يطلق عليهم لقب ملح الفن، من دونهم لا يمكن أن يقوم العمل الفني سواء في السينما أو التلفزيون أو حتى المسرح، بأدوارهم الصغيرة وحضورهم المميز، فلا يمكن أن نطلق عليهم “كومبارس” ربما يتوارون عن الأنظار في أوقات كثيرة لكن قيمتهم الفنية تبقى كما هي، رغم ما يتعرضون له بعد توقف الطلب عليهم للمشاركة في أعمال فنية، رغم محاولات نقابة الممثلين مساعدتهم.

الظهور الأخير والحزين والذي أثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي للفنان محمد عبد الحليم، والذي رغم أدواره الصغيرة امتلك حضورًا مميزًا، أعاد من جديد فتح ملف ما الذي يمكن أن تقدمه نقابة الفنانين للعاطلين عن العمل من أبنائها وممن قدموا مشوارا فنيا كبيرا.

محمد عبد الحليم.. ظهور فني نادر

في البداية تواصلنا مع نجل الفنان محمد عبد الحليم للاطمئنان على حالته بعد الجدل الذي أثير مؤخرًا بسبب صورة التقطتها له فتاة زعمت أنه يعاني من الفقر والتشرد بعدما قلت مشاركته في الأعمال الفنية، كما أنه يعيش وحيدا.

تامر محمد عبد الحليم أكد لـ “مصر 360” أن ما تم تداوله حول أن والده يقطن أحد الكباري أو ما شابه ليس صحيحا وبعيد كل البعد عن الحقيقة.

وقال عبد الحليم: “والدي تعرض عليه بعض الأعمال لكنها قليلة جدًا، وهذا هو السبب الحقيقي وراء اختفاء والدي السنوات الماضية”.

لست وحدك مُهمشًا يا محمد يا عبد الحليم

ولم يكن محمد عبد الحليم هو الفنان الوحيد الذي عانى من التهميش والتجاهل الفني أو الإعلامي خلال السنوات الأخيرة، بل أن هناك الكثير من أصحاب الأدوار الثانوية الذين قاموا بتغيير مهنتهم تمامًا بسبب قلة الأعمال المعروضة عليهم.

فمنذ عدة أشهر ظهر الفنان سيد صادق مُعلنًا أنه مؤمن بأنها سنة الحياة بأن يقوم جيل بتسليم الراية لجيل آخر، ولكنه مازال يسدد اشتراك نقابة المهن التمثيلية أملًا في أن يحصل على دور يعيده إلى الشاشة التي قضي بها 50 عام من  عمره.

سيد صادق اشتهر بأعماله في “الحقيقة والسراب” و “لن أعيش في آبي” و “عيون الصقر” و”الحاج متولي”.

على ذات الشاكلة والتي تختلف قليلًا بسبب ظروف مرضه الفنان يوسف فوزي الذي قدم الكثير من الأدوار المهمة مثل “الهروب” و”النمر الأسود”، ومسلسل “أوبرا عايدة”، “هوانم جاردن سيتي”، وغيرهم.

خرج فوزي قبل أسابيع قليلة أمام الجميع شاكيًا من التهميش بعد أن ضاع عمره في الوسط الفني الذي لا يرحم أحدا.

لم يكن هؤلاء الفنانين السالف ذكرهم حالات استثنائية أو مجرد أشخاص عابرين يعانون من التهميش الإنتاجي والإعلامي بل هناك غيرهم  مثل حنان شوقي ورشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة والعديد من الأسماء اللامعة الآخرى، التي لم توفر لهم النقابة فرص عمل بعد أن أفنوا أعمارهم في الوسط الفني.

المعلم سردينة مكتئب

أبو زهرة على سبيال المثال خرج في تصريحات أحدثت جدلا كبيرا في الوسط الفني، بعدما كشف رغبته في الاعتزال، وأنه يعاني من حالة اكتئاب بسبب قلة أعمال في السنوات الأخيرة سواء على مستوى السينما أو الدراما.

أبو زهرة الشهير ب”المعلم سردينة” ناشد المنتجين بتمويل فيمل كوميدي له، سيكسر به الدنيا، على حد قوله، مستنكرا قلة الأعمال التي عرضت عليه في السنوات الأخيرة، كما أنها لا تناسب خبرته الكبيرة في المجال الفني.

نقابة الممثلين: لا نستطيع توفر عمل

وفي ذلك، قال الفنان أيمن عزب، عضو مجلس إدارة المهن التمثيلية، إن النقابة تتواصل مع الفنان محمد عبد الحليم وغيره من الفنانين الذين يعانون من مشكلات أي كان نوعها سواء كانت صحية أو مهنية أو ما شابه.

وأضاف عزب في تصريح لـ “مصر 360″، عن توفير فرص عمل للعاطلين في الوسط الفني، أن النقابة يصعب عليها توفير فرص عمل بشكل مباشر للفنانين العاطلين عن العمل.

وتابع: “أنا شخصيا حاليًا لا أشارك في أي عمل فني، كحال أي نقابة آخرى، والنقابة لا يمكنها أن توفر فرص عمل للعاطلين عن العمل بها، ولكننا نسعى جاهدين أن يكون أولوية العمل وتجسيد الأدوار للنقابيين على غيرهم من غير النقابيين، وكل هذا من خلال القانون، الذي يجعلنا نعطي التصاريح للفنانين النقابيين الثابت مشاركتهم في أعمال فنية ونقوم بمراجعة ذلك من خلال تتر الأعمال والسؤال عن الفنان الذي يحتاج فرصة عمل.

وأوضح عزب أن الجميع يعلم ما يبذله الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين في مساعدة الفنانين، حتى أنه في بعض الأحيان يتحدث مع المنتجين وسؤالهم عن تواجد أدوار لهؤلاء الفنانين، وما يناسبهم.