أسفرت انتخابات جولة الإعادة للمرحلة الثانية بمجلس النواب عن انهيار تكتل 25-30، الذي اشتهر بدوره المعارض في المجلس الحالي. بعد الخسارة المفاجئة التي تلقاها عضو مجلس النواب الحالي أحمد الطنطاوي، ومحمد عبد الغني، بالإضافة إلى آخرين محسوبين على المعارضة مثل أكمل قرطام. في وقت استطاع آخرون وضع أقدامهم داخل المجلس بعد معارك كبيرة في دوائرهم.
خسارة المعارض
وفي مفاجأة كبيرة، بينت المؤشرات الأولية بجولة الإعادة بانتخابات مجلس النواب، بالدائرة الأولى بمحافظة كفر الشيخ، والتي تضم مركزي كفر الشيخ وقلين، عقب انتهاء فرز الأصوات، خسارة عضو تكتل “25/30” البرلماني النائب أحمد الطنطاوي بعد حصوله على ٥٣٥٢٩ صوتا، ليحتل المركز الأخير بعد تصدره الجولة الأولى للانتخابات.
وكشفت النتيجة الأولية نجاح سيد شمس الدين، مرشح حزب مستقبل وطن، بحصوله على ٧٣٧٩٥ صوتا، وباسم حجازي مرشح حزب الوفد ٦٣١٠٣ صوتا، وياسر منير مرشح حزب الشعب الجمهوري ٦٢٨٥٥ صوتا، فيما حصل محي القطان، مرشح آخر عن مستقبل وطن، على ٤٣٠٩٤ صوتا ومراد القطان مستقل على ٥٥٢٧٨ صوتا.
اقرأ أيضا:
هنا كفر الشيخ.. كيف تصنع معركة انتخابية محسومة نظريا؟
صدمة أنصار الطنطاوي
ومع إعلان اللجنة العامة للانتخابات بالدائرة الأولى، أطلق عضو مجلس النواب الحالي ووزير القوى العاملة السابق كمال أبو عيطة، العديد من الاتهامات بشأن النتيجة النهائية للانتخابات، مشيرين إلى وجود أخطاء في جمع الأعداد في محاضر الفرز الذين حصلوا عليها، على غرار الاتهامات التي أطلقها مرشح العمرانية في محافظة الجيزة النائب محمد فؤاد
وطالب طنطاوي بإعادة النظر في النتائج النهائية نظرا لوجود اختلافات شديدة بين الأرقام التي حصل عليها في محاضر اللجان الفرعية، وبين ما أعلنته اللجنة العامة.
وأضاف أبوعيطة، المساند للمرشح الخاسر، في مقطع فيديو عقب إعلان النتيجة، موجها حديثه إلى رئيس اللجنة العامة: “من واقع بيانات اللجان، هناك اختلاف بين الأرقام التي سمعناها الآن وبين الأرقام التي حصلنا عليها من المستشارين باللجان، هناك اختلاف كبير”، مردفا: “تحدثت معك وقلت لنا احصلوا على النتائج شفاهة أو مكتوبة من القضاة واحتراما منا لكم نطالب بإعادة النظر، هذه ليست الأرقام التي حصلنا عليها، ولا علاقة لها بما حصلنا عليه من أرقام، أرجو إعادة النظر قبل أن ينفض هذا الجمع”.
وأردف: “لا نشكك في أحد، لكني أعتقد أن هناك خطأ مادي.. هذا آخر إشراف قضائي، ونحن حريصون على أن نقسم لأولادنا أن في مصر قضاء نزي”. وفي حين استمرت الاعتراضات على ما حدث في الفرز، غادرت اللجنة المشرفة على الانتخابات المقر فيما بقي المرشح وعدد من أنصاره.
وألمح حمدين صباحي، مؤسس حزب الكرامة، إلى وجود نية لإسقاط الطنطاوي بسبب مواقفه الجريئة من الحكومة خلال فترة عمل المجلس، قائلا: “أحمد الطنطاوي نجح بأصوات الناس الشرفاء وأسقط بتزوير الأجهزة الفاسدة”.
الطنطاوي خاض جولة الإعادة مع 6 مرشحين بعد حصوله على أكثر من 44 ألف صوت، ليتصدر القائمة بفارق تجاوز 10 آلاف صوت عن أقرب منافسيه. لكن الأيام الأخيرة للانتخابات شهدت تحالف الفائزين الثلاثة في جولة الإعادة تحت اسم تحالف “أجيال في محاولة لإقصاء طنطاوي من مقعده الحالي على غرار زملائه في ائتلاف “25/30”. وسط اتهامات من قبل المرشح الناصري بوجود انتهاكات عديدة خلال الانتخابات، سواء في فترتي الدعاية أو التصويت في المرحلة الأولى.
“داوود يعود بالوفد”
وفي كفر الشيخ أيضا، نجح مرشح حزب الوفد الكاتب الصحفي محمد عبد العليم داوود في الفوز بأحد مقاعد الدائرة الرابعة بالمحافظة، والعودة إلى أروقة مجلس النواب من جديد، بعد حصده 84 ألفًا و938 صوتًا، يليه المهندس عادل محمد النجار، والذي حصد 65 ألفًا و836 صوتًا، ومحمد سعد الصمودي، وحصد 61 ألفًا و907 أصوات.
الصحفي بجريدة الوفد، كان أحد الأسماء البارزة في مجلس النواب المصري، خلال دوراته السابقة سواء قبل أحداث ثوة 25 يناير 2011، أو داخل أروقة برلمان الإخوان عقب الثورة، إذ كان عضوا بمجلس الشعب في الفترة من عام 2000 إلى 2012.
نجاح متوقع لضياء الدين داوود في دمياط
وفي ظل الخسائر المتوالية لأعضاء تكتل “25/30″، نجح عضو التكتل ضياء الدين داوود في الحفاظ على مقعده داخل مجلس النواب، بعد أن حصد في جولة الإعادة في الدائرة الأولى بدمياط على ٦٠٢٤٧ صوتا، يليه ضياء بصل بعد حصوله على ٣٦١٧٠ صوتا، ليودع مرشح مستقبل وطن رجل الأعمال أيمن رخا بعد حصوله على ٣٥٠٩٧ صوتا، بينما حصل المرشح المستقل ياسر أبو هندية على ٢١٧٢٢ صوتا.
الأوضاع بالنسبة لداوود تختلف كثيرا عن زميله أحمد طنطاوي، إذ كانت أكثر هدوء واستقرارا، رغم محاولات منافسه مرشح مستقبل وطن الفوز بأحد مقاعد الدائرة. إذ اتفق مع 6 من المرشحين الخاسرين بالجولة الأولى من أبناء مسقط رأسه “كفر البطيخ” على دعمه في جولة الإعادة، للظفر بالمقعد.
انضمام معارض جديد ..المحلة تبتسم لبلال
وفي المحلة، وتحديدا في الدائرة الرابعة، نجح مرشح حزب التجمع الصحفي أحمد بلال في الفوز بمقعد مجلس النواب بعد حصوله على 22 ألفا و583 صوتا، في المركز الثاني بعد مرشح حزب مستقبل وطن محمود الشامي والذي حصد 48 ألفا و911 صوتا.
بلال نجح في حصد المركز الثاني متفوقا على مرشح حزب مستقبل وطن حامد الزعبلاوي، والذي حصد 19 ألفا و257 صوتا، متسلحا بالمساندة الكبيرة التي يلقاها من الشباب وأصحاب المعاشات في مدينة المحلة، خصوصا في ظل القوة المالية الكبيرة لمنافسيه في شراء أصوات على مسمع ومرأى الجميع”، بحسب تصريحاته.
وسجل بلال عددا من مقاطع الفيديو اتهم فيها منافسيه بتقديم الرشاوي الانتخابية للحصول على أصوات الناخبين، قبل أن يعلن لاحقا القبض على عدد من المتورطين من أنصار المرشحين في توزيع الرشاوي الانتخابية.
وكانت نتيجة الجولة الأولى، كالتالي: “الشامي 32168 صوتاً، والزعبلاوي، و21 ألف صوت، بلال 18150 صوتا، ومرشح حزب الوفد محمد خليفة 13035 صوتا”.
بلال نجح في محاولته الثانية بعدما خسر رهانه الأول في انتخابات 2015. حيث أكد في تصريحات سابقة معنا أن تجربته الأولى أكسبته نضجا وخبرة كانتا سببا مباشرا في فوزه بمقعد المحلة هذه المرة.
اقرأ أيضا:
لماذا خسر هيثم الحريري مقعده في البرلمان؟
شباب المعارضة في جولات إعادة ساخنة.. والمشاهير خارج السباق
“انتصار الشرقاوي”
وأفلت عضو مجلس النواب الحالي أحمد الشرقاوي، من المقصلة التي أطاحت بزملائه في تكتل “25/30” خارج أروقة مجلس النواب، ليتمكن من حصد المركز الثاني في الدائرة الأولي ببندر المنصورة بـ27 ألفا و735 صوتا، خلف مرشح مستقبل وطن وحيد رمضان فودي والذي حصل على 35 ألف و241 صوتا.
ونجح شرقاوي في الحفاظ على مقعده رغم المنافسة الشديدة مع مرشح حزب الشعب الجمهوري محمد محمد السيد البسيوني والذي حصد 23 ألفا و362 صوتا، نبيل الدسوقي إبراهيم أبو وردة، بـ27 ألفا و210 صوتا.
أكمل قرطام خارج الخدمة
وفي الدائرة الثانية البساتين ودار السلام في محافظة القاهرة، خسر رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، مقعده في مجلس النواب، بعد منافسة شديدة مع زميله في المجلس علي عبد الونيس، في جولة الإعادة. إذ حصد عبد الونيس 15323 صوتا، فيما حصل قرطام علي 9421.
ولاقى عبد الونيس دعمًا كبيرا من الفائزين من الجولة الأولى للانتخابات حشمت أبو حجر مرشح مستقبل وطن، وخالد عبد الحميد طنطاوي، إذ جرى اتفاق بتقديمها الدعم لعبد الونيس على حساب قرطام، بسبب بعض مواقفه السابقة في مجلس النواب، بحسب مصادر سياسية في الدائرة.
وسلط حزب المحافظين الضوء على تحكم المال السياسي في العملية الانتخابية الحالية مما أدى إلى إقصاء المعارضين تباعا.
انهيار تكتل 25-30.. وداع عبد الغني
وودع عضو تكتل 25-30 النائب محمد عبد الغني، السباق الانتخابي في جولة الإعادة، بعد خسارته بدائرة الزيتون والأميرية بمحافظة القاهرة، أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري سيد عثمان سيد جاد المولى، رغم الدعم الذي تلقاه من منافسيه الخاسرين في الجولة الأولى للانتخابات.
في وقت سابق، أعلن عضو مجلس النواب الحالي اللواء حاتم باشات دعمه مع عدد من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ لعبد الغني في جولة الإعادة على حساب عثمان، مشيرا إلى أنه تم عقد جلسة بين عضو تكتل “25/30″، والمرشحين للتأكيد على دعمم له، ومواجهة ظاهرة المال السياسي التي حدثت في الجولة الأولى للانتخابات.
وبذلك، لم يتبق من نواب التكتل المعارض في البرلمان المقبل، سوى أحمد الشرقاوي وضياء الدين داوود بعد خسارة جميع نواب التكتل في انتخابات مجلس النواب عبر مرحلتيها، أبرزهم هيثم الحريري وأحمد الطنطاوي ومحمد عبد الغني وطلعت خليل.