تعرض الكاتب الصحفي حسام السكري إلى حملة سلفية ممهنجة في الفترة الأخيرة لإغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بسبب منشوراته التي يطرح فيها قضايا تجديد الخطاب الديني. الحملة السلفية ليست وليدة الصدفة بل سبقها سجال بين السكري ومعارضيه من أنصار التيار الإسلامي.

السكري، الذي يدير صالون ثابت باسم “صالون السكري” كان دعا إلى عقد مناظرة حملت في طياتها مناقشة بين فريقبن أحدهما يرى ضرورة الالتزام بالنص، فيما يرى فريق آخر أن السياق التاريخي والاجتماعي تغير.

وبحسب السكري، قدم دعوة لعدد من الأصدقاء السلفيين خاصة جروب «سلفيو كويتا»، المعروفين بحضورهم في الأوساط العلمانية منذ ثورة 25 يناير،  إلا أنه فوجئ باعتذارهم عن خوض المواجهة.

وقال السكري في تدوينة له على فيسبوك: «اعتذر الأصدقاء من السلفيين الذين كان يفترض أن يأخذوا الجانب المقابل للطرح المقدم من  السيد الرحماني والدكتور عاصم حفني، ورغم نداءاتي المتكررة لهم دون استجابة».

وتابع: «نشرت الدعوة في جروب “سلفيو كوستا” الذي يضم ٧٥ ألف عضو بينهم كثيرون ممن يدعمون الطرح الداعي للالتزام بالنص القرآني “كما هو” باعتباره نصا عابرا للأزمان والأمكنة إلا أنني لم أتلق أي استجابة من أي شخص دارس ومتفقه يرى في نفسه القدرة على تقديم فكره والإجابة على الأسئلة المطروحة».

حملة سلفية لتكميم السكري

على الجانب الآخر، شنت مجموعات سلفية هجوما ضاريا على الكاتب المحسوب على التيار العلماني في مصر، رافضين طرح أي قضايا تخص الدين الإسلامي والفقه على الملأ محاولة تفنيد لأحكام سابقة لكبار الشيوخ حتى لو كانت في عصور ولت من مئات السنين. لذا عمدت بعض المجموعات السلفية على نشر تدوينات تطالب بتضافر جهود «الإخوة السلفية» من أجل غلق صفحة “الكاتب العلماني حسام السكري”.

وتتعرض حسابات السكري  على مواقع التواصل الاجتماعي منذ هذه الواقعةإلى حملة “ريبورتات” من أجل إغلاقها والالتفاف حول رفض المناظرة عن طريق إغلاق أي منافذ للنقاش حول مدى صلاحية أحكام سابقة في عصور سابقة ومجتمعات مختلفة ومدى اتساقها مع الوضع الحالي بما تشهده المجتمعات من تغييرات كبيرة وضخمة في الثقافة والتعاطي مع الأحكام الدينية والنصوص القرآنية.

وتحدث الكاتب في وقت سابق عن تعرض حسابه للحظر 3 مرات في وقائع تستلزم التفكير والمواجهة. فالمرة الأولى من حظره جاءت قبل أسابيع والسبب كان مدهش لأنه يرجع لواقعة مر عليها نحو 3 أعوام مرتبطة بمنشوره قام بنشره عام 2017 تحدث فيه عن الشيخ سالم عبد الجليل الذي كان يتقلد منصب في وزارة الأوقاف وأثناء أحد برامجه على قناة أزهري تحدث عن أسامة بن لادن ووصفه بالشهيد بالإضافة إلى تقديسه له ولأعماله باعتباره محاربًا للأمريكان، هذا الشخص المصنف على أنه زعيم لمنظمة إرهابية والبوست الذي تذكرته إدارة “فيسبوك” فجأة بعد مرور 3 سنوات كان يتحدث عن هذه الواقعة وتم وضع المنصة بعدها تحت الحظر لمدة شهر كامل.

اقرأ أيضا:

“ديمقراطية الوهم”.. سياسات “فيسبوك” تدعم التطرف وتقمع حرية الرأي

الغريب في هذه الواقعة هو تماهي إدارة الفيسبوك مع حسابات متشددة، بعكس ما هو مشاع أن الفيسبوك يتصدى في الأساس إلى الحسابات التي تنشر التطرف والترويج لأفكار متشددة في العالم بشكل عام، والمنطقة العربية خصوصا.

وتواجه شركات: فيسبوك، وجوجول، ويوتيوب، اتهامات حكومية بالتباطؤ الشديد في حذف المحتوى المتطرف على مواقعها على الإنترنت، ما دفع الحكومة البريطانية إلى التعامل مع هذا النوع من المحتوى من خلال أجهزتها.

وقال بن والاس، وزير الأمن البريطاني، إن شركات التكنولوجيا فشلت في تقديم المساعدة للحكومة في التصدي للمتطرفين عبر الإنترنت.

وأشار إلى أن سبب هذا الفشل هو أن الشركات لا تحذف المحتوى المتطرف بالسرعة المطلوبة وهي قادرة على ذلك.

فيسبوك يحذف تغريدة خالد صلاح عن الإخوان

السكري ليس استثناء، حيث عمد موقع الأزرق إلى حذف تدوينة للصحفي خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة اليوم السابع، هاجم خلالها جماعة الإخوان الإرهابية وكوادرها على خلفية شن هجوم يتهم بالعمالة لصالح الأجهزة الامنية تارة وخيرت الشاطر تارة أخرى.

وكتب صلاح عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تدوينة مهاجما فيها جماعة الإخوان الإرهابية قائلا: «أقسم بالله إنتو بقر.. طب اللي يفبرك يفبرك الاسم صح.. أسمي أهو يا عبيط منك ليه معاكوا جواز السفر نفسه.. مش أنتوا حطينه عشان لو حابينتعدلوا الفبركة الهبلة دي.. أعملوها صح طيب يخرب بيت الجهل.. وبعدين هو اليوم السابع كان موجود سنة 1999.. خرفان خرفان خرفان.. مش هنوقف فضحكم أبدا».

توكل كرمان.. ذراع الإخوان في الفيسبوك

لا يمكن تجاوز هذه المعلومات المتناثرة دون ربطها بالتحركات التنظيمية التي تحدث في هيئة إدارة الفيسبوك، وخصوصا بعد تعيين توكل كرمان، الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والمعروف عنها إنتمائها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ضمن مجلس الحكماء الجديد الذي يضم (رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة، وأستاذ كلية القانون بجامعة ستانفورد مايكل ماكونيل، وأستاذ بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا جمال جرين، وعميد كلية الحقوق في جامعة لوس أنديس كاتالينا بوتيرو مارينو).

وأوضح فيسبوك، في بيان له، أسباب تدشين مجلس حكماء قائلا: «مجلس الرقابة هو هيئة خارجية يمكن لأعضاء مجتمعنا الطعن فيها بشأن بعض أهم قرارات المحتوى التي نواجهها وأكثرها تحديًا».

موجة كبيرة من الانتقادات واجهت فيسبوك»عقب الإعلان عن ضم توكل كرمان ضمن مجلس الحكماء الجديد، إذ أبدى البعض تخوفه من غياب الحيادية في ظل تواجدها، وخاصة أنه معروف عنها انتمائها لجماعة الإخوان الإرهابية وتحريضها المستمر على الدول العربية ودعمها لقطر وتركيا على حساب المنطقة العربي.

اقرأ أيضا:

بعد اختيارها لمراقبته.. نشطاء يصفون توكل كرمان بدكتاتورة “فيس بوك”

مهام توكل كرمان في المنطقة

فور حالة الإستياء التي واجهت قرار تعيين «كرمان» وسيل التساؤلات حول دور مجلس الحكماء في إدارة التدوينات على الفيسبوك. خرجت توكل لتوضح مهام المجلس الاستشاري قائلة: «سيتخذ مجلس الإشراف قرارات نهائية ومُلزِمة حول ما إذا يجب السماح بمحتوى معيّن أو إزالته من فيسبوك وInstagram وسيراجع المجلس ما إذا كان المحتوى يتوافق مع معايير وقيم مجتمع فيسبوك وInstagram».

واستطردت: «هذا بالإضافة إلى تأييد دعم حرية التعبير في إطار المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وسنتخذ قرارات بناءً على هذه المبادئ والأثر على المستخدمين والمجتمع بغض النظر عن المصالح الاقتصادية أو السياسية لشركة فيسبوك أو سُمعتها. وينبغي أن تُنفذ فيسبوك قراراتنا ما لم ينتهك ذلك القانون».

تحركات قانونية مصرية ضد فيسبوك

ونظرت محكمة القضاء الإداري المصرية، اليوم الأحد، في دعوى ضد رئيس وأعضاء مجلس إدارة “فيسبوك”، مطالبة بضرورة العمل على حذف كافة مقاطع الفيديو والصفحات والتدوينات المسيئة للدولة المصرية وأجهزتها على خلفية شن صفحات الإخوان هجوما كبيرا ضد الدولة المصرية ممثلة في أجهزتها والعمل على تحريض المصريين ضدهم.

وتضمنت الدعوى القضائية التي تقدم بها طارق محمود المحامى بالنقض والدستورية العليا، مطالبة بضرورة العمل على إلغاء القرارات الصادرة بحذف الصفحات والمجموعات الداعمة للدولة المصرية ومؤسساتها، والاصطفاف الوطني.

وأشارت الدعوى إلى تعمد إدارة فيسبوك، نشر مقاطع مصورة تحرض على الدولة المصرية ومؤسساتها، تمول من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها في سبيل مواصلة مهاجمتهم للدولة المصرية ومؤسساتها ومحاولة زعزعة الاستقرار.

تدير الشركة هذه المعركة بذكاء شديد، حيث تجدها في أوقات تحذف حسابات وهمية تابعة للإخوان المسلمين، وفي أوقات أخرى تحذف حسابات لشركات تنشر محتوى داعم للإمارات والسعودية ومصر، بجانب توجيه انتقادات لكل من قطر وتركيا وإيران، والحركة الانفصالية في اليمن، بهدف إعطاء صبغة أن الشركة لا تكيل بمكيالين في موقفها من الجانب المصري ومعارضه من الجانب القطري.