قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وقف برنامج “صبايا الخير” المعروض على قناة النهار في ضوء ما ورد بالحلقة الخاصة بـ”صيد الثعالب”، وبعد بحث الشكاوى المقدمة ضده.

وأكد المجلس أن الإيقاف مستمر لحين انتهاء التحقيقات مع مقدمة البرنامج والممثل القانوني لقناة النهار.

قرار وقف البرنامج ومنع ريهام سعيد عن الظهور إعلاميا ليس المرة الأولى، إذ سبق واقعة اليوم مسيرة طويلة من التجاوزات قوبلت بالوقف والمنع من الظهور.

دخول مفاجئ وخروج سريع

خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد غياب عامين عن الشاشة عادت ريهام سعيد إلى قناة النهار عبر برنامج “صبايا الخير” متعهدة خلال الحلقة الأولى من البرنامج بتقديم الأفضل لمشاهديها، قائلة: “عامين مروا طويلاً جدًا. ومهما أقول وحشتوني مش هقدر أعبر عن كمية الاشتياق والرغبة في إني أقدم أحسن من اللي قدمته”.

عودة ريهام إلى الشاشة مثل مفاجأة للجميع، إذ ظن البعض أن مسيرة الإعلامية صاحبة القضايا “الفشنك” انتهت بلا عودة.

الحلقة الثانية لـ”صبايا الخير” كانت الأخيرة للبرنامج إذ أثار موضوع الحلقة صيد الثعالب استياء المشاهدين مطالبين بضرورة اعتذار القناة وهو ما حدث بالفعل.

اقرأ أيضًا:

أزمة ريهام سعيد بسبب “دموع الثعلب”.. حلقة تلفزيونية “تنتهك القانون”

خلال السنوات الماضية ومع ظهورها الأول إعلاميا اعتادت مقدمة البرامج الحوارية ريهام سعيد على إثارة الجدل واختلاق الأزمات من أجل زيادة مشاهدات برامجها على عدد من القنوات الفضائية المصرية.

“مثيرة للجدل، مفتعلة أزمات، وداعمة للتحرش”.. خلال مسيرة إعلامية لسنوات وضح جليا طبيعة القضايا التي تختارها ريهام سعيد لتكون حديث الساعة، فتارة تظهر الجدل والشعوذة على شاشات الفضائيات وتارة تفضح فتاة لاتهامها أحدهم بالتحرش.

تعرضت ريهام للوقف وانهاء التعاقد من قبل المحطات الفضائية لتجاوزها الخط الفاصل ما بين العمل الإعلامي وتسليط الضوء على السلبيات إلى الترويج للخزعبلات ومحاولة هدم قيم ومبادئ المجتمع المصري والعربي.

الخروج من الباب الخلفي

قبل عامين بالتحديد 2018، أنهت شبكة قنوات النهار تعاقدها مع ريهام سعيد على خلفية قرار المحامي الأول للنيابات بحبسها والمنتج الفني ورئيس تحرير البرنامج لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق.

جاء ذلك بعد اتهامها وعدد من مساعديها بالتحريض على خطف طفلين لتصوير حلقة تلفزيونية.

سبق تلك الواقعة عدد من الأزمات التي كانت ريهام السبب الرئيسي في اشتعالها مما زاد من غضب الجمهور تجاهها، لذا كان الانطباع السائد أنه لا مكان لـ”ريهام” على الشاشات.

اقرأ أيضًا: ريهام سعيد.. عرض مستمر لإثارة الجدل

إيقاف أسامة كمال

لم يقف قرار المجلس الأعلى عند منع ظهور ريهام سعيد بل طال الإعلامي أسامة كمال مقدم برنامج 90 دقيقة على قناة المحور.

وجاء نص بيان المجلس: “تم بحث الشكوى المقدمة من الشركة المصرية للاتصالات ضد برنامج 90 دقيقة على قناة المحور ومقدم البرنامج أسامة كمال، وقرر الموافقة على توصية لجنة الشكاوى بشأن ما تم من مخالفات بحلقة يوم 28 نوفمبر 2020، وإيقاف مقدم برنامج 90 دقيقة لمدة أسبوعين وتغريم القناة 100 ألف جنيه”.

اليد العليا في الإعلام

منذ ظهور الهيئات الإعلامية الثلاث، لتكون بمثابة اليد العليا في ظهور أو غياب أو وقف البرامج التلفزيونية، فكانت المحرك الأساسي لأي تصرف تراه من وجهة نظرها وحسب قواعد وضعتها مخالف لقيم ومبادئ المجتمع أو يمثل قيمة هدامة لعادات المجتمع المصري بطبيعته الشرقية.

خلال السنوات القليلة الماضية بالتحديد عام 2016 عند إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ليبدأ مسيرة من الوقف والمنع والحجب.

اتخذ المجلس دورا أبوي لوسائل الإعلام، وتحول من نقطة لتنظيم الإعلام على سيف على رقاب العاملين في المجال، إذ لم يتورع المجلس في حجب أو منع أو إيقاف من يخالف رؤية المجلس للرسالة الإعلامية التي تحكمها ظروف حالية تتطلب رسائل محددة في إطار معين لا خروج عنه، ومن يخرج عن النص يعرض نفسه للمساءلة.

اقرأ أيضًا: الأعلى للإعلام.. ممارسات دستورية واتهامات بعدم الحيادية

ممارسات تتسم بالتعسف

وحسب ورقة بحثية صدرت عن مؤسسة حرية الفكر والتعبير، وصفت ممارسات المجلس الأعلى للإعلام بـ”التعسف الشديد تجاه وسائل الإعلام والعاملين بها، استغلالًا لصياغات قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتي جاءت فضفاضة جدًّا”.

وأصدر  الأعلى للإعلام  قرارات بوقف العديد من البرامج وإحالة مقدميها إلى نقابتهم، إما بسبب مخالفة الكود الأخلاقي أو لاعتبارات الأمن القومي، من بينها برامج اجتماعية ساخرة مثل “أبلة فاهيتا” ومنع بثها على جميع الشاشات والإذاعات، نظرًا لما يحتويه من ألفاظ ومشاهد لا تليق بالذوق العام وتجافي كل القيم.

وبرنامج أبلة فاهيتا أرملة تتحدث بالعامية المصرية طوال الوقت وتستخدم بعض الإيحاءات في إطار كوميدي حظي بإعجاب الجمهور على مدار سنوات بث البرنامج عبر شاشة “cbc”.

كما أوقف البرنامج الكوميدي S.N.L بالعربي على قناة ON.E.، بدعوى أن البرنامج حرص على استخدام الألفاظ والعبارات والإيحاءات الجنسية التي لا تليق بالعرض على المشاهدين وتخالف المعايير الأخلاقية والمهنية.