قبل 4 أعوام من الآن، كان مقررًا أن تخرج مكتبات “الكرامة” للنور لكنها ولأسباب لا يعلمها أصحابها ضلت الطريق لتقبع في غيابات الإغلاق بالشمع الأحمر، وما زال أصحابها يأملون في أن تخرج للنور مئات الكتب ليستمتع الأطفال بقرائتها.

مئات الكتب العلمية والتربوية، عشرات اللوحات التي تدخل البهجة على الأطفال، أحلام صغيرة بان يتحول المكان إلى مكتبة تساعد آلاف الأطفال على التعلم ونشر حب القراءة والثقافة بينهم، مشروع كبير لكن مع وقف التنفيذ.

وفي اليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يحتفل به العالم اليوم والذي يعتبر من أهم الانجازات الكبرى للأمم المتحدة، كما إنه اليوم التقليدي لإعلان جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، وكذلك جائزة نوبل في السلام، لاتزال مكتبات “الكرامة” مغلقة.

اقرأ أيضًا:المجتمع المدني في مصر.. خسائر للاقتصاد و”السمعة” بسبب التضييق

4 سنوات على غلق المكتبات

مكتبات “الكرامة” مثلما أسماها مؤسسها المحامي الحقوقي جمال عيد، والتي مثلت قيمة جائزة “المدافع عن الكرامة الإنسانية” والتي حصل عليها من مؤسسة “الكرامة الإنسانية” الألمانية عام 2011، فضلاً عن تبرعات الأهالي العينية من الكتب والأدوات المكتبية، وتم إنشاء أول أفرع لها في مايو 2012 ، تلاها افتتاح خمس مكتبات أخرى في طرة، وبولاق الدكرور، والخانكة، والزقازيق، وعين الصيرة.

وبعد 4 سنوات من الغلق، والتي بدأت في ديسمبر 2016 شنت قوات الأمن للمكتبات الستة وتشميعها، دون قرار قضائي، يقف الحقوقي جمال عيد باحثا عن وسيلة لإعادة فتح مكتبات مرة أخرى، والتي كانت تخدم حوالي 260 ألف من أهالي وشباب وأطفال الأحياء الشعبية المحرومين من الخدمات، ولاسيما الخدمات التعليمية والثقافية.

الدولة أغلقت أغلقت 43 مكتبة.

من جانبه قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومؤسس مكتبات “الكرامة”، إنه نجح خلال الأيام الماضية في الحصول على مجموعة من الكتب والأدوات المكتبية كان متحفظا عليها، وتم التبرع بها لـ 6 مكتبات تتبع مبادرات فردية، لكن مازال هناك أكثر من 15 ألف كتاب معطل.

وأضاف جمال عيد أن 260 ألف استفادوا من المكتبات الكرامة الستة، لكن الدولة التي شيدت 26 سجن في 9 سنوات هي من أغلقت 43 مكتبة، 37 منها يتبع مكتبة ألف و 6 مكتبات للكرامة.

اقرأ أيضًا:“مكتبات مصر العامة”.. كنز ثقافي خارج اهتمام المصريين

إجراء قانوني.. من حقك أن تلجأ للمحكمة

“من حقك أن تعود إلى المحكمة لفتح المكتبات بأمر من المحكمة والحكم ملزم لي ولوزير الداخلية ” كانت تلك إجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تساؤل جمال عيد حول سبب إغلاق مكتبات الكرامة خلال جلسة “اسأل الرئيس”.

وأوضح السيسي، في كلمته على هامش المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية في 2017.”: أن سبب الإغلاق إجراء قانوني، ومحدش يقدر يتدخل في القضاء”.

وعن إمكانية التقدم بطلب إلى المحكمة، يقول جمال عيد لـ “مصر 360″، :”لكي تذهب للقضاء يجب أن تملك أوراق تثبت الفعل، فالغلق كان بأوامر وإجراءات بوليسية”.

وأِشار إلى إنه تقدم ببلاغات بشأن الاعتداءات المتكررة التي لاحقت به وبعد بدأ التحقيقات كانت تتوقف بدون أسباب منطقية وتتجدد بفعل التليفون- وفقا لجمال.

لن نفقد الأمل في إعادة فتح المكتبات

يذكر أن مكتبات الكرامة فكرة ومشروع تبناها مواطنين وكتّاب ومثقفون، وانهالت التبرعات على المكتبات من كل اتجاه بحيث تحولت فكرة إنشاء ثلاثة مكتبات عامة إلى ستة.

وكانت تلقت المكتبات أكثر من 10 آلاف كتاب هدية وتبرع، فضلا عن أدوات مكتبة، لاسيما وأن المكتبة كانت تحرص على استقلاليتها بالابتعاد عن أي نشاط سياسي وديني وحزبي، بحسب الشبكة العربية.

ويتابع جمال عيد تصريحاته :”لم يشفع لنا ذلك وكان الانتقام المتمثل في الاغلاق، حتى إن بعض رجال الشرطة كان حزينين من إغلاقها حيث يستفيد منها أبنائهم، لكن من يستطيع أن يرفض إجراءات الأمن الوطني في مصر”.

وقال عيد، أثق في تحصل مصر على استقلال القضاء يوما ما، ويتم فتح المكتبات مرة أخرى، ولم ولن نفقد الأمل في إعادة فتح المكتبات مرة أخرى، لقد كانت إحدى أهم المبادرات الشعبية وشعاع نور في واقع مظلم، فليس قدر مصر أن تعيش وتحيا في ظلام القمع، ستفتح المكتبات مرة أخرى، إن عاجلا أو آجلا”.