لست وحدك يا أوزيل.. ذلك ما يمكن أن يقال خلال الفترة القادمة بعد الموقف الحاسم والقوي للنجم الفرنسي وبطل كأس العالم ولاعب برشلونة الإسباني أنطوان جريزمان، الذي هاجم الصين بسبب مسلمي الإيجور. كما قرر وضع حدًا لشراكته مع “هواوي” العملاق الصيني بسبب شكوك حول مشاركة شركة الاتصالات الصينية في مراقبة مسلمي الإيجور.

وقال جريزمان، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”: “بعد شكوك قوية بأن هواوي ساهمت في تطوير برنامج “تنبيه الإيجور” من خلال استخدام تقنية التعرف على الوجه، أعلن فسخ شراكتي مع الشركة، وإنني أنتهز الفرصة ليس فقط لدعوة هواوي لإنكار تلك التهم ولكن لإدانة ذلك الاضطهاد الجماعي واستخدام نفوذها في المساهمة في احترام حقوق الرجال والنساء في جميع أنحاء المجتمع”.

البداية كانت عندما أشارت شركة أبحاث المراقبة “IPVM” الأمريكية إلى أن الشركة الصينية تستخدم تقنية التعرف على الوجه لتحديد أماكن تواجد الإيجور وإرسال البيانات للشرطة الصينية، التي تعرضت لانتقادات دولية سبب سياستها في إقليم شينجيانج الغني بالموارد.

اتهامات واضحة للشركة الصينية

واتُهمت الشركة الصينية في الماضي بإدخال برامج التعرف على الوجه للتعرف على الأشخاص، ذوي المظهر الإيغوري وإبلاغ السلطات الصينية عنهم من أجل تعقبهم، وكشفت تقارير في وقت سابق أن شركة هواوي للتكنولوجيا اختبرت برمجيات التعرف على الوجه، التي يمكن أن ترسل “إنذارات الإيغور” إلى السلطات الحكومية.

وأضافت التقارير إن نظام التعرف على الوجه يمكن أن يطلق ”إنذار الإيحور”، مما يثير مخاوف من أن البرنامج قد يساعد في تأجيج حملة الصين على الأقلية المسلمة هناك.

ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن مثل هذه التكنولوجيا اكتسبت في السنوات الأخيرة دورًا متزايدًا في أقسام الشرطة بالصين، لكن التقارير الأخيرة ألقت ضوءًا جديدًا على كيفية مساهمة هواوي، أكبر صانع لمعدات الاتصالات في العالم، في تطويرها أيضًا، من خلال توفير الخوادم والكاميرات والبنية التحتية للحوسبة السحابية وغيرها من الأدوات التي تدعم القوة التكنولوجية للأنظمة.

اقرأ أيضًا: اضطهاد مسلمي الإيغور.. فتش عن “طريق الحرير” والهيمنة الاقتصادية للصين

نجوم كرة القدم يدعمون القضية

إيمانًا منهم بقضية أقلية الإيجور المسلمة في إقليم شينجيانج، شارك عدد من نجوم كرة القدم العالميين في حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تضامناً مع الإيجور، أبرزهم الجناح الحالي في فيورنتينا وأيقونة بايرن ميونيخ فرانك ريبيري، ونجم نابولي كاليدو كوليبالي وعثمان ديمبيلي لاعب فريق برشلونة.

ريبيري، الذي خاض 81 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، شارك عبر حسابه كذلك من قبل “المربع السماوي” بجانب علامات التضامن مع قضية الإيجور، وكذلك اللاعب الدولي المالي المولود في فرنسا موسى ماريجا كتب بشكل صريح عن الوضع وقال إن “الملايين من مسلمي الإيغور محتجزون ويعذبون في معسكرات الاعتقال في الصين. ليس من أجل ما يفعلونه، ولكن من أجل هويتهم”.

كما وضع اللاعب الجزائري الدولي “الفرنسي المولد” رياض محرز نجم مانشستر سيتي، العلم على صفحته الشخصية على “فيس بوك” في دعم واضح لتلك القضية ومسلمي هذا الإقليم بالصين.

فيما كان اللاعب الدولي الألماني السابق “من أصول تركية” مسعود أوزيل نجم أرسنال الإنجليزي، قد دعا الإيجور إلى “مقاومة الاضطهاد” في ديسمبر الماضي.

وقال أوزيل إن أخطر ما قد يتعرض له الإنسان من إجرام هو طمس هويته الثقافية وتجريده من حق الوجود بإلغاء خصوصيته، لكنه منذ ذلك التوقيت تعرض لمضايقات كبيرة في أرسنال الذي يرتبط بشراكة مع عدد كبير من الشركات الصينية ووصل الأمر إلى تجميده.

كما لفت لاعب شنغهاي شينهوا السابق، السنغالي ديمبا با مهاجم باشاك شاهير التركي الحالي، الانتباه إلى شينجيانج وما يحدث في هذا الإقليم من اضطهاد للإيغور من قبل الصين خلال مقابلة سابقة مع بي بي سي.

اقرأ أيضًا: وثائق مسربة تكشف استهداف الإيغور بسبب الهوية الدينية

البرلمان الأوروبي يتدخل

السياسي الفرنسي رافائيل جلوكسمان الذي دخل البرلمان الأوروبي العام الماضي، قد بدأ حملة بهدف أن يكون “صوت الأشخاص الذين لا صوت لهم”، أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي دعماً لقضية الإيجور، وفضح ممارسات الصين بحقهم في إقليم شينجيانج، جلوكسمان شجع الناس على نشر مربع أزرق سماوي أي بألوان علم الإيغور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم في 1 أكتوبر، اليوم الوطني للصين.

جدير بالذكر أن حملات الإدانة الدولية للصين بسبب ما تقوم به ضد أقلية الإيغور في إقليم شينجيانج، لم تعد تقتصر على المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية، بل انضم إلى تلك الحملات الدولية إضافة إلى السياسيين والخبراء الدوليين والفنانين على مستوى العالم.

نجوم الرياضة البارزين الذين بدأوا بإطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، لزيادة الوعي بخصوص اضطهاد الصين لأقلية الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى في شينجيانج.

ليست المرة الأولى لجريزمان

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها جريزمان مواقفه خارج كرة القدم علنا. إذ أبدى قبل شهر انزعاجه من تعدي شرطي فرنسي على رجل يعزف الموسيقى في الشارع ما دفع رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون للتأكيد إلى وجود ضرورة ملحة لإصلاح الشرطة في بلاده.