أطلقت مبادرة “حادي بادي” بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة، برنامج مصر النسخة العربية من حملة Save with Stories  العالمية تحت عنوان “قصصنا بالعربي” ضمن الحملة الوطنية للصحة النفسية، “حماية جيل وحمايتك أمانهم”.

وظهرت حملة Save with Stories  العالمية في مارس الماضي، من قبل الفنانتين الأمريكتين إيمي آدمز وجيفير جارنر.

وشارك في الحملة مئات الفنانين والمشاهير والأفراد بقراءة كتب الأطفال المفضلة لديهم، من أجل إلهام ودعم ملايين الأطفال حول العالم خاصة خلال فترة الحظر المنزلي.

تقول سارة حسن، مسؤول التواصل والإعلام بهيئة إنقاذ الطفولة، إن حملة “قصصنا بالعربي” تنفذها الهيئة بالتعاون مع مبادرة حادي بادي من خلال تقديم فيديوهات قراءة لقصص الأطفال بالعربي من قائمة الكتب المختارة للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت سارة حسن أنه تم التعاون مع مبادرة حادي بادي لتنفيذ الحملة بالنسخة العربية، من أجل المساهمة في توعية الأهالي بأهمية قراءة الكتب والقصص لأولادهم.

وأشارت إلى أن الحملة بعد مشاركة الفنانين والشخصيات المؤثرة سيتم الطلب من الأهالي المشاركة بقصصهم وتقديم فيديوهات، وهم يقرأون القصص لأطفالهم، وذلك بعد توجيه عدد من النصائح لهم، في كيفية القراءة للتأثير على المهارات الخاصة لديهم.

حادي بادي.. فرصة لتشجيع أطفالنا

 

“حادي بادي” مبادرة غير هادفة للربح، تأسست منذ عامين بفضل 4 سيدات مصريات هن: الدكتورة رنيم حسن والدكتورة هند عادل، وسهير أباظة، وميرندا بشارة.

تقدم مبادرة حادي بادي الدعم الفني للحملة في اختيار كتب الأطفال ذات الجودة والتواصل مع دور النشر وتقديم النصائح في القراءة التفاعلية والسرد القصصي.

وتقول ميرندا بشارة، أحد مؤسسي “حادي بادي”:  “اجتمعنا مع بعضنا لشغفنا بأدب الأطفال وإحساسنا بمدى أهميته ليكون أداة للتواصل مع الأطفال ومخاطبة الصحة النفسية عند الأطفال”.

وأضافت ميرندا أنهم تعاونوا مع هيئة إنقاذ الطفولة لتحويل الحملة العالمية إلى العربية، وتشجيع أطفالنا بصحبة الأهالي على القراءة.

الحمة دورها مراجعة كتب الأطفال لتسليط الضوء على تلك الصناعة بالتركيز على مصر، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة تفاعلية مع جهات مختلفة لها علاقة بأدب وثقافة الطفل بالعربي سواء داخل أو خارج مصر.

وعن المعايير المتبعة لمراجعة القصص، توضح بشارة أن المبادرة تراجع مدى ملائمة القصة للفئة العمرية المدون عليها من حيث المحتوى واللغة، والتناول البسيط والشيق، وملائمة الرسومات والإخراج الفني للقصة.

شخصيات مؤثرة تحكي القصص

شارك في الحملة حتى الآن 4 شخصيات مصرية وعربية مؤثرة لقراءة وحكي قصص للأطفال بالعربي عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وشاركت الإعلامية ريا أبي راشد، بقراءة قصة “بسيطة” باللغة العربية عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” بصحبة طفلتها، والتي تتحدث عن الفيل “فلافيل الأصيل” والذي يحب الهدوء والنوم. لكنه يحب مساعدة أصحابه.

وحرصت في نهاية قراءة القصة على توجيه رسالة لباقي الأمهات للقراءة لأولادهن.

كما حكى الكاتب المغربي الحسن بنمونة، قصة “رنين ترسم الكلام”، عن طفلة صغيرة تحاول أن تعبر عن نفسها بالرسم لأنها لا تستطيع الكلام، بنص يمزج بين الواقع والخيال، وقامت الفنانة يسرا اللوزي، بقراءتها ومشاركتها  مع متابعيها على “الفيس بوك وانستجرام”، في طريقة عذبة وشيقة.

أما الرحالة عمر سمره اختار حكي مغامرات “أمجد في أكون أو لا أكون”، بقلم ورسوم آلاء مرتضى والصادرة عن دار البلسم، مشيرا إلى إنه قرأها أكثر من مرة بسبب تشابهها لمسيرته في الإصرار للوصول إلى الحلم.

وبصحبة أطفالها، حكت الفنانة علا رشدي قصة “البطيخة” بأداء تمثيلي محفز للاستماع، من تأليف تغريد النجار ورسوم مايا فداوي، وذلك لحث الأطفال على تناول طعامهم الصحي.

محتوى القصص.. أهداف تربوية ونفسية

وتقول هند عبد السلام، أحد الأهالي المتابعين للمبادرة، إنها أقدمت على تصوير مقاطع لأطفال القرية بسوهاج وهي تقص عليهم قصص وروايات قصيرة، مشيرة إلى أن الفكرة أعجبتها لتحقيقها القرب الاجتماعي رغم التباعد بسبب جائحة كورونا.

هند، الحاصلة على ليسانس حقوق، وتدرس حاليا علم النفس، حولت غرفة في منزلها إلى مكتبة لحث أهالي قريتها بسوهاج على القراءة، نظرا لما تملكه من كتب وفيرة، وتعويضهم عن غياب المكتبات، حيث كانوا يتجمعون قبل “كورونا” كل جمعة للقراءة.

وبحسب هند، فإن محتوى القصص الذي يتناوله المبادرة هام جدا وشيق وله أهداف تربوية ونفسية.

أُنشئت منظمة أنقذوا الأطفال في 15 أبريل 1919 بلندن من أجل الدفاع عنهم وذلك من خلال تحسين أوضاعهم المعيشية عبر دعم التعليم وفرص الاقتصاد والاهتمام بالصحة، كما تقدم مساعدات طارئة أثناء وقوع الكوارث والحروب

بدأت الهيئة عملها في مصر منذ عام 1982، وتعمل في 20 محافظة مختلفة في القاهرة الكبرى والدلتا وصعيد مصر، ووصلت مباشرة في عام 2018 إلى أكثر من 800,000 طفل وعائلاتهم، بالإضافة إلى 5.5 مليون مستفيد بشكل غير مباشر.