تدوينة كتبها السيناريست مدحت العدل كاشفًا بها عن نيته في الترشح رسميا على منصب رئيس نادي الزمالك. يؤكد العدل أنه سيسعى خلال الفترة القادمة لدراسة كل الملفات الخاصة بالقلعة البيضاء، خاصة وأنه لم يدخل النادي مطلقًا، لكنه مشجع فقط للنادي. ورغم كونه عضوًا للجمعية العمومية لا يذهب كثيرًا.

“نويت الترشح بإذن الله في انتخابات نادي الزمالك القادمة علي مقعد الرئاسة على ان يتم ذلك بعد دراسة عميقة ومتأنية لكل ما يخص النادي العريق داخلياً وخارجيا لاتخاذ القرار المناسب الذي يصب في مصلح الزمالك الزمالك فقط. وفقنا الله لما فيه خير الكيان وتاريخه العظيم ومستقبله المشرق بإذن الله”

 

تصريحات مثيرة وكراهية للأهلي

التصريحات الكثيرة لمدحت العدل خلال الفترة الماضية والظهور المتكرر للحديث عن مشاكل نادي الزمالك وأزماته والتصدي في بعض الأوقات للحديث عن أمور تخص الأهلي والزمالك والدوري المصري، ثم إعلان الترشح الذي يلاقي قبول لدى قطاع كبير من جماهير الزمالك، يدعنا نطرح سؤالا هل ترشح “العدل” يعطي أمل للزملكاوية في استقرار الأوضاع خاصة وأنه مشجع قبل أن يكون مسؤول؟ أم أنه باب خلفي لمرتضى منصور للعودة إلى النادي من جديد؟

مبدئيًا، من الطبيعي أن يثير ترشح مدحت العدل لرئاسة الزمالك الكثير من الجدل وردة الفعل، حتى لا يتساءل البعض وما العيب في ترشحه لرئاسة الزمالك؟  نسأل نحن أيضًا هل يصبح الداعم الأكبر لمرتضى منصور باب خلفي للمستشار للعودة والتحكم في النادي من جديد؟ وهل يمتلك “العدل” مؤهلات يمكن أن تساعده على إدارة نادي بحجم الزمالك وهو ليس فريق كرة فقط بل ألعاب متعددة وجمعية عمومية بالآلاف؟

أزمة مدحت العدل التي ستواجها هي العديد من الآراء التي سبق وأن قالها كمشجع درجة ثالثة، وبالتأكيد ليس عيبًا كونك مشجع درجة ثالثة، لكن سيكون عيبًا في حالة كنت كاتب وشاعر وسيناريست ورجل عاقل ومنتج فني ثم خضت معارك من نوعية هذه الدرجة كأن تقول مثلًا: “الأهلي بيشجعه سعد الصغير والزمالك بيشجعه منير”، وهو ما دفع المطرب الشعبي للرد بشكل قاسي على السيناريست والشاعر.

 

تصديه الدائم وآراؤه ضد الأهلي وجماهيره ومجلس إدارته والتي تحمل كراهية شديدة وسخرية واتهامات جعلته مكروهًا من تلك الجماهير بالتالي فكرة قبوله من عدمها ستظل محل شك. والسؤال ما دخل جماهير الأهلي في انتخابات الزمالك؟

الإجابة على لسان الدكتور مدحت العدل نفسه، فهو رغم زملكاويته الشديدة عضو في النادي الأهلي، وهو النادي الوحيد الذي يذهب إليه للممارسة التنس لكنه لا يذهب للزمالك أبدًا بمعنى أنه طالما كان زملكاويا وعضوا في الأهلي، بالتالي عدد لا بأس به من أعضاء الجمعية العمومية للزمالك مشجعين للأهلي وذلك طبيعي ووارد بالتالي قطاع كبير سيكون كارهًا له في حالة تجاوزنا تأثير الجماهير العادية على توجهات الجمعية العمومية.

ما الذي يعرفه مدحت العدل عن الزمالك؟

الأزمة الأخرى التي ربما تواجه مدحت العدل حال ترشحه في الانتخابات هي إجابته على ذلك السؤال ما الذي يعرفه عن إدارة الكرة، والجمعيات العمومية واحتياجات الأعضاء وهل نادي الزمالك كرة فقط، بالتأكيد هناك أزمة كبيرة سيكون على “العدل” التعامل معها ووفقًا لتصريحاته فإنه بدأ بالفعل التعامل معاها وتجهيز فريق لفحص كل ما يخص النادي.

خلال عام هي المدة المفترض قبل انتخابات مجلس إدارة الزمالك سيكون على العدل أيضًا إقناع عدد كبير من أبناء الزمالك أن ينضموا إليه في حملته الانتخابية، ويكونوا داعمين له، مع اعتبار أنه وبالتأكيد سيكون في منافسة انتخابية قوية حال ترشح أسماء هامة مثل الدكتور خالد عبد العزيز وزير الرياضة الأسبق، واللواء أحمد سليمان المرشح السابق على انتخابات الرئاسة بالإضافة لأسماء زملكاوية كبيرة مثل أيمن يونس أو حازم إمام حال قرروا الترشح.

بالتالي، الطريق لإقناع الجمعية العمومية لن يكون مفروشَا بالورود، وعلى العدل وأظنه يدرك ذلك أن الحديث والجدال على “تويتر” والتي هي مساحة الدكتور مدحت العدل الشخصية بحسب قوله، تختلف بالتأكيد عن العمل العام والانتخابات والفن والحديث عبر التلفزيون على حد وصفه وإدراكه لذلك سيكون حاسمًا لمعركة الانتخابات.

مشجع كبير بكل تأكيد لكن هل المشجع يفهم في الكرة ويمكنه إدارة فريق؟ كانت أزمة جماهير الزمالك مع مرتضى منصور أنه دائم التغيير للمدربين واللاعبين وهو ما أثر على مسيرة النادي في فترات كثيرة، صحيح أن غالبية رؤساء الزمالك لم يكونوا لاعبي كرة قدم مثل مرتضى منصور والمستشار جلال إبراهيم والدكتور كمال درويش، إلا أن ملف كرة القدم سيمثل تحديا كبيرا حال رحيل لاعبين مثل بن شرقي وفرجاني ساسي ومصطفى محمد وزيزو، ما يعني أنك ستكون أمام تحد بناء فريق جديد للزمالك.

اقرأ أيضًا: خسائر الزمالك من تجميد مجلس مرتضى منصور

أحمد وأمير مغازلة لمرتضى أمام باب خلفي لعودته

ما يثير الجدل حول ترشح العدل هو ترحيبه وإصراره على وجود أحمد وأمير مرتضى منصور رغم خروجهم ضمن مجلس لأسباب تتعلق بمشاكل مالية مع اختلاف منصبيهما في النادي، وجهات النظر تختلف في تلك النقطة تحديدًا ربما يرى البعض فيها ذكاء من “العدل” في استخدام أشخاص كانوا سابقا يعملون بالنادي ويعرفون كل شيء عنه، ويرى أخرون أنه مغازلة لمرتضى منصور والذي يمتلك قوة كبيرة في الجمعية العمومية للزمالك.

فسواء اتفقنا أو اختلفنا حول شخصية مرتضى منصور إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة أعاد الزمالك للبطولات وصنع فريقًا قويًا وطور النادي الاجتماعي وصنع طفرة كبيرة كما يحظى بدعم من الجمعية العمومية ولولا الخروج بأزمات مالية لا أعتقد أن خروجه كان سيصبح سهلًا بالتالي استقطابه ومغازلته بوجود أمير وأحمد ستكون داعم قوي جدًا للعدل.

أما الفريق المتشائم الثالث فربما يرى أن العدل لن يتمكن من السيطرة على أحمد وأمير ومرتضى منصور والذي سيتعامل كعادته بمنطق أنه صاحب الفضل في نجاح مدحت العدل ويحاول التدخل في كل شيء بالتالي يصبح الزمالك في أزمة كبيرة، فهذه أيضًا مسألة على الدكتور مدحت العدل التفكير فيها جيدًا.

انتخابات الزمالك.. استثمار رياضي أم فني؟

بعيدًا عن تجربة الانتخابات نفسها والزمالك فأيهما أفضل المرحلة القادمة الاستثمار الفني أم الاستثمار الرياضي، غالب الظن أن المرحلة القادمة للرياضة أكثر من الاستثمار الفني والذي لن يتوقف بالتأكيد لكنه بمشاكلة الكثيرة لا يصل للرياضة والتي لها قطاع أكبر ودخل أكبر في أوقات كثيرة دون كل الأزمات التي تطارد الإنتاج الفني بشقية السينمائي والتلفزيوني.

وربما يكشف العدل بترشحه للانتخابات عن نية أو رغبة تحركه أو إجابة على السؤال لماذا لا نتجه للاستثمار الرياضي ما بالك لو كان ذلك عبر بوابة نادي الزمالك؟  كلها أفكار واردة  صحيح ان للعدل رصيد كبير بشكل عام لكنها مجرد توقع أو إحساس داخلي.

أخيرًا لولا قيمة “العدل” كعائلة فنية كبيرة ولولا قيمة الدكتور مدحت العدل نفسها ما ثارت كل هذه التساؤلات خاصة لو اقترنت بكيان كبير مثل قطب الكرة الثانية لنادي الزمالك، ولا نحتاج للتأكيد على كل التمنيات بالتوفيق للجميع، كما علينا أن نطرح الأسئلة ونفكر ونحسن الظن أوقات ونسيئه كطبيعة بشرية أوقات أخرى.