يواجه نواب المعارضة في البرلمان الحالي شبح خسارة مقاعدهم في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية لـ انتخابات النواب، التي تجرى على مدار يومي الأثنين والثلاثاء. ليس بسبب ضعف الإمكانيات وشكواهم المستمرة من سطوة المال السياسي، إنما بسبب التحالفات السرية التي عقدها منافسوهم الحاليون والسابقون في الأيام الأخيرة التي سبقت الإعادة.

تحالف أجيال ضد الطنطاوي

عضو مجلس النواب الحالي، أحمد الطنطاوي، والمرشح بالدائرة الأولى، ومقرها مركزي كفر الشيخ وقلين، يواجه منافسة شرسة في جولة الإعادة. ورغم  التفوق الكبير بالنسبة له في عدد الأصوات في المرحلة الأولى، إلا أن منصبه بات مهددا بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها الدائرة خلال الأيام القليلة الماضية.

الطنطاوي يخوض جولة الإعادة مع 6 مرشحين بعد حصوله على أكثر من  44 ألف صوت، ليتصدر القائمة بفارق تجاوز 10 آلاف صوت عن أقرب منافسيه، وهو مرشح حزب الوفد باسم حجازي والذي حصد 34 ألف صوت، يليه مرشح مستقبل وطن سيد شمس الدين، بـ30 ألف، واللواء مراد جمال محمد القطان (مستقل)، بـ29 ألفا، وياسر منير عبدالجواد مستقل، بـ27 ألفا، بينما حصل مرشح مستقبل وطن الثاني في الدائرة محي الدين فتح الله محمد القطان، على 22 ألفا”.

اقرأ أيضا:

هنا كفر الشيخ.. كيف تصنع معركة انتخابية محسومة نظريا؟

 

الأرقام السابقة تشير إلى أن الطنطاوي، الذي تحول انتخابه في الجولة الأولى إلى تظاهرة شبابية لدعمه، بعد أدائه اللافت في البرلمان الحالي، وتصنيفه كمعارض صلب، الأقرب لحصد أحد المقاعد في الدائرة، لكن تحالف منافسيه ضده بات يهدد موقفه.

قبل 4 أيام أعلن 3 مرشحين تحالفهم في جولة الإعادة ضد الطنطاوي تحت اسم تحالف “أجيال”، وهم: “مرشح حزب مستقبل وطن سيد شمس الدين، ومرشح حزب الوفد باسم حجازي، والمرشح المستقل ياسر منير”، في محاولة أخيرة لإقصاء طنطاوي من مقعده الحالي على غرار زملائه في ائتلاف “25/30”.

المرشح الناصري تحدث أنه واجه انتهاكات عديدة خلال الانتخابات، سواء في فترتي الدعاية أو التصويت في المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن الأماكن التي كان ينوي عقد مؤتمرات أو جلسات دعائية له كان يتم التعدي عليها وتحطميها.

وذكر أن منافسيه عقدوا مؤتمرا انتخابيا في فترة الصمت الانتخابي بدون أن يتعرض لهم أحد، أو يتم إدانتهم.

اقرأ أيضا:

انتخابات البرلمان.. آمال المعارضة في شبابها ولا تواجد لأحزابها

النائب هيثم الحريري يتوقع فشل قوائم المعارضة في “النواب”

انتخابات النواب في دمياط.. حظوظ ضياء الدين داوود

المنافسة بالنسبة لطنطاوي تختلف كثيرا عن زميله في ائتلاف “25/30” ضياء الدين داوود، الذي يخوض جولة الإعادة بالدائرة الأولي في دمياط، محققا تفوقا كبيرا في الجولة الأولى للانتخابات بفارق في عدد الأصوات يتجاوز الـ20 ألفا، إلا أن مرشح مستقبل وطن ما زال يكافح لإسقاطه من الصدارة.

داوود المرشح كـ”مستقل” في الانتخابات، حصد في الجولة الأولى أكثر من 43 ألف صوت، متفوقا على منافسه رجل الأعمال أيمن يوسف رخا مرشح مستقبل وطن، والذي حصد 22 ألفا، يليه المرشح المستقل ضياء بصل بـ21 ألف صوت، والمرشح ياسر أبو هندية “مستقل”، بـ14 ألفا.

الأوضاع بالنسبة لداوود تكاد تكون أكثر استقرارا وهدوءا، إلا أن منافسه مرشح مستقبل وطن يعمل جاهدا من أجل ضمان مقعد في المجلس الجديد في ظل الفارق البسيط مع منافسه ضياء بصل. إذ اتفق مع 6 من المرشحين الخاسرين بالجولة الأولى من أبناء مسقط رأسه “كفر البطيخ” على دعمه في جولة الإعادة، للظفر بالمقعد.

أكمل قرطام.. صراع البساتين ودار السلام

وفي الدائرة الثانية البساتين ودار السلام، يواجه رئيس حزب المحافظين النائب أكمل قرطام منافسة شديدة مع زميله في مجلس النواب علي عبد الونيس، في جولة الإعادة والتي تجرى خلال اليومين المقبلين. بعد أن استطاع قرطام الحصول على 24 ألف صوت في المرحلة الأولى بفارق 3 آلاف صوت عن عبد الونيس.

وفي ظل تقارب الأصوات بين الاثنين، يلاقي عبد الونيس دعمًا كبيرا من الفائزين من الجولة الأولى للانتخابات حشمت أبو حجر مرشح مستقبل وطن، وخالد عبد الحميد طنطاوي، إذ جرى اتفاق بتقديمها الدعم لعبد الونيس على حساب قرطام، بسبب بعض مواقفه السابقة في مجلس النواب، بحسب مصادر سياسية في الدائرة.

أكمل عارض التعديلات الدستورية التي مررها البرلمان للتصويت الشعبي، كما تصدى لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الخاصة بجزيرتي تيران وصنافير.

وكشفت المصادر عن عقد اجتماعات مع بعض رموز الدائرة خلال الفترة الماضية، للتأكيد على دعمهم لعضو مجلس النواب الحالي، خصوصا في ظل القدرة المالية للمتنافسين والتي بدت ظاهرة بشدة في المرحلة الأولى للانتخابات، والتي شهدت العديد من الانتهاكات وعمليات شراء الأصوات.

دعم عبد الغني في انتخابات النواب

وفي دائرة الزيتون، دائرة رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، زكريا عزمي، تجرى جولة الإعادة بين عضو تكتل “25/30” النائب محمد عبد الغني ومرشح حزب الشعب الجمهوري سيد عثمان سيد جاد المولى، بأسهم مرتفعة بعد أن لقي دعما كبيرا من منافسية الخاسرين خلال الجولة الأولى.

ففي وقت سابق، أعلن عضو مجلس النواب الحالي اللواء حاتم باشات دعمه مع عدد من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ لعبد الغني في جولة الإعادة على حساب عثمان، مشيرا إلى أنه تم عقد جلسة بين عضو تكتل “25/30″، والمرشحين للتأكيد على دعمم له، ومواجهة الانتهاكات التي حدثت في الجولة الأولى للانتخابات.

وأشار باشات في بيان عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، إلى أن الجلسة شهدت مناقشة ظاهرة المال السياسي في الدائرة، وكيفية مقاومتها والقضاء عليها، حتى تحتفظ الدائرة برونقها كواحدة من أهم الدوائر الانتخابية في محافظة القاهرة، مشيرين إلى دعمهم لعضو تكتل “25 /30”.

صحفي وشرطي ورياضي ووفدي.. معركة المحلة

وفي المحلة وتحديدا في الدائرة الرابعة، يشتد الصراع في جولة الإعادة بين مرشحي مستقبل وطن محمود الشامي وحامد الزعبلاوي، أصحاب الأصوات الأعلى 32168 صوتاً و21 ألف صوت على التوالي، يليهما مرشح حزب التجمع الصحفي أحمد بلال 18150 صوتا، ومشرح حزب الوفد محمد خليفة 13035 صوتا.

أحمد بلال
أحمد بلال

بلال يأمل في تضيق الفارق مع الزعبلاوي والظفر بالمقعد، متسلحا بالمساندة الكبيرة التي يلقاها من الشباب وأصحاب المعاشات في مدينة المحلة. خصوصا في ظل القوة المالية الكبيرة لمنافسيه في شراء أصوات على مسمع ومرأى الجميع”.

اقرأ أيضا:

دائرة المحلة.. صراع حزبي بين شركاء القائمة الوطنية

يؤكد بلال أن أصواته حقيقية تعبر عن مشروع يقف خلفه شباب يؤمن بالتغيير ويرفضون الإحباط واليأس، حسب قوله.

الصحفي بـ”المصري اليوم”، يرى أن فوزه في جولة الإعادة سيعتمد على التصويت العقابي ضد مرشحي حزب مستقبل الوطن كرد فعل على السياسات التي مورست في السنوات الأخيرة، والانتهاكات التي اتهم بها الحزب طوال الانتخابات البرلمانية. فضلا عن تقدمه بخطاب سياسي منحاز للطبقات الفقيرة ومناسب للمحلة الكبرى.

“أحلام شرقاوي”

وفي المنصورة، يأمل عضو التكتل أحمد الشرقاوي في تحسين ترتيبه والحفاظ على مقعده في مجلس النواب، إذ تصدر قائمة المرشحين في الجولة الأولى وحيد فودة مرشح مستقبل وطن بـ35 ألفًا، وأحمد الشرقاوي بـ25 ألفًا، وتلاه محمد البسيوني “مرشح الشعب الجمهوري بـ22 ألفًا ثم نبيل أبو وردة بـ13ألفًا و616 صوتًا.

النائب الحالي يحاول بشدة ضمان مقعده، خصوصا في ظل القدرة المالية الأكبر بالنسبة لمنافسية وتحديدا مرشحا مستقبل وطن والشعب الجمهوري، إلا أن عدم تمكنهم من الاتفاق على تكوين تحالف يقوي من قدرة شرقاوي على الفوز بالمعقد الثاني للدائرة، والذي لاقى دعما كبيرا من العالم المصري الدكتور محمد غنيم.

سمر فودة تواصل مغامراتها في انتخابات النواب

وفي مدينة نصر ومصر الجديدة، تصاعدت حدة المنافسة بين مرشحين الإعادة عمرو السنباطي وسمر فرج فودة، لحصد المقعد الثالث في الدائرة بعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم فوز محمد مصطفي السلاب وطارق شكري بالمقعدين الآخرين.

مرشح مستقبل وطن ورئيس مجلس إدارة نادى هليوبوليس عمرو السنباطي، يتلقى دعمًا كبيرا، من العديد من الشخصيات البارزة في مقدمتهم وزير قطاع الأعمال هشام توفيق، وعضو مجلس الشيوخ محمد المنزلاوي. لكن منافسته والتي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كعامل رئيسي في الدعاية الانتخابية اشتكت مرارا وتكرارا من استخدام السنباطي ممارسات وأساليب غير أخلاقية للفوز بالمقعد.

سمر فرج فودة
سمر فرج فودة

سمر فرج فودة أكدت في حديث مع “مصر 360″،  أنها على ثقة في حصد المعقد البرلماني رغم المنافسة غير الأخلاقية، وعدم وجود دعم مالي أو حزبي.

وبينت أن استغلال “حاجة المواطنين” كان أمرًا كارثيا بالنسبة لها خلال العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن الممارسات المخالفة للقانون التي قام بها مستقبل وطن “موثقة” بالصوت والصورة ومثبته بالمحاضر.