بعد 12 عامًا، وجه الداعية مصطفى حسني اعتذارًا للنساء عن مقطع فيديو له، مذاع عبر قناة اقرأ، يتحدث فيه عن الحجاب ومواصفات الزي الشرعي، وصفه قطاع واسع بـ”المسيء للمرأة”.

وفي مقطع فيديو لا يتجاوز أربع دقائق، ظهر حسني، أمس الأحد، معتذرًا عن فيديو الحجاب، قائلًا: “أوجه اعتذاري لكل بنت وشاب، ولكل من استاء من الفيديو”، موضحًا: “كنت أتحدث خلاله عن فريضة الحجاب، وعرضت بعض أقول العلماء من القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم انتقلت لمواصفات الحجاب الشرعي”، مضيفًا: “كانت نيتي أن أحسن في الشرح، فأحضرت ملابس من الموضة التي كانت موجودة وقتها، وكنت أشير بعصا إلى ما هو شرعي وما هو غير شرعي، وحقيقي لم أكن موفقًا في طريقة الشرح”.

خلال عرض مقطع الفيديو في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دافع بعض المعلقين عن فيديو الحجاب الذي يعتذر عنه حسني، ليعلق عليهم حسني: “لا يا شباب، صحيح أن الحجاب فريضة، لكن انتقاء أكثر طريقة رحيمة فريضة، وأكثر طريقة بها ذوق ورقي فريضة، والابتعاد التام وأنت تدل الناس على الله بدون ما يدفع للسخرية فريضة”.

بعد 12 عامًا.. مصطفى حسني يعتذر عن فيديو الحجاب

قبل نحو 12 عام، ظهر مصطفى حسني، الداعية الشاب، النجم وقتها، في برنامج له على قناة اقرأ، للحديث عن “فريضة الحجاب”، بعرض مجموعة مانيكانات (دمى عرض ملابس) مرتدية أزياء مختلفة، استخدمها لـ”شرح الزي الشرعي للمرأة”.

اقرأ أيضًا: الحجاب.. قيد الشكل.. حق المرأة

بعد سنوات من الحلقة، عادة الفيديو للانتشار مجددًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبًا بانتقادات لحسني وطريقته التي وصفها الكثيرون بـ”المسيئة للمرأة”.

ثم بعد 12 عامًا، توجه حسني بالاعتذار للجمهور “كل بنت وشاب”، على ما تسببت فيه الحلقة من استياء، مقرًا بأنه “لم يكن موفقًا في طريقة الشرح”.

https://www.youtube.com/watch?v=3bSSVAkFWfw&feature=emb_logo

إسلامي الهوى؟

في أعقاب 25 يناير 2011، ومع صعود التيار الإسلامي سياسيًا في مصر، بدأ عدد كبير من “الدعاة” بتقديم أنفسهم كأبناء للتيار الإسلامي الحركي، متمثلًا بشكل أساسي في جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها الحكومة المصرية جماعة إرهابية.

كان مصطفى حسني أحد الوجوه التي عبرت عن نزوعها للتيارات الإسلامية ورموزها، فوصف في حلقة ببرنامجه “عمار الأرض” على قناة اقرأ (عام 2012)، حسن البنا مؤسس الإخوان بـ”القائد الشهيد”، قائلًا إن التيار الإسلامي بمختلف تكويناته “عانى الأمرين في الخمسينات والستينات”.

وبشيء من الفخر، أعلن حسني، في برنامج آخر، أنه أحد تلامذة حازم صلاح أبو إسماعيل، القيادي الإسلامي، والمسجون حاليًا على ذمة أحكام لقضايا تتعلق بالإرهاب.

https://www.youtube.com/watch?v=9BRChpWo2kA

خطوة للخلف من أجل المجلس القومي للمرأة

لكن خطاب حسني تغير بعد ثورة 30 يونيو وإزاحة الإخوان عن الحكم، وبعد فترة من توجهه إلى خطاب التنمية البشرية بالمفردات الدينية، واستضافة وجوه دينية على قطيعة مع تيارات الإسلام السياسي، مثل الحبيب علي الجفري.

ومؤخرًا، صدر عن مصطفى حسني اعتذار عن حلقة قديمة تحدث فيها عن الحجاب، وصفها كثيرون بالمسيئة للمرأة. لكن الاعتذار لم يمر على عدد من المعلقين، ربطوا بينه وبين مشاركته المجلس القومي للمرأة في حملة توعوية جديدة.

وقبل أيام، أعلن المجلس القومي للمرأة إطلاق حملة توعوية بشأن قضايا العنف ضد المرأة، وكان مصطفى حسني من بين الوجوه المعروفة المشاركة في الحملة.

لكن اعتذار مصطفى حسني، وإن كان مقبولًا لدى معلقين يبدو أنهم من مؤيديه، تحذ معظمهم بإيجابية عن حلقة الحجاب؛ إلا أننه لم يكن كذلك أبدًا بالنسبة لآخرين، دشنو هاشتاج “#اعتذار_مصطفى_حسني_مرفوض”.

وعلى الهاشتاج، كتبت نساء وصفن خطاب حسني باعتباره سببًا في “الوصول لهذا الوضع المخزي للمرأة”، كما قالت شيرين فوزي.

مصطفى حسني

أما لمياء لطفي، فقالت: “الفيديو بتاعك أنا دفعت تمنه أنا وبناتي وبنات البلد دي، من سمعتنا وطاقتنا ووقتنا واستقرارنا النفسي”.

مصطفى حسني