من موسم على مشارف الهاوية والفشل الذريع إلى موسم عظيم حقق فيه الأهعلي كل البطولات الممكنة وتوج الثلاثية التاريخية. متوقع أن تصل للخماسية عندما يفوز بلقبي السوبر المصري والأفريقي القادمين في هذا الشهر الجاري،
تخطى النادي الأهلي فترة حرجة للغاية في موسمه، كادت أن تصل به إلى الهاوية في أقل من شهرين. ولكنه استطاع تحويل دفة الموسم وتوج بكل البطولات الممكنة في فترة قصيرة. كيف حدث ذلك؟ وما أسباب هذا التحول الكبير؟
استقرار إداري .. تتويج بالثلاثية تاريخية
بلا شك تكاتف إدارة النادي الأهلي ودعمها الكامل والقوي للفريق، واختياراتها الموفقة وقراراته الحاسمة في أحلك لحظات الموسم وأكثر فترة حرجة له بالشهرين الماضيين، كان لها مفعول السحر تمامًا في تحويل تلك الدفة من المصير المجهول والمشؤوم للجماهير الحمراء، إلى موسم تاريخي لا ينسى على مدار تاريخ القلعة الحمراء عبر العصور.
تحدت الإدارة الجميع بعد رحيل السويسري رينيه فايلر قبل أسبوعين فقط من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وثمن نهائي كأس مصر، في أول أكتوبر الماضي، بقرار التعاقد مع الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مدرب صن داونز والإتيان به في وقت عصيب وصعب وحرج لتدريب الفريق الأحمر. رغم انتقادات واسعة من الجميع له وضغط رهيب وقوي من قطاع كبير بالجماهير الأهلوية.
لكن قرار الإدارة وتكاتفها واستقرارها، وتحديدًا محمود الخطيب رئيس وأسطورة النادي الذي أصر على موسيماني، كان جوهري ومفصلي لتحويل دفة الموسم من الفشل إلى كل النجاح ومعانقة المجد، وتحقيق البطولة التاسعة في دوري أبطال أفريقيا وكأس مصر للمرة 37 في تاريخه.
اقرأ أيضا:
كيف ساهم فوز الأهلي بالنجمة التاسعة في تفادي كوارث عديدة؟
ذكاء بيتسو موسيماني
بطل كل البطولات مع فريقه السابق صن داونز وبطولة أفريقيا بالتخصص عام 2016 وأمام الزمالك، جاء بحقيبته السحرية لينشر مفعوله على ملعب مختار التتش وكل لاعبيه خلال فترة وجيزة، فاشتغل فنيًا وعمل بجهد مع جهازه كاملاً في ظرف شهر واحد ليعدل أمور وأخطاء وسلبيات الفريق واللاعبين الواضحة من قبل ويظهر نسخة مختلفة للأهلي.
ظهرت قوة بيتسو في لقائي نصف نهائي البطولة أمام الوداد البيضاوي المغربي، ثم في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الزمالك، ونصف نهائي كأس مصر أمام الاتحاد السكندري والنهائي أمام طلائع الجيش.
وأظهر بيتسو شخصية كبيرة وشخصية البطل تحديدًا في كل تلك المواجهات الحاسمة والعصيبة والتي جعلته بطلاً للثلاثية التاريخية مع الأحمر في ظرف أسابيع قليلة.
عمل موسيماني الأهم كان نفسيًا ومعنويًا بشكل كبير وهو الجانب الذي يتفوق به كثيرًا المدرب الجنوب إفريقي.
وقد ذكره كل اللاعبين وتحديدًا أفشة الذي ظهر معه منقذًا للفريق وقاهر الزمالك وحاصد اللقب التاسع بتصويبته النارية في دقائق المباراة الأخيرة وجلبت اللقب وكذلك أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس مصر، فجهز كل اللاعبين نفسيًا بالصورة الأفضل مع عمله الفني الواضح والشاق مع الفريق وتعديل أخطائه وظهوره بصورة مغايرة تمامًا.
روح الفانلة الحمراء.. كيف تخطى الأهلي الفترة الحرجة؟
في الأوقات الصعبة والحرجة مثل تلك الفترة، تظهر جودة اللاعبين الحقيقية. وهنا يظهر اللاعب الضعيف وغير القادر على مجابهة تلك اللحظات الصعبة والأوقات الحاسمة من عدمه، وهو ما يسمى بثقل قميص الأهلي بالفعل، فظهر معدن لاعبي الأهلي الحقيقي في هذه الفترة الحالكة، من الجانب الذهني تحديدًا والروح القتالية والعالية بالميدان، ما تسمى بروح الفانلة الحمراء.
بمساعدة موسيماني وجهازه وعملهم الشاق مع اللاعبين فنيًا ومعنويًا وتجهيزهم بالشكل الأمثل على كل الجوانب، ظهرت جودة النجوم الحقيقة بالفريق الأحمر، وروحهم القتالية الحقيقية وهي ما جلبت اللقب التاسع الغائب في الوقت الحرج من المباراة بقدم مجدي أفشة وكذلك القوة الذهنية تكررت مرة أخرى في نصف نهائي الكأس أمام الاتحاد وبركلات الترجيح أمام الجيش في نهائي كأس مصر.