أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل نظام الثانوية العامة الحالي، إذ يعتمد النظام الحالي على أن تكون نظام الثانوية العامة عام واحد، هو الثالث الثانوي.
بينما ينص النظام المقترح على أن تكون الثانوية العامة 3 سنوات تراكمية بداية من العام الدراسي القادم 2021.
وحسب مقترح مشروع القانون، من المقرر أن ينطبق هذا النظام على الطلاب المقيدين في الصف الثالث الإعدادي هذا العام، مع التأكيد على أن التابلت سيتم الاعتماد عليه كأداة أساسية.
مثلت تلك المفاجأة صدمة للطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، العودة إلى مرحلة سابقة من التوتر والإجهاد للطلاب والأسر في آن واحد.
تجدد الكابوس
تشبه سارة شعبان، الطالبة بالصف الأول الثانوي، هذا النظام التعليمي بالكابوس، فقد سبق لها أن عايشته من قبل من خلال تجربة شقيقها الأكبر الذي مر بمرحلة الثانوية العامة بنظامها التراكمي.
بدا واضحا أن الازمة الحقيقية بالنسبة إلى سارة، الاعتماد على التابلت في أداء الاختبارات وتلقي الدروس.
وأوضحت شعبان أن هناك صعوبات عديدة واجهة الطلاب في التعامل مع التابلت على رأسهم تأخر الوزارة في تسليمه، فضلا عن تعرضه للتلف دون وجود أي مراكز صيانة رسمية تابعة لوزارة التربية والتعليم.
خلال العام الماضي، واجه الطلاب عقبات في التعامل مع الشكل الجديد للنظام التعليمي في مصر، إذ تم الانتقال فجأة من الاعتماد على الكتاب المدرسي بشكله التقليدي إلى الاعتماد على التطور التكنولوجي من خلال اللجوء إلى التابلت بديلا للكتاب.
الوزارة تلقي اللوم على الطلاب
لما زاد الحديث عن العقبات التي تواجه الطلاب في التعامل مع الأعطاب التي تصيب التابلت، أعلنت وزارة التربية والتعليم، أن الازمة في كيفية تعامل الطلاب مع التابلت واستخدامه بشكل يؤثر على جودة عمله، وفي الوقت ذاته أعلنت الوزارة توفير مراكز صيانة خاص بكل إدارة تعليمية.
حددت الوزارة الحالات التي تتحمل فيها تكلفة الصيانة، واضعا شرط أن يكون العطب ناتج عن خطأ في التصنيع، أما في حال تعرض التاب إلى الكسر أو غير ذلك جراء استخدام الطلاب له فلا تتحمل الوزارة الكلفة.
امتحانات غير متكافئة
أبدت رانيا حسين طالبة بالفرقة الثالثة بمرحلة الثانوية العامة، اعتراضها على النظام الحالي، لافتة إلى أنه لا يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، إذ يعتمد على تنوع الاختبارات كوسيلة للوزارة لتلافي أزمة تسريب الاختبارات التي وقعت سابقا.
على الرغم من اعتراض “رانيا” على نظام الاختبارات، إلا أنها ترى أن نظام التحسين اضفى نوع من العدالة على العملية برمتها، إذ يمثل فرصة ثانية للطلاب لتحسين درجاتهم.
ضوابط عامة للامتحانات
يقول الدكتور محمود السيد، أستاذ المناهج والخبير التعليمي، إن وزارة التربية والتعليم وضعت ضوابط عامة تمثلت في معايير ثابتة بوجه عام، منها أن تكون الأسئلة جميعها من داخل المنهج المدرسي المقرر في كل مادة دراسية.
وأضاف الخبير التعليمي، في تصريح خاص، أن الوزارة شددت على ضرورة أن تكون الأسئلة موزعة على ما درسه الطالب خلال الفصل الدراسي، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك جزء من الأسئلة مرتبط بالأحداث الجارية، ويراعى أن يكون متكافئ في كل نماذج الامتحان.
نظام يحفز الدروس الخصوصية
وبرأي طارق شوقي، فإن خطة الوزارة من شأنها أن تسحب البساط من تحت أقدام الدروس الخصوصية، إلا أن الواقع يقول غير ذلك.
“إحنا حرفيا تايهين.. وباخد دروس في كل المواد، نظام الدراسة والتعلم من خلال التابلت أصابني بالارتباك الشديد”. تقول رنا السيد طالب بالصف الثالث الثانوي. وأوضحت “رنا” أن أسرتها تدفع ما لا يقل عن 3000 جنية شهرياً تحت بند دروس خصوصية لها ولشقيقها، لافتة إلى سوق الدروس الخصوصية نشط بشكل كبير خلال الفترة الحالية بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا.
وأعربت رنا عن تخوفها من زيادة نشاط الدروس الخصوصية مع عودة نظام التعليم التراكمي.
ضغط نفسي ومالي
تتعامل الأسرة المصرية خاصة الطبقة المتوسطة على أن التعليم الرسالة الاجدر بالاهتمام في مسيرتهم مع أبنائهم، لذا عندما تكون لدى الأسرة طالب بالمرحلة الثانوية فهي في مرحلة معسكر تدريب خاص.
يقول الدكتور محمد سعد أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هذا العام خصيصاً وفي ظل أزمة كورونا تزداد المشكلات النفسية لدى طلاب الثانوية العامة التي هي موجودة بالفعل باضطراباتها من زمن بعيد.
السبب في تلك الاضطرابات هو الشعور بضياع المستقبل واحتمالية فقدانه في حال الحصول على مجموع لا يؤهل الطلاب لاختيار الكلية التي يطمح بها.
وأوضح سعد أن عدد كبير من الحالات تتردد عليه هذه الأيام يرددون جملة “مش قادر ادخل الامتحان” وذلك لعدم جاهزيتهم النفسية لخوض امتحان وهو ما يعطي مؤشرات لإصابتهم بهلع أو توتر سبب لهم صدمة عصبية تجبرهم على الابتعاد عن أجواء الامتحان .
ويتوقع سعد زيادة نسبة الاضطرابات لدى الطلاب مع تحول نظام التعليم بالمرحلة الثانوية إلى نظام تراكمي، لافتا إلى الامر قد يتجاوز التوتر لدى الطالب وحده ليصل إلى ولي الامر.
ووجه أستاذ الطب النفسي، نصيحة أولياء الأمور بضرورة تصدير الطاقة الإيجابية للطلاب، ومحاولة تخفيف قلق وتوتر الطالب/ة من نتيجة الامتحان، إذ لابد التحدث مع الطلاب على أن المجموع ليس صك النجاح الوحيد بالنسبة إليهم.