نفذت السلطات الإيرانية، السبت، حكم الإعدام في الصحفي المعارض روح الله زم، بتهمة “الفساد في الأرض” وذلك بعد أشهر من إعلان الحرس الثوري الإيراني اعتقاله في ظروف غامضة.
“روح الله” ليس الأول ولن يكون الأخير
تحت مُسمى ولفظة مطاطة وغير محكمة تطلق السلطات الإيرانية اتهامات للصحفيين تحت عنوان كبير “الفساد في الأرض”، نفذت السلطات الإيرانية برعاية ودعم من الحرس الثوري الإيراني أحكام الإعدام بحق الكثير.
و”الفساد في الأرض” عنوان كبير لجرم كشف الحقيقة أمام الجمهور، اعتادت “إيران” اتخاذ تلك التهمة كذريعة للتضييق على الصحفيين وإلقاء القبض عليهم وإلقائهم في السجون دون الاكتراث لردود أفعال دولية مهتمة بحقوق الإنسان.
من جانبها، أعربت مجموعة من الخبراء الصحفيين الدوليين في هئية الأمم المتحدة عن قلقها بشأن وضع الصحفيين في دولة إيران، من خلال استهداف السلطات الإيرانية لبعض الصحفييين سواء المحليين أو الدوليين وعائلاتهم من قِبل الحكومة والسلطات الإيرانية، وهذا هلى خلفية مضايقات تعرض لها مجموعة من صحفيين البي بي سي وبعض الصحف العالمية لمضايقات أثناء تغطية تظاهرات العام 2019 في العاصمة طهران.
860 صحفي تحت وطأة الاستبداد
حسب منظمة “مراسلون بلا حدود“، فإنه نحو عن 860 صحفياً وصحفياً تعرضوا للاعتقال او لااحتجاز القانوني دون وجه حق، فيما نفذ حكم الإعدام بحق عدد منهم في الفترة ما بين 1979 و2019.
وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، ان المنظمة حصلت على ملفات سرية ضمت ملايين البيانات التي تفضح النظام الإيراني وتكشف زيف ادعاءاته عن عدم وجود اي سجناء صحفيين او سياسيين في سجون إيران.
يأتي تعنت إيران ضد الصحفيين كحلقة صغيرة ضمن محاولات النظام الإيراني احكام سيطرته على الدولة بكل قوة ممكن ودون اعتبار لحقوق الإنسان والادانات الدولية، إذ تكثف السلطات من حملات الاعتقال والاختطاف والاستدراج بحق الصحفيين فضلا عن تعرضهم للتعذيب والتنكيل داخل السجون.
اقرأ أيضًا : “يهود إيران”.. الأقلية الأرقى والأوفر حظًا في الجمهورية الإسلامية
في وقت سابق، وجهت السلطات الإيرانية اتهامات إلى الصحفي مسعود كاظمي بنشر أخبار كاذبة وتعمده نشر تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر تؤجج الجماهير ضد النظام الإيراني.
عرض كاظمي على المحكمة وفوجئ بهجوم القاضي محمد موغيسة على الصحفيين عامة، واحتقاره لأية محاولة من قبل العاملين في مجال الإعلام لإظهار الحقائق والإشارة إلى أوجه قصور النظام الحاكم في إيران.
ووجه موغيسة كلماته إلى الصحفي كاظمي خلال جلسته قائلا: “عليكم اللعنة، يجب ملء أفواهكم بالبارود وقطع ألسنتكم”.
13 منظمة حقوقية تدين النظام
في مطلع أكتوبر من العام الماضي، نددت مجموعة من المنظمات الحقوقية العالمية على رأسها هيومان رايتس ووتش ومنظمة حقوق الإنسان الإيرانية وعدد من المنظمات الأخرى، بالحملات الممنهجة التي تشنها السلطات الإيرانية ضدد جماعات المعارضين والصحفيين داخل وخارج البلاد.
وذكر البيان، في أحد بنوده، أن حوالي 13 منظمة حقوقية أعربت عن قلقها بشأن التدابير الأمنية التي تتخذ ضد المعارضين لإسكات اصواتهم داخل البلاد وأيضا خارجها.
ولفتت المنظمات الحقوقية إلى أن القمع لم يطل الصحفيين في الداخل فقط فالصحفي في حال كان يعيش خارج الحدود لاإيرانيه، فإن النظام يتوجه إلى عائلته واقاربه ويلاحقهم أمنيا دون سند قانوني.
اعتقال شقيق الصحفية مسيح علي نجاد
في الخامس من ديسمبر عام 2019، أعلنت الصحفية الإيرانية المعارضة والناشطة في مجال حقوق المرأة مسيح علي نجاد، أنها بصدد رفع دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية الأمريكية ضد السلطات الإيرانية القضائية، على خلفية قيام الحرس الثوري الإيراني باعتقال أخيها الأكبر مدة شهرين وتهديدهم لوالدتها بأن أمر الاعتقال سيطالها هي الآخرى.
“ذنبه إنه شقيقي” هذه الكلمات المقتضبة قالتها مسيح في إحدى تصريحاتها الصحفية بعدما تم إعلامها باعتقال أخيها، لم يقف الامر عند هذا الحد إذ كشفت أن الحرس الثوري الإيراني استجوب والدتها ذات السبعين عامًا لمدة ست ساعات هذا لأنها هاتفتها وتحدثتا سويًا.
اعتقال صحفي إيراني.. والتهمة «كاريكاتير»
في الثالث من منتصف شهر نوفمبر من العام 2015، ألقت السلطات الإيرانية القبض على الصحفي ورسام الكاريكاتير المعارض “هادي حيدري”، بعد أن دأب على رسم مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية التي تكشف الكيفية التي يتعامل بها النظام الإيراني مع حرية التعبير في البلاد عبر صحيفة “شهروند” الإيرانية المعارضة.
ودون إنذار مسبق، ألقت السلطات الإيرانية القبض على رسام الكاريكاتير حيدري، والإلقاء به في المعتقل دون توجيه أية تهمة واضحة، وعلى الفور كان القضاء مساندا لكافة خطوات السلطات الإيرانية وراحت لاتخاذ إجراء رادع بحق الصحفي حتى لا يتجرأ غيره على فعلته، وبالفعل تم الحكم عليه بالسجن والإيداع في سجن “أفرين” في العاصمة طهران.
رجل فقد نصف وجهه
في شهر سبتمبر من عام 2017، خرج الاتحاد الدولي للصحفيين ببيان رسمي يدين فيه التعامل الإيراني مع الصحفي الإيراني الرضا رجائي الذي يبلغ من العمر 54 عامًا والذي خرج من السجون الإيرانية بعد اعتقال دام لأربعة سنوات بتهمة تهديد أمن الدولة الإيراني القومي، في أكتوبر 2015، حيث تدهورت حالة هذا الرجل داخل السجن وأصيب بالسرطان كما لم تتعامل معه السلطات بطريقة طبية سلامة الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية أدت إلى تفاقم الأزمة وخضوعه لجلسات العلاج بالليزر التي أفقدته عينه ونصف وجهه الأيمن.
ويعد هذا الرجل الخمسيني والصحفي الإيراني المخضرم من أبرز الكتاب والصحفيين الإيرانيين والذي عمل في أربعة صحف إيرانية معارضة كبرى، وانضم لتحالف ديني يوصف داخل الدولة بأنه “محظورًا” وكان عضوًا في البرمان الإيراني في العام 1999.
وفي التقرير الذي قدمه الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد تم التأكيد على أن القضاء الإيراني هو المسئول الأول عن ما حدث مع هذا الصحفي المعارض، فحين تدهرت حالته الصحية داخل السجن لم يتم عرضه على الأطباء المختصصين بالرغم من أنه طالب كثيرًا بأن يتعامل معه أطباء السجن بشيء من الدقة. الأمر الذي وصفه رئيس الاتحاد “أنتوني بلانجر” بالانتهاك الصارخ وغير المقبول لحقوق الصحفيين والمعارضين الإيرانيين.