بلا شك، بات موقف الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني معقدًا للغاية، وفي مهب الريح. خصوصا بعد خسارة فريقه مساء الثلاثاء بهدفين دون مقابل على يد شاختار الأوكراني ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
الأغرب من النتائج الكارثية للريال هذا الموسم، هو تراجع أداء ومستوى الميرينجي بشكل مخيف لكل عشاقه والمتابعين.
كما أن التخبط الفني لزيزو وصل لحده الأقصى، حيث لا يثبت على تشكيلة واحدة وثابتة لمباراتين أو ثلاثة متتالية. مما جعل الشكل أكثر سوءًا مع النتائج السلبية والكارثية كالخسارة من شاختار ذهابًا وإيابًا وهو فريق متواضع مقارنة بالملكي
هذه الأمور جعلت زيدان يواجه شبح الإقالة المبكر من منصبه بالنادي العريق.
صحيفة “ماركا” الإسبانية الشهيرة وقريبة الصلة من البيت الملكي أكدت عزم فلورنتينو بيريز رئيس الريال إقالة زيزو ابنه المدلل في حال استمرار النتائج على هذا النحو السلبي. بهدف امتصاص غضب الجماهير الكبير وإنقاذ نفسه من هذه الانتقادات اللاذعة.
فكيف وصل زيدان بنفسه والريال لهذا الحال بعد أن كان بطل أوروبا التاريخي وبطل الليجا والسوبر بالموسم المنقضي؟ هذا ما نعرضه وما سيترتب عليه في الأيام المقبلة.
نتائج كارثية وأداء غير مقنع
بلا شك أول أسباب التفكير في خسارة زيدان لمنصبه هي النتائج السلبية الكثيرة بالفترة الماضية، فأي نتائج معاكسة يكون الملام الأول بها هو المدير الفني.
ريال مدريد خسر بنتيجة 2-0 من شاختار في خامس جولات دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. وكانت تلك هي الخسارة الخامسة من أصل 15 مباراة خاضها الفريق في كل المسابقات خلال الموسم الجاري. يما يعني أن تأهله لدور الـ16 من المسابقة لن يتحدد سوى في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
الفريق تراجع للمركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط جمعها من انتصارين وتعادل وحيد وخسارتين، سجل خلالهم 9 أهداف وتلقى نفس الرصيد في شباكه.
وينتظر الريال مباراة فاصلة أخيرة أمام بروسيا مونشنجلادباخ الألماني صاحب المركز الأول بـ8 نقاط لابد من الفوز بها ليصعد لثمن نهائي البطولة المحببة له.
أما على مستوى الدوري الإسباني، فيحتل الريال المركز الرابع في جدول الترتيب برصيد 17 نقطة وهو مركز متقهقر كثيرًا على فريق بحجم اللوس بلانكوس اعتاد على الصدارة دائمًا، وبات بعيدًا عن الأول بفارق 7 نقاط وهو ريال سوسيداد صاحب الـ24 نقطة.
فاز الملكي في 5 مباريات فقط بنسبة فوز 50% وتعادل في مباراتين وخسر 3 لقاءات كاملة، ونجح في تسجيل 16 هدفًا فقط ودخل مرماه 12.
كل هذه النتائج السلبية في ظرف شهرين ونصف منذ انطلاق الموسم الجديد متأخرًا بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، جعلت موقف زيزو صعبًا للغاية، حتى وصل به الحال للإقالة في حال خسارة لقاء إشبيلية المقبل بالليجا مساء السبت القادم.
الإدارة حددت البديل السريع
حددت إدارة ريال مدريد على الشق العاجل بديلين محتملين لخلافة زيدان في حالة خسارته مزيد من المباريات وتعرضه للإقالة بالفعل من قيادة الفريق الأبيض.
حيث استقرت على الثنائي راؤول جونزاليس مدرب ريال مدريد كاستيا، وماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام السابق لخلافته بالميرينجي.
بوكيتينو الذي كان قريبًا من تدريب ريال مدريد بعد رحيل رافاييل بينيتيز مدرب الفريق السابق، لكن تعاقده مع توتنهام حال دون رحيله إلى النادي الملكي.
وحقق نتائج رائعة رفقة السبيرز وصل بهم لنهائي دوري أبطال أوروبا وخسر أمام ليفربول، وكذلك احتل وصافة البريميرليج ونافس بقوة على اللقب خلال المواسم القليلة السابقة.
أما راؤول فهو أسطورة النادي الملكي، ويعد خيارًا متاحًا، لكن هناك توجهًا داخل ريال مدريد بعدم جلب مدرب شاب في وضع غير مستقر مثل الوضع الحالي، لكنه يُرى كمدرب المستقبل للفريق إنما ليس في هذه الفترة الحالية الصعبة.
فيما أعلن زيزو أنه لن يستقيل من تدريب ريال مدريد مهما حدث ومتمسك بمنصبه وفريقه حتى آخر لحظة يقاتل من خلالها لإعادته للوضع السليم والطريق الصحيح مجددًا، لكن نيته تلك لا تعني ضمان مستقبله مع النادي الملكي الذي ستحدده الإدارة بشكل كبير.
زيدان لا يتحمل المسؤولية وحده
صحيفة “ماركا” الإسبانية كان لها رأي آخر في تلك المسألة، فقد أعفت زيدان من مسؤولية خسارة الفريق بثنائية أمام شاختار بالإضافة إلى سوء المستوى.
الصحيفة قالت إن الدوري الأوروبي ليس مكانًا يليق بفريق ريال مدريد، وفي حال خسر الملكي من إشبيلية فمن الممكن أن يتم تغيير المدرب، حتى لو تأهل صاحب الرقم القياسي في بطولات أوروبا إلى دور الـ16، وتساءلت: “ما هو خطأ زيدان؟!”.
ما هو خطأ زيدان؟
وأوضحت أنه تم التعاقد مع ماريانو ويوفيتش بعد رحيل كريستيانو رونالدو.
ويعاني ريال مدريد من مشكلة خطيرة تتمثل بعدم القدرة على تسجيل الأهداف منذ رحيل كريستيانو وهو أمر متعلق بالإدارة وليس لزيدان دخل به.
قلة دعم الفريق بالصفقات المميزة سببها ضعف الإدارة وليس المدرب، فقد رأى الجميع أن مدريد بحاجة إلى ثورة، لكن الوباء منعه من القيام بذلك.
أجبر الوضع الاقتصادي على الاستمرار على نفس الفريق، وتولى زيدان الأمر بكل سرور، هذا الفريق الضعيف ومع ذلك حوله المدرب الفرنسي إلى بطل للدوري قبل ثلاثة أشهر فقط.
وأضافت أن اللاعبين غير قادرين على تسجيل الأهداف. الشوط الأول ضد شاختار هو أفضل مثال، حيث خلق الفريق أربع فرص سانحة لتسجيل ولم يتم تحويل الفرص إلى أهداف، لقد خلق مدريد الفرص وكلها باءت في الفشل لذا من المستحيل الفوز، وما هو خطأ زيدان في أن هازارد يصاب دوماً؟
كان من المفترض أن يكون هازارد نجم النجوم في ريال مدريد، لكن بالكاد يستطيع اللعب بسبب الإصابات.
وتغيب عن 37 مباراة إلى الآن، وما هو خطأ زيدان أن راموس يصاب مع المنتخب الوطني؟ الإصابات تلحق الضرر في ريال مدريد هذا الموسم، حتى عندما عاد بنزيما.
واختتمت تقريرها بأن زيدان ليس له دخل كذلك، في أن فينيسيوس ورودريجو لا يلمعان مثل بقية النجوم، فقد أنفق ريال مدريد 100 مليون يورو على لاعبين جيدين ولم يصبح كلاهما من نجوم العالم بعد، لاعبين شابين غير قادرين على قيادة الفريق.
أخطاء الإدارة
باختصار: المدرب يعمل كل ما لديه بجهد وإتقان كبير، ولكن ما يحدث بسبب قلة جودة لاعبين الفريق وكبر بعضهم في العمر.
وهو أمر خاص بالإدارة تمامًا وخطأها الأكبر لعدم الدعم بصفقات قوية ونجوم أخرى بديلة في المراكز التي يعاني بها الفريق من نقص حاد وواضح.
وهو ما طلبه زيزو ولم تستجب الإدارة لطلباته للوضع الاقتصادي والوباء وخلافه من أمور أخرى كثيرة، وتتحمل مسؤولية ذلك بالنسبة الأكبر وليس المدرب صاحب الإنجازات التاريخيةرفقة الميرينجي.