خرج غاضبًا وربما يخرج نهائيًا.. في الجزء الأول من الجملة يمكن أن نشير إلى حالة الغضب التي ظهر عليها محمد صلاح بعدما استبدله يورجن كلوب المدير الفني لليفربول، في مباراة برايتون أما الجزء الثاني فهو إجابة على تساؤل هل يمكن أن يستمر “مو” مع الريدز بنهاية الموسم الجاري.
خلال العام الماضي العديد من التقارير ربط بين النجم المصري، ولاعب ليفربول الإنجليزي محمد صلاح وبين قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، خاصة مع إعلان ليونيل ميسي نجم البارسا رغبته في الرحيل والحديث عن اختيار رونالد كومان مدرب البلوجرانا لـ”مو” بديلاً له قبل أن يتراجع ويؤجل رحيله للصيف القادم، وفي ريال مدريد على ما يبدو أن الفريق بات في حاجه لنجم يمتلك حلول هجومية مع استمرار إصابة هازرد.
ما أظهره صلاح مؤخرًا من غضب كبير لقلة مشاركاته مع الريدز عقب عودته للمباريات فور شفائه من إصابته بفيروس كورونا المستجد، ورفض مصافحة الألماني يورجن كلوب عندما استبدله أمام برايتون بالمباراة الأخيرة في الدوري الإنجليزي في الدقيقة 62 من عمر المباراة بزميله السنغالي ساديو ماني، يوحي بقرب الرحيل عن ليفربول أو بأن الأوان قد آن.
محمد صلاح الغاضب يخرج من أنفيلد
طريقة خروج صلاح من الملعب وهذا الغضب لم يكن بسبب التبديل فقط ولكن حمل في طياته أن الفرعون بات محبطًا من عدم معاملة إدارة ليفربول وجهازه الفني له بالشكل الذي يستحقه كونه نجم الفريق الأول، من حيث الراتب السنوي ووضعه في الفريق كذلك الذي يرى أنه تراجع في ظل توهج وصعود نجم ماني وفان دايك على حسابه.
ورغم أن الموسم الجاري شهد بداية ولا أفضل لصلاح من الجانب التهديفي للريدز، مع تراجع الثنائي ماني وفيرمينو من الجانب التهديفي وحتى على مستوى صناعة الأهداف بشدة مقارنة بأرقامه وأهدافه وما يقدمه هذا الموسم تحديدًا، حيث نجح في تسجيل 10 أهداف في 15 مباراة لعبها بكل المسابقات كما صنع هدفين لزملائه، وهو المعدل الأفضل للملك المصري بالسنوات الأخيرة كاملة.
اقرأ أيضًا: ترشيحه لخلافة ميسي.. هل محمد صلاح اللاعب المناسب لملء فراغ سيد اللاعبين ببرشلونة؟
بلا شك رغبة قطبي إسبانيا وأكبر ناديين في العالم ريال مدريد وبرشلونة في الظفر بخدمات صلاح بشدة، لمعالجة النقص الذي يعانيان منه في مركزه وخط الهجوم عامة، والبارسا تحديدًا ليكون معوض ميسي الذي ينتهي عقده بالصيف المقبل ويبدو أنه مصمم على الرحيل وعدم البقاء داخل الكامب نو، يزيد أسهم الفرعون بقوة في الانتقال للفريق الكتالوني، وعلى الجانب الآخر الميرينجي يحتاج بشدة لخدماته خاصة مع رحيل بيل وإصابات هازارد العديدة، كما أن زيدان مدرب الريال أشاد بقدراته كثيرًا من قبل وأنه أحد أفضل لاعبي العالم في مركزه مثله مثل السنغالي ماني زميله بالريدز.
مفاوضات مع رامي عباس
كل ذلك مع وجود أنباء وأخبار قوية في الصحافة الإسبانية عن نية القطبين في ضمه بالفعل، إذ فتحا خط مفاوضات مع وكيله رامي عباس خلال الميركاتو الصيفي الماضي وبالفترة الأخيرة، مما يمهد الأرض كثيرًا لقدوم الفرعون للدوري الإسباني الذي أكد من قبل إن حلم الطفولة بالنسبة له هو اللعب لأحد قطبيه في المستقبل، لينتقل نقلة نوعية في مسيرته كلاعب محترف واللعب في أعلى مستوى عالمي ممكن مع الريال أو البارسا والفوز بلقب الليجا وباقي البطولات الممكنة ليخلد بالتاريخ العالمي كذلك ويكتسب خبرات وجماهيرية أكبر وأوسع في تجربة جديدة ومختلفة تمامًا له.
نهاية جيل تاريخي لليفربول
الأمر الأخير متعلق بليفربول وجيله الحالي وتقديمه كل ما لديه بعد الفوز بكل البطولات الممكنة ووصول اللاعبين لحالة تشبع كبيرة من الألقاب، ورغبتهم في خوض تجربة جديدة لهم بعد انتهاء تلك الحقبة من النجوم واللاعبين بالفريق الأحمر العريق، هذا الأمر تحدث عنه كلوب من قبل، وقال أن تجربته ستنتهي بنهاية موسم 2022 مع الفريق أي بنهاية الموسم القادم بعد أن قضى 7 سنوات كاملة مع الريدز، ويرى أنها كافية جدًا مثلما قضى نفس المدة رفقة فريقه السابق بروسيا دورتموند وكذلك من قبله نادي ماينز الألماني، حيث يرى أنها أفضل فترة لجيل من اللاعبين وبعدها يتراجع كل شيء.
اقرأ أيضًا: “صلاح” والتألق.. ذكريات سعيدة بعد العودة من طول غياب
فعلى ما يبدو أن صلاح يرى أن ذلك اليوم يقترب، ويعتقد بالفعل أن هذا الموسم سيكون الأخير له رفقة الريدز للسبب نفسه، هو اقتراب تلك الحقبة الناصعة للفريق الأحمر من النهاية، من لاعبين ودوافع وألقاب وكل شيء، وأن الريدز مقبل على فترة أحلك، وربما مع مدرب آخر غير كلوب الذي سينتقل لفريق آخر سيمكنه أن يقدم معه مسيرة حافلة جديدة كالتي قدمها مع الريدز، وبالتالي مع وجود فرصة الانتقال للفرعون إلى قطبي إسبانيا الكبيرين فلما لا يرحل وهو في القمة قبل أن تنتهي تلك الفرصة حيث إنها لا تكون متاحة كثيرًا لنجوم الكرة الكبار مثل صلاح حاليًا وقبل أن يتقدم بالعمر أكثر ويتراجع مستواه الفني والبدني في الملاعب.