تحول سيف بدور من مرافق لصديقته أثناء الإدلاء بشهادتها، لأحد المتهمين في قضية الفيرمونت التي شغلت الرأي العام المصري على مدار الشهور القليلة الماضية.
سيف بدور البالغ من العمر حاليًا 21 عامًا، محبوس على ذمة تحقيقات قضية الفيرمونت منذ نحو ثلاثة أشهر، في حين أنه كان وقت وقوع أحداث القضية، في الـ 14 من عمره، وفقًا لشقيقته نيفان.
قرر سيف مرافقة صديقة شقيقته للإدلاء بالشهادة، كي لا تكون بمفردها في قسم الشرطة، وأخبر شقيقته بما ينوي فعله، ولم تمانع: “لما قالي إنه هيروح مع صاحبتي معترضتش لأني شايفة إن ده تصرف عادي ومفيهوش قلق، وفضلت متابعة معاهم في التليفون من ستة الصبح لحد الساعة 12، وفجأة التليفونات اتقفلت ولقينا سيف بيتحول لمتهم في القضية”، كما قالت نيفان لـ”مصر360”.
اقرأ أيضًا: جريمة الفيرمونت: سقوط 6 متهمين من أصل 9
سافر سيف لاستكمال دراسته في المجر. وعلى مدار سنوات كان يعيش هناك. عاد لمصر لقضاء الأجازة ولم يستطع العودة للمجر مجددًا لحضور حفل التخرج في أكتوبر الماضي، بسبب إلقاء القبض عليه في قضية “ميعرفش عنها حاجة”، كما تقول شقيقته.
من مرافق لمتهم في قضية الفيرمونت
كان سيف مع إحدى زميلات شقيقته لأمور تتعلق بالعمل، حين استدعيت للإدلاء بشاهدتها في قضية الفيرمونت فقرر الذهاب معها “علشان متكونش وحدها”، كما تقول شقيقته.
وكما تحولت زميلة شقيقته من شاهدة لمتهمة، قبل أن يخلى سبيلها بكفالة؛ تحول سيف من مرافق إلى متهم على ذمة القضية، لا يزال محبوسًا حتى الآن.
تقدمت أسرة سيف ببلاغات للنائب العام ليفرج عن نجلها. وقالت والدته: “ابني لم يذهب لفندق الفيرمونت أساسًا. كان وقت وقوع الجريمة قاصر، فكيف أصبح متهمًا ومسجون؟”. تؤكد أسرة سيف أن نجلهم “ميعرفش حد من المتهمين”. لكن طلباتهم للنيابة العامة لم يستجب لها حتى الآن.
قصة قضية الفيرمونت
بدأت قضية الفيرمونت بعد تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حول جريمة اغتصاب جماعي لفتاة في فندق شهير بالقاهرة عام 2014، وتصوير الواقعة فيديو، وكتابة الجناة لأسمائهم على جسد الضحية بآلة حادة.
ثم في الرابع من أغسطس الماضي، تلقت النيابة العام بلاغًا من المجلس القومي للمرأة، مرفقًا به شكوى قدمتها فتاة إلى المجلس حول اعتداء بعض الأشخاص عليها جنسيًا في 2014 داخل فندق فيرمونت بالقاهرة، ومرفق بشكواها شهادات مقدمة من البعض حول معلوماتهم عن الواقعة.
أمرت النيابة بضبط وإحضار المتهمين في الواقعة، ووضعهم على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، لاستجوابهم فيما هو منسوب إليهم، وذلك بعد أن أجرت تحقيقاتها والتي منها سؤال المجني عليها وعدد من الشهود.
كما أمر النائب العام بأن تعلن النيابة نتائج التحقيقات في الوقت الذي تراه مناسبًا، على أن “تعلن ما يمكن إعلانه”، وذلك “حفاظًا على سلامة التحقيقات وحسن سيرها”، وفقًا لبيان النيابة.
وكانت مصر بعد ذلك، تسلمت ثلاثة من المتهمين في جريمة الاغتصاب الجماعي، بعد ضبطهم من قبل الإنتربول الدولي.
اقرأ أيضًا: قراءة في غضب النساء: قضية الفيرمونت نموذجًا
وضمت قائمة المتهمين أسماءً لأشخاص يقولون إنهم استعدوا كشهود ثم تحولوا لمتهمين، من بينهم نجلة الفنانة نهى العمروسي، التي تؤكد والدتها أن ابنتها كانت مرافقة لإحدى الضحايا، ثم تحولت متهمة.
ويتكرر الموقف مع سيف بدور، الذي كان مرافقًا لإحدى الشاهدات، وتحولا لمتهمَين، وأخلي سبيلها بكفالة، فيما بقي هو محبوسًا على ذمة التحقيقات. وذلك في قضية تؤكد أسرته أنه لا علاقة له بها، وأنه وقت حدوث الجريمة كان لا يزال في الـ14 من عمره.