بعد فترة من الخفوت، عاد مدحت شلبي إلى الساحة الرياضية بإطلالة جديدة عبر بوابة “مساء أون تايم”. ربما لا تختلف كثيرا عن سابقتها، لكنها مهمة في مسيرة “جنرال الإعلام الرياضي” كما يحب أن ينادى.
البرنامج الجديد خرج للنور لأول مرة مساء أمس. وكان ضيف الحلقة الأولى عمرو الجنايني رئيس اتحاد الكرة المؤقت الحالي، ولاقت الحلقة قبولاً كبيرًا من المتابعين والمحبين لإطلالة “شلبوكة” كما لقبته الجماهير.
شلبي، الذي اكتسب شهرة واسعة من خلال تميزه كمعلق رياضي على مباريات كرة القدم بمصر منذ تسعينيات القرن الماضي، ثم تحوله إلى ضيف دائم في البرامج الرياضية، وانتقاله إلى مقعد مقدم للبرامج منذ عام 2007، اختار العودة إلى المنصات التلفزيونية مع بداية الموسم الكروي الجديد عبر قناة “اون تايم سبورتس” التي تمتلك الحقوق في البث التلفزيوني.
رغم منحنيات كثيرة وصعود وهبوط في عمله وإيقاف للضبط الإعلامي في أكثر من مناسبة، وصولاً إلى ابتعاده تمامًا عن الساحة منذ أكثر من عام كامل. يظل شلبي معادلة مهمة في الإعلام الرياضي، خصوصا أنه يمتلك كاريزما خاصة يتفاعل معها أغلب الجمهور المصري المتهم بالرياضة.
هذا ما وضح مع الإعلان عن ظهوره مجددًا في برنامج يومي على شاشة “أون تايم سبورتس” بعد فترة غياب طويلة، حيث استقبل جمهور عريض هذه العودة المحتملة بسعادة وقبول كبيرين للغاية.
عودة الجنرال.. أون تايم سبورتس تبحث عن رياضة خفيفة الظل
ربما لن يضيف شلبي أي جديد للقناة المسيطرة على سوق الإعلام الرياضي، في ظل وجود منابر قوية مثل أحمد شوبير وسيف زاهر وإبراهيم فايق، وتشابه الاستديوهات أيضا، وبالتأكيد الأفكار التي تبدأ من عرض الأخبار ثم الانتقال لحوار الضيوف. لكن إضافة شلبي إلى الفريق هدفه إضفاء نوع آخر قائم على المادة الرياضية الكوميدية التي يشتهر بها “الجنرال”.
شلبي اشتهر بتعلقياته الساخرة من الأحداث الرياضية منذ انتقاله إلى مقعد المقدم. لذا وجوده سيمنح مشاهدي القناة وجبة رياضية دسمة، من خلال المعلومات التي ينفرد بها شوبير، والسبورة التي يتفرد بها فايق، والمقدمات المثيرة للجدل التي اشتهر بها زاهر في الآونة الأخيرة، لذا كان الاتجاه لتعاقد شركة المتحدة مع شلبي.
أحد أفراد الإعداد الخاص ببرنامج شلبي الجديد، أوضح لنا التفاصيل الخاصة ببرنامجه وأهم الأمور الجديدة به والتغييرات الجوهرية فيه:
عودة البرنامج تأخرت لأكثر من مرة بسبب رغبة الجميع في الخروج للنور بأفضل شكل ممكن على جميع المستويات، ولذلك خرج البرنامج بتطوير شامل، من استوديو جديد متطور للغاية وشامل على أحدث التقنيات والفنيات حتى تكون الانطلاقة قوية ومميزة للمشاهد كما حدث بالحلقة الأولى بالأمس.
بخلاف الاستديو الجديد والتقنيات، حدث تطوير واسع فيما يخص التقنيات التي ستقدم للمشاهد، من شاشات تحليل وعرض لماتشات الدوري وأجهزة حديثة لعرض كل الحالات من كافة الزوايا وخلافه من الأمور التي تجد قبولاً واسعًا من قبل الجماهير المتابعة والمحبة للدوري المصري.
https://twitter.com/ONTimeSports/status/1338954970582953985?s=20
شلبي يتخلى عن مساء الأنوار
على مدار عمله في تقديم البرامج بكل القنوات التي عمل بها شلبي، لم يتغير اسم برنامجه اليومي من “مساء الأنوار” على الإطلاق، إلا أن هذه المرة يحدث هذا الأمر للمرة الأولى في مسيرته مع تلك النوعية من البرامج اليومية، حيث ظهر باسم “مساء أون تايم” نسبة لاسم القناة الأساسي بعيدًا عن مساء الأنوار التي ابتكرها شلبي كتحية لكل ضيوفه ومن ثم أصبحت اسمًا لكل برامجه اليومية على مختلف القنوات، وهذا اختلاف جوهري كذلك عن باقي محطاته السابقة.
قناة كروية متخصصة بذكريات مودرن
الاختلاف الواضح الثالث هو عودته لمنصة رياضية متخصصة كقناة “أون تايم سبورتس” بعد فترة من الارتحال على قنوات كثيرة ليست متخصصة في الرياضة فقط عقب رحيله من محطته الأبرز “مودرن سبورت” وقد سبب له ذلك ضيقًا شديدًا في محطات كثيرة سابقة لم يستطع أخذ كامل حريته وراحته بها.
حيث عمل في قنوات “النهار العامة” و “إم بي سي مصر” الترفيهية وأخيرًا في “القاهرة والناس”، وكل هؤلاء ليسوا متخصصين كقنوات رياضية بل قنوات ترفيهية شاملة أو عامة دون أي تخصص كروي. وقد عمل كذلك في قناة بيراميدز التي استمرت لفترة وجيزة قبل عامين.
العودة إلى قناة رياضية يعيده إلى ذكريات قناة مودرن سبورت التي شهدت أوج تألقه وكانت بها نخبة من الكبار بعالم الإعلام الرياضي والكروي بمصر.
https://twitter.com/ONTimeSports/status/1338962066980352000?s=20
التاريخ المضئ لشلبوكة
أيقونة الإعلام الرياضي بدأ حياته كلاعب كرة في نادي الشرطة ثم التحق بنادي الشمس. ولم يقدم مسيرة كروية كبيرة، ثم تولى تدريب النادي بعد رحيل مدربه.
واستطاع شلبي أن يصعد بالنادي من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ثم إلى الدرجة الأولى. كما وصل بالفريق إلى نصف نهائي كأس مصر قبل الخروج أمام الإسماعيلي بركلات الترجيح.
وقبل ذلك عمل مدحت شلبي في الإعلام وقدم في فترة التسعينيات برنامج “سباق القمة” ثم برنامج “ضحك ولعب وجد” وأخرى فنية وترفيهية. قبل أن يتفرغ للعمل في مجال الإعلام الرياضي تمامًا.
وقدم العديد من البرامج الرياضية التلفزيونية واشتهر أيضًا بكونه معلق للعديد من مباريات كرة القدم وخاصة القمة بين الأهلي والزمالك وتحديدًا مباراة 6-1 الشهيرة بمقولة “بيبو وبشير بيبو والجون”، كما شغل منصب المدير الإعلامي باتحاد الكرة ومتحدثًا رسميًا له وشغل هذا المنصب لمدة 10 سنوات.
ثم احترف تقديم البرامج الرياضية والاستوديوهات التحليلية بداية من منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وكانت بدايته بتقديم استوديو تحليلي على قناة “أوربت” الرياضية. فيما قدم بعدها برنامجه «مساء الأنوار» على عدد من القنوات الفضائية آخرها القاهرة والناس وقبلها أون سبورت التي عاد لها بالأمس في حلتها الجديدة باسم “أون تايم سبورت” بعد الدمج الذي حدث بين القناتين في وقت سابق.
شلبي في الممنوع
كما واجه شلبي مواقف عصيبة كثيرة، وعدد كبير من الأزمات وإيقاف لبرامجه ومنعه من التعليق على المباريات لأمور كثيرة، أبرزها عندما صدر قرار بإيقافه من لجنة الضبط الإعلامي لنهاية الموسم بعد تعليقه على لقاء بيراميدز والزمالك قبل عامين، لما صدر من تجاوزات مهنية وأخلاقية أثناء تعليقه على المباراة مخالفًا ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني للإعلاميين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف شلبي، فسبق وتم إيقافه كمقدم برنامج مساء بيراميدز في أكتوبر 2018. حيث قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقف بث برنامج الذي يقدمه مدحت شلبي على شاشة قناة بيراميدز بسبب ما تم عرضه في حلقتين آنذاك تضمنت إهانات وانتهاكات لحرية الرأي والتعبير والقيم والأخلاق الاجتماعية، باستضافة أحد المسؤولين والسماح له بالتلفظ بعبارات مسيئة وتخالف ميثاق الشرف الإعلامي.
وفي مارس 2015، استمر مسلسل غلق البرامج الرياضية في مصر، بعدما تم وقف برنامج مساء الأنوار كمان وكمان الذي يقدمه شلبي وجميع برامج الرياضة على قناة إم بي سي مصر 2 حينها، ثم رحيله عن قناتي النهار والقاهرة والناس بعد ذلك لأسباب أخرى كخلافات مع المالك أو نهاية عقد وعدم التجديد أو الانتقال لقناة أخرى وتجربة جديدة. وكان قد عمل فترة في أحد القنوات السعودية لتقديم وتحليل الدوري السعودي بعد غلق قناة بيراميدز آنذاك.