثلاثاء 3 نوفمبر الجاري، وهو لقاء ناقش سُبل دعم أوضاع حقوق الإنسان في مصر والعالم.

عودة حسام بهجت إلى المبادرة المصرية

بعد حبس عبد الرازق وبشير وعنارة، خلت المبادرة المصرية من القيادات البارزة التي تستطيع قيادة الفريق البحثي في هذه الظروف الصعبة، ما استدعى عودة مؤسسها حسام بهجت لإدارة المرحلة الحالية، وهو ما تبين أهميته من البيانات المتلاحقة للمطالبة بالإفراج عن الثلاثي.

حسام بهجت صحفي تحقيقات بموقع مدى مصر، وشغل من 2002 وحتى 2013 منصب المدير التنفيذي لـ المبادرة المصرية للحقوق الشخصية التي أسسها في 2002 بالقاهرة، وهو أيضًا عضو بمجلس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي العالمي للمجتمع المدني.

حسام بهجت - رويترز
حسام بهجت – رويترز

عُرف حسام بهجت كأحد أبرز المدافعين عن الحقوق والحريات المدنية في مصر. وبعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كثف بهجت من جهود تعزيز الحقوق والحريات في مصر، قبل أن ينتقل للعمل الصحفي عبر موقع مدى مصر في 2013.

وفي نوفمبر 2015، نشر بهجت تحقيقًا بمدى مصر، أحيل بسببه إلى التحقيق أمام النيابة العسكرية، بتهمة “تكدير السلم العام وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام”، لتعلن 13 منظمة حقوقية دولية ومحلية تضامنها مع بهجت، كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، بان كي مون، بالإفراج عنه، ليخلى سبيله بعد نحو أربعة أيام.

وتضامنت معه قرابة 13 منظمة حقوقية، من بينها: منظمة العفو الدولية، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مركز هشام مبارك للقانون، القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات.

ما هو نشاط المبادرة المصرية للحقوق الشخصية؟

تعمل المبادرة المصرية منذ تأسيسها في عام 2002 على تعزيز وحماية الحقوق والحريات الأساسية في مصر، من خلال أنشطة البحث والدعوة ودعم التقاضي في مجالات الحريات المدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والعدالة الجنائية.

المبادرة يعمل بها العديد من المحامين والباحثين الاقتصاديين والصحفيين المتخصصين في الشؤون الدينية. وتشتهر بإصدار دراسات وورقات بحثية في العديد من الملفات الخاصة بالمعتقدات الدينية.

وتخصص المبادرة أوراقًا بحثية للأوضاع الاقتصادية والصحية للمواطنين، وربطها بسياسات الحكومات في مصر.