انضمت الممثلة الكندية إيلين بيج، المرشحة لجائزة أوسكار، إلى قطار التحول الجنسي.
فجرت بيج مفاجأة لجمهورها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي. إذ أعلنت عن تحولها جنسيا لتكون عابرة جنسيا وتغيير اسمها إلى «إليوت بيج Elliot Page».
مثل الأمر مفاجأة وصدمة للجميع، إذ لم تعلن الممثلة الكندية المولد من قبل ميولها الجنسية على الملأ، فضلا عن مشاركتها في العديد من الأعمال الفنية وتقديمها أدوارا نسائية.
وقال «إليوت» – إيلين بيج سابقا – صاحب الـ 33 عاما، في بيان له: «مرحبًا أصدقائي، أريد أن أشارككم أنني تحولت، ضمائر اسمي هو/هم واسمي إليوت وأشعر أنني محظوظ لأنني أكتب لكم هذا. لقد وصلت إلى هذا المكان في حياتي وأشعر بالامتنان للأشخاص الذين دعموني طوال هذه الرحلة، فرحتي حقيقية، وعلى الرغم من شعوري بسعادة عميقة في الوقت الحالي، فأنا خائف أيضًا من الكراهية والسخرية والعنف».
من هم العابرون جنسيا؟
حسب تعريف المفوضية المصرية للحقوق والحريات،للعابرين جنسيا فهم أشخاص لديهم اضطراب في الهوية الجنسية، إذ إن العابرين جنسيا يجدون صعوبة في تواجدهم في أجسادهم دون شعور حقيقي بأن جسدهم يمثل حقيقتهم الداخلية، لذا يلجأ البعض إلى إجراء عمليات جراحية من أجل التحول من ذكر إلى أنثى أو العكس.
خلال السنوات الماضية طرح تساؤل حول أسباب الرغبة في التحول الجنسي، وهل الدافع النفسي فقط وراء السعي لتغيير الجنس.
زعم البعض أن الأمر يتعلق بالحالة النفسية والنشئة في الرغبة في التحول، إلا أن جامعة هارفارد أجرت دراسة، استمرت لـ 5 سنوات، أثبتت أن الامر أكثر عمقا مما يروج له.
حسب الدراسة، عمد فريقان مستقلان إلى فحص جزء في المخ يسمى Bed nucleus of the stria terminalis (BSTc ، في الحالات العادية حجم ذلك الجزء في المخ بالنسبة للذكور يكون أكبر مرتين وأكثر كثافة في الخلايا مقارنة بالإناث.
بعد التعرض لحالات عديدة من العابرين جنسيا، اكتشف الفريقان أن المتحولين جنسياً من الذكور إلى الإناث لديهم الـ BSTc أقرب إلى حد كبير إلى الإناث منهم للذكور في الحجم وكثافة الخلايا، وأن المتحولين جنسياً من الإناث إلى الذكور لديهم الـ BSTcs أقرب للذكور.
وانتهت الدراسة بتأكيد قاطع أن العابرين جنسيا يأتون إلى الحياة بميول جنسية مغايرة لما تعبر عنه أجسادهم.
السعي وراء سحب الاعتراف بالتحول الجنسي
خلال السنوات الماضية بدأ «العابرون جنسيا» يعبرون بشكل واضح عن حقيقتهم ولا يخفون طبيعتهم عن المحيطين بهم، مما عرضهم للعديد من الأزمات والضغوط والعزلة.
الرفض المجتمعي والنبذ لم يمنعا العابرين جنسيا من الإعلان عن رغبتهم في رفض جسدهم بشكل واضح والسعي وراء البحث عن حل طبي من أجل تحويل جنسهم، ما عرضهم لكثير من الأزمات والضغوطات التي أدت إلى انتحار البعض لكثرة ما تعرضوا له. . هنا نرصد أبرز المشاهير الذي التحقوا بقطار التحول الجنسي.
بروس جينير
قرر بروس جينير، صاحب الـ 65 عامًا، والزوج السابق لـ«كريس جينر»، والدة عارضة الأزياء كيم كارداشيان ومقدمة البرنامج الواقعي الشهير، الإعلان عن تحوله جنسيا بعد رحلة معاناة استمرت قرابة 60 عاما.
مر حينيز بالعديد من الاختبارات والمواقف التي زادته قوة وشجاعة ليتخذ قراره بالتحول جنسيا من ذكر إلى أنثى.
على مدار 60 عاما، كان بروس والدا وزوجا لثلاث سيدات وبطلا أولمبي مثل بلاده في الأولمبياد، إلا أنه اتخذ قراره بأن يغلب حقيقته الداخلية على الحياة التي عاشها.
أجرى «بروس» عملية التحول الجنسي وأطلق على نفسه اسم «كايتلن جينر» ليعيش ما تبقى من حياته في جسد لطالما بعير عما يدور بداخله، على عكس المتوقع حصلت كيتلن – بروس سابقا – على دعم العائلة وساندوه على المستوي الإعلامي والمجتمعي.
كارمن كاريرا.. قطار التحول الجنسي
الممثلة الكوميدية الشهيرة كارمن كاريرا عمدت إلى إعلان رغبتها في التحول جنسيا وعدم بقائها حبيسة جسدها، معلنة أن شخصية الرجل ليست هي التجربة المرضية لي نفسيا، وعلى أثره اتخذت قرار العبور جنسيا والتحول من روبول إلى كارمن.
نجحت كارمن في عبور الأزمة سريعا، إذ انصهرت في المجتمع رافضة الاعتزال أو الابتعاد عن الأضواء> وبالفعل بعد أن أجرت العملية شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية، فضلا عن عملها عارضة أزياء لسلسلة المحلات الشهيرة النسائية «فيكتوريا سيكريت».
تشاز بونو
حازت الممثلة الأمريكية شير بونو على شهرة واسعة بفضل أعمالها التلفزيونية والسينمائية، إلا أن شهرتها زادت عندما قررت نجلتها تشاز بونو الإعلان عن نيتها التحول جنسيا بعد محاولات مضنية لإقناع نفسها بأنه أنثى.
فور الإعلان عن رغبتها خضعت «تشاز» إلى عدد من العمليات الجراحية بداية من عام 2008 إلى عام 2010، وسجلت قصة حياتها في فيلما وثائقي ليكون بمثابة طاقة أمل للراغبين في التحول جنسيا.
لم يكن الطريق أمام تشاز ممهدا بالورود إذ واجهتها المتاعب والأزمات، وزاد الأمر عندما رفضت والدتها الاعتراف بها في هيئتها الجديدة وفضلت مقاطعتها وعدم التواصل معه نهائيا، إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في طريقها لتصبح مثالا لكل الراغبين في أن يكونوا عابرون جنسيا في ظل الرفض المجتمعي لهم.
العالم العربي ليس بعيدا عن التحول الجنسي
بكل تأكيد العالم العربي أكثر قسوة وصرامة فيما يخص أزمة العابرين جنسيا، إذ تحكم المجتمعات العربية العادات والتقاليد، ومن ثم التوجهات الدينية التي بمثابة بوصلة التعامل مع كل ما هو طارئ على ثقافة المجتمع.
العابرون جنسيا في مصر والعالم العربي يعانون الأمرين، فلا اعتراف حكومي ولا تقبل مجتمعي. يوصم المتحول طيلة حياته بالرفض ويصبح منبوذا في كل شريعة.
اقرأ أيضا
“العابرون جنسيا” في ساحات المحاكم .. إشكالية “الاحتجاز” تبحث عن حل
الهوية الجنسية.. الأحكام الدينية قتل وتقويم وإنصاف
البعض لا يستطيع الوقوف ثابتا في وجه المجتمع ويتعرض لأزمات نفسية قد تدفعه للانتحار.
حنان الطويل نموذجا مصريا.. شقاء وانتحار
لعل حادثة الفنانة حنان الطويل – متحولة جنسيا – هي الأقرب للذهن عند الحديث عن العابرون جنسيا والمعاناة التي يواجهونها.
عرفت حنان الطويل بأنها أول ممثلة عابرة جنسيا في مصر. واشتهرت بأدوارها الكوميديا التي ما زالت شاهدة على خفة ظل «حنان».
إلا أنها كانت تعيش حياة في غاية القسوة، بالرغم من مجاهرتها بتحولها جنسيا من ذكر إلى أنثى.
لم تسلم الطويل من مضايقات من حولها وخاصة عائلتها التي رفضت الاعتراف بها.
عاشت حنان حياة صعبة ما بين رفض مجتمعي وعائلي، فضلا عن تنمر جيرانها وخوضها لمشاجرات مستمرة، ووصل الأمر إلى أقسام الشرطة لتدخل على أثره «حنان» إلى مصحة نفسية.
ويقال إنها انتحرت بعد أن ضاقت بها السبل. لم تغلق قصة حنان المأساوية صفحاتها بوفاتها بل زاد الأمر برفض عائلتها تسلم جثمانها لدفنها في مقابر العائلة.
حفيد صالح سليم.. تحول جنسيا من بنت إلى ولد
فجر الفنان هشام سليم مفاجأة جديدة على المجتمع المصري، إذ أعلن خلال استضافته في برنامج «شيخ الحارة والجريئة» تقديم المخرجة إيناس الدغيدي المذاع على قناة القاهرة والناس، في شهر رمضان الماضي خضوع نجلته نورا إلى عدة عمليات في سبيل تحولها جنسيا من أنثى إلى ذكر.
بالطبع كان الأمر مفاجأة للجميع. المجتمع المصري معروف بمدى تمسكه بالعادات والتقاليد، وخروج أحدهم للعلن يكشف رغبة أحد أبنائه التحول جنسيا شكل صدمة كبيرة، انقسمت الآراء حول موقف هشام ونجله الجديد نور.
على الرغم من كشف العديد من المشاهير سواء داخل المجتمعات العربية أو الغربية عن تحولهم جنسيا إلا أن الأمر ما زال جديدا على الثقافات المجتمعية وتبقى معركة الاعتراف بالهوية الجديدة قضية شائكة.