“أملأ وقتي بالتواجد في البيت أو القراءة أو اللعب مع أصدقائي أو مشاهدة شيئ ما، وليس متابعة كل ما يُكتب عني وعن مستواي في “السوشيال ميديا، فأنا أعلم كيف هو مستواي وما الذي ينقصني، وهذا هو الفارق بيني وبين أي شخص آخر في مصر، فالناس في مصر ضعيفة على المستوى الذهني بجانب أنهم لا يحبون التعلم، بل يظنون أنهم يعرفون كل شيئ”. جانب من مينتالتي محمد صلاح التي وضعته في مكانة فريدة عن باقي لاعبي كرة القدم في مصر.

في مارس 2019، أثار محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي، موجة من الانتقادات عندما اعتبر نفسه أنجح لاعب عربي وأفريقي على مر التاريخ، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل قال عن اللاعبين المصريين بأن لديهم ضعف على المستوى الذهني، وهي التصريحات التي تسببت في موجة غضب كبيرة ضد “مو”

 

 

لكن وعلى مدار سنوات بعد ذلك أثبت محمد صلاح صدق تصريحاته، فاليوم ما يزال متربعًا على عرش الدوري الإنجليزي، وبين أهم لاعبي العالم، بينما عدد كبير من أبناء جيله ممن كانوا افضل أو أكثر نجومية منه اختفوا أو ضلوا طريقهم.

محمد صلاح عنده مينتالتي

يرى صلاح أن أزمة اللاعب المصري تتمثل في القوة الذهنية وكيفية التعامل مع الضغوط وعدم ترك أي شيئ خارج الملعب يؤثر عليه وعلى طموحه وأهدافه.

بدأ نجم ليفربول لاعبًا عاديًا في صفوف نادي المقاولون العرب ومنه انطلق إلى الدوري السويسري ليلعب مع بازل أولى مراحله الأوروبية، الفريق الذي  انطلق منه إلى أقوى دوري في العالم البريميرليج ليلعب تحت قيادة مورينيو ضمن فريق البلوز، تجربة لم تكلل بالنجاح ليترك بلاد الإنجليز متجها لبلاد الطليان.

البعض اعتبر أن انتقال صلاح إلى إيطاليا أشبه بطي صفحة نجم تعلقت فيه آمال المصريين في التواجد ضمن أكبر فرق الدوري الإنجليزي.

 في فيورنتينا، انطلق مو في رحلة خاصة لينتقل منه إلى فريق روما الإيطالي وينجح في تحقيق ذاته ليعود مرة اخرى إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة الريدز.

اقرأ أيضا:

“سحر الفراعنة”.. الملك صلاح “رمسيس” يعيد ليفربول إلى عرش الكرة الإنجليزية

خلال الموسم الأول للفرعون المصري مع ليفربول الإنجليزي، حطم كل الأرقام القياسية، أعلن عن ميلاد نجم جديد عربي أفريقي في أراضي الإنجليز.

مسيرة امتدت لثماني سنوات، فضل صلاح خلالها أن يكون رحال يتنقل بين البلدان ليحفر تاريخا خاصا لنفسه

رفقاء محمد صلاح.. أين ذهب جيل منتخب الشباب 2011؟

كان عام 2011 موعد أفول نجم جيل كبير حقق إنجازات عديدة مرتديا تي شيرت منتخب مصر، ليسلم الراية لجيل جديد توسم المهتمون بعالم كرة القدم أملا كبيرا في مواصلة مسيرة الجيل الذهبي لمنتخب مصر حاصد بطول إفريقيا ثلاث مرات متتالية.

ضم منتخب الشباب في ذلك الوقت مجموعة من أبرز أبناء الجيل الجديد، (محمد صلاح، محمد النني، صالح جمعة، عمرو جابر، محمد إبراهيم، أحمد حجازي، محمد حمدي زكي، محمود نبيل مانجا) وغيرهم. 

تعلقت الآمال والطموحات بالفريق الشاب، ظن النقاد والعاملون بمجال كرة القدم أن هذا الجيل سيكون بمثابة استكمال لجيل حقق المستحيل، فهناك لاعبون صغار يمتلكون كافة مقومات النجاح ومطلوبين في أندية أوروبا. لكن السنين وحدها قادرة على الحكم!

لنسأل أنفسنا: أين ذهب رفقاء صلاح في منتخب مصر الشباب؟الح جمعة.. الفتى الضال

نجوم منتخب الشباب| صالح جمعة.. الفتى الضال

رافق صالح جمعة، لاعب نادي سيراميكا كليوباترا الحالي، نجم ليفربول محمد صلاح في مونديال الشباب كولمبيا 2011.

ظهر  جمعة بمستوى كبير مما دفع أندية أوروبا بسرعة خطفه وضمه، فظهر أندرلخت البلجيكي وبروسيا دورتموند الألماني، وبدأت العروض تنهال عليه. 

كشافو الأندية الأوروبية رأوا في جمعة صانع الألعاب القادر على صنع الفارق، فانتقل  إلى فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي إلا أن التجربة لم تكلل بالنجاح ثم انضم إلى إنبي الذي نشأ بين ناشئيه.

عاد جمعة إلى مصر سريعا، ليلعب ضمن صفوف فريق النادي الأهلي، فرصة تلو الآخر يهدرها صالح جمعة دون ندم أو وعد على عدم تكرار فعلته، أهدر جمعة كل الفرص، لم ينجح في أي اختبار فضل المكوث على دكة البدلاء دون مقاومة حالة السقوط.

لازم صالح الدكة لفترات طويلة في مسيرته مع النادي الأهلي، خلال تلك الفترة لاحقت الأزمات “الفتى الضال”، ما بين مشاجرات وقضايا مرورا بمحاولات إعادة للنجم إلى المستطيل الاخضر من جديد، إلا أن كل المحالاوت باءت بالفشل.

بعد محاولات استمرت لسنوات ووعود من جانب جمعة لم يوفي بها، وإعارة هنا وهناك، قرر المارد الأحمر الاستغناء عن اللاعب بشكلا ودي ليبدأ مسيرة جديدة مع نادي سيراميكا كليوباترا الحديث العهد بالدوري المصري الممتاز.

جيل منتخب الشباب| محمدإبراهيم..موهبة أتلفها عدم الالتزام

محمد إبراهيم واحد من نجوم منتخب الشباب، توقع الجميع له مستقبل باهر، يمتلك المهارة والموهبة المؤهلان للعب في أكبر الأندية، فهو خريج مدرسة الفن والهندسة نادي الزمالك العريق، كان كابتن ضياء السيد مدرب منتخب الشباب يرى في محمد إبراهيم أحد أفضل المواهب المصرية بل وحسب مقربون كان الفتى المدلل له وكان لدي ضياء السيد إبراهيم أفضل من صلاح في ذلك الوقت.

خاض إبراهيم تجربة احترافية متوسطة بصحبة نادي “ماريتمو” البرتغالي إلا أنه لم يستطع التأقلم في الدوري البرتغالي ليعود من جديد إلى الدوري المصري عبر نادي الزمالك.

خلال تلك الفترة دخل “إبراهيم” في الازمات والمناوشات واختلاق المشاكل مع المدربين والإدارة وتارة مع الجمهور، وتحول اللاعب الموهوب المتفرد إلى أسير للازمات والمشاكسات، مما زاد من الضغط الذهني الذي أثر بدوره على مستواه داخل المستطيل الأخضر، تدريجيا بدأ يخفت نجمه وينتقل من ناد إلى آخر ووصل به الأمر إلى نادي سيراميكا كليوباترا.

محمد حمدي زكي.. نجومية مبكرة 

كان محمد حمدي زكي، بالنسبة إلى ضياء السيد مدرب منتخب الشباب أنذاك، مهاجم مصر الأول وحمله مسئولية أن يكون المهاجم الأساسي لمنتخب مصر، وبالفعل أثبت جودته إلا أن جزء مفقودا أبعد “زكي” عن استكمال مسيرته بالشكل الذي توقعه الجمهور، ففشل مع الأهلي ولم يقدم ما يدفع المديرين الفنيين للاعتماد عليه.

انتقل حمدي من الاهلي لإنبي والاتحاد السكندري وسموحة، تنقل بين الكثير من الأندية دون أن يترك انطباعا يعيش في ذكريات الجمهور والمدربين في الوقت نفسه.

أحمد نبيل مانجا.. نجم الأهلي الصغير

لاعب منتخب الشباب الأكثر جودة بين آقرانه، قادر على خلق مساحات والتواجد في الوقت والموعد المحدد لتسجيل الأهداف، كان أيقونة جيل محمد صلاح في منتخب الشباب، لعب في مستوى كبير، انضم إلى الاهلي لكنه لم يجد لنفسه مساحة للتألق ليبدأ رحلة تجوال على الأندية المصرية ويضيع على نفسه فرصة الاحتراف وتحقيق ذاته في مستوى أعلى.

أحمد الشناوي.. أفضل حارس شاب في إفريقيا

كان احمد الشناوي أحد ابناء الجيل، رآه البعض بأنه الخليفة الأمثل لحراسة مرمى منتخب الفراعنة خلفا للحارس الاسطوري عصام الحضري، توقعات وصلت للعالمية، سيكون الأفضل وسيعوض الحضري بلا شك.

الشناوي أحد ناشئي النادي المصري، وانطلق من خلاله إلى منتخب الشباب وشارك أساسيا في المباريات وقدم مستوى رائع ليستحق عن جدارة جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، لينتقل من بوابة المصري إلى الزمالك.

قدم مستويات رائعة مع نادي الزمالك، وكان حارس منتخب مصر، كان له مستقبل باهر وفرصة لكتابة اسمه ضمن حراس المرمى الأساطير في الكرة المصرية، إلا أن شيئ ما حدث.

انتقل الشناوي من الزمالك إلى بيراميدز، وهناك فقد كل مقومات ودوافع النجاح، لا يلعب بشكل اساسي ويلازم دكة الاحتياط طوال الموسم، هبط مستواه بشكل كبير ولم يعد احمد الشناوي مصدر ثقة للمدرببين، فرط في موهبته وترك مستقبله المهني دون خطة واضحة، فتحول من حارس مصر الأول إلى شبح حارس مرمى لا يرى المستطيل الأخضر..  يرى البعض أن مسيرته انتهت بلا رجعة.

النني لاعبًا للأرسنال.. استثناء

ضم منتخب الشباب العديد من الأسماء التي استطاعت أن تنجح وتحقق المزيد من الانتصارات، فكان محمد النني واحدا من هذا الجيل، لكنه بدا واضحا أنه ينتمي لعقلية “صلاح”.

تعلم كيف يتخلص من الضغوط وأن يواصل مسيرته بنفس الحماس والحافز. 

انتقل النني برفقة صلاح إلى بازل السويسري ومنها إلى نادي أرسنال، لم تكن مسيرته عظيمة في الدوري الإنجليزي، تغيير مدربي الفريق جعله ملازما للدكة، ليبدأ تجربة جديدة بالإعارة إلى نادي بشكتاش التركي وهناك يضع حجر الأساس للعودة إلى الدوري الإنجليزي ضمن صفوف أرسنال تحت قيادة المدرب أرتيتا ليعود لاعبا أساسيا في العديد من المباريات. 

لم يبق من جيل شباب 2011 سوى من استطاع أن يتغلب على الصعاب ويواجه التحديات بثبات وذهن حاضر وهو ما حقق النجاح للثنائي المصري في الدوري الإنجليزي.