وضع محمد مجدي “قفشة” نفسه في صدارة نجوم الأهلي الحاليين، كما خلد اسمه بين أساطير النادي الأهلي التي نجحت في قيادة المارد الأحمر في تحقيق دوري أبطال إفريقيا، حتى لو كان رصيدهم قبل وبعد المباراة النهائية قليل، فأن تحرز هدفًا قاتلًا في مباراة نهائية وأمام غريمك التقليدي يعني أن  تمتلك قلوب جماهيرك.

منذ كبر سن عبد الله السعيد ثم رحيله عن الأهلي لم يكن هناك لاعب قادرًا على اللعب باستمرارية في مركز صانع الألعاب حتى جاء محمد مجدي قفشة ليصبح اللاعب رقم 1 في ذلك المركز في الأهلي ومنتخب مصر مع قرب تواري أسطورة “اللاعب اللي مالوش” بديل عن الأنظار

“أنا فلاح وبهدي الفوز لوالدي لأنه أهلاوي صميم، وغدا سأذهب إليه مصطحبا الميدالية ليفرح بها”..

محمد مجدي قفشة  متحدثًا عن لقطته الأشهر في نهائي دوري أبطال إفريقيا

عبد الله السعيد أو “اللي مالوش بديل”

في مارس 2018، اتخذ الاهلي قرارا بعرض عبدالله السعيد للبيع أو الإعارة، بعد توقيعه للزمالك وغضب الجماهير من تصرفه، لذل فضلت إدارة النادي الأهلي التخلص منه نهائيًا رغم تجديد تعاقده.

خروج عبد الله السعيد والذي كان صانع الألعاب الوحيد في الأهلي ومنتخب مصر أو كما أطلق عليه حسام البدري المدير الفني السابق للأهلي “مالوش بديل” أثر كثيرًا على أداء الأهلي، ولم يتمكن أي لاعب من اللعب بشكل ثابت في هذا المركز إما لأسباب فنية أو لأسباب سلوكية وأبرزها ما أثاره صالح جمعة من مشاكل دائمًا بسبب عدم التزامه.

من دكة بيراميدز إلى مجد الأهلي

من صالح جمعة إلى ناصر ماهر وأحمد حمدي، وأسماء مختلفة لعبت في مركز صانع الألعاب لم يثبت أحدهم قدرته على قيادة الأهلي مع التغييرات الفنية والمشاكل التي دخل فيها المارد الأحمر، لم يكن هناك حلول كثيرة، باستثناء لاعب واحد على دكة نادي بينه وبين الأهلي مشاكل كبيرة.

كان محمد مجدي قفشة حبيس دكة بدلاء بيراميدز، بعدما تعاقد معه النادي المملوك لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية حاليًا من نادي إنبي، ورغم كل الأزمات إلا أن الأهلي حاول ضم اللاعب مع إصرار كبير منه هو الأخر على ارتداء تي شيرت المارد الأحمر.

خارج حسابات الأهلي

لم يكن يتوقع أحد أن يكون قفشة طوق النجاة للمارد الأحمر، ظن البعض سواء على مستوى النقاد أو الجماهير، أنه سيلعب دور “السنيد” أو “البديل”، مجرد لاعب سيمر مرور الكرام من بوابة النادي الأهلي، ورغم الأرقام الجيدة التي حققها إلا أن الانتقادات طالته وقللت من أهمية وجوده، وطالب البعض إدارة الأهلي بسرعة البحث عن بديل للوافد الجديد.

هل توقع أحد أن يتحول قفشة إلى منقذ ويحول دفة الهزيمة إلى نجاح ويصبح أيقونة جديدة ورمز للنادي الأهلي؟

بدايات قفشة مع الاهلي لم تكن جيدة، بداية بسيطة للاعب دلف عبر بوابة النادي في ظل الأزمات المتتالية التي ضربت الأحمر.

ذهب البعض إلى ترديد عبارة واحدة: “لا يمكن أن يلعب بديل عبدالله السعيد في بيراميدز الدور المنوط به في الاهلي.. ما زال أمام صاحب الـ 23 عاما العديد من سنوات الخبرة اللازمة ليكون أحد أهم لاعبي الأهلي”.

 

الظروف تخدم قفشة

مر الأهلي بفترة عصيبة، غياب بطولة اللقب الإفريقي لسنوات متتالية، المناوشات المستمرة بين إدارة الأحمر من جهة وإدارة الزمالك من جهة آخرى، خسائر متتالية ومستوى متأرجح، وخروج نجم الأهلي رمضان صبحي وانتقاله إلى عدوه الأول نادي بيراميدز.

الأزمات التي طالت النادي الأهلي مهدت الطريق لـ”قفشة” ليكون لفتى الذهبي والنجم الأول للفريق.

خلال رحلة الأهلي للفوز بلقب إفريقيا التاسع لعب “قفشة” دورا محوري وأساسي ليصبح بين ليلة وضحاها حديث الإعلام ومنقذ الفريق الأحمر وأمل الجماهير، وتحول معها إلى اللاعب المُخلّص الذي خلص الأهلي من عار الهزيمة الثالثة في نهائي دوري أبطال إفريقيا، وأعاد المجد الإفريقي لنادي القرن.