خروج غاضب، وتصريحات تحمل خيبة أمل، ثم جلوس على مقاعد البدلاء، للوهلة الأولى لن تتردد أبدًا في اكتشاف أنه ربما هناك مشكلة ما لدى محمد صلاح بينه وبين يورجن كلوب، أو أن لديه إحساس غاضب بأنه لا يلقى الاهتمام المطلوب والمعاملة المناسبة لما يقدمه مع ليفربول من أرقام خرافية وقيادته للريدز للتتويج بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي.

الساعات القليلة الماضية ورغم الفوز بنتيجة ثقيلة على كريستال بالاس بسباعية نظيفة، إلا أن كل الاهتمام بات منصب على تصريحات محمد صلاح لصحيفة “آس الإسبانية” والتي أظهر فيها غضب من التعامل معه في ليفربول وخيبة أمله في عدم حمل شارة القيادة وتفضيل كلوب للاعب صغير في السن مثل ترينت ألكسندر أرنولد.

كما لمح لإمكانية الرحيل يوما ما إلى إسبانيا خاصة في ظل الاهتمام الكبير من جانب برشلونة وريال مدريد.

أنجح بديل أمام بالاس وأرقام مذهلة

الدولي المصري شارك كبديل في الدقيقة الـ57، ليتمكن من صناعة الهدف الخامس لفريقه في الدقيقة 68، قبل أن يختتم أهداف ليفربول بتسجيله الهدفين السادس والسابع في الدقيقتين 81 و84 من اللقاء.

وبعد تسجيله هدفين وتقديم تمريرة حاسمة، بات صاحب الـ28 عامًا أول بديل في تاريخ ليفربول ينجح في المساهمة بشكل مباشر في ثلاثة أهداف في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولم تكن هذه المرة هي الأولى التي يتمكن فيها صلاح من تسجيل هدفين بعد مشاركته كبديل، حيث فعلها من قبل في مواجهة ستوك سيتي بموسم 2017/2018 وقاد الريدز للفوز بنتيجة (3-0).

ورفع صلاح رصيد أهدافه إلى 13 هدفا في الدوري هذا الموسم ليعتلي قمة ترتيب الهدافين بفارق هدفين عن دومينيك كالفيرت ليوين لاعب إيفرتون وهيونج مين سون لاعب توتنهام، كما دون هدفه رقم 110 في 173 مباراة لعبها بقميص ليفربول حتى الآن على مدار أربعة مواسم منذ الانتقال إليه قادما من روما الإيطالي في صيف 2017.

في حين واصل كتابة أرقامًا مذهلة أخرى تمثلت في نسبة نجاح 100% كانت الأبرز لمعظم إحصائياته خلال المواجهة، حيث مرر الكرة 30 مرة كانت جميعها صحيحة، كما أرسل كرتين طوليتين بنسبة النجاح ذاتها، وقام بالتحام ثنائي وحيد، فاز به أيضًا، وخلال الدقائق التي شارك بها صلاح أمام كريستال بالاس، سدد الكرة مرتين، وذهبت التسديدتان الوحيدتان إلى مرمى كريستال بالاس، كما قام بتدخل ناجح.

 

اقرأ أيضًا: هل يقضي محمد صلاح آخر مواسمه مع ليفربول؟

بجانب مجهوداته الفردية التي أسفرت عن هدفين رفع بهما رصيده من الأهداف في المسابقة خلال الموسم الحالي إلى 13 هدفًا، ليتربع منفردًا على صدارة جدول ترتيب الهدافين، قام الجناح المصري بمجهودات هجومية مميزة، حيث قدم تمريرة مفتاحية، وخلق فرصة خطيرة للتسجيل.

خلاف جديد قديم مع ماني

المباراة أمام بالاس شهدت لحظات غضب من النجم السنغالي ساديو ماني نتيجة خروجه في الدقيقة 57 لحساب صلاح، وظهر ذلك جليًا عند استبداله من الملعب ورصدت الكاميرات في المباراة غضبه الجم حتى بعد خروجه وجلوسه على مقاعد البدلاء، في موقف أعاد للأذهان خلافه الشهير السابق مع النجم المصري حول أنانيته في الملعب ومحاولته التسجيل لصالحه دونما التمرير له ولعبه أكثر منه لعدد دقائق في المباريات بقرارات المدرب الألماني يورجن كلوب.

كلوب الذي خرج مباشرة عقب المباراة ونفى ذلك كليًا، مؤكدًا أن ماني لم يكن غاضبًا أثناء استبداله بسبب صلاح، ولكن لرغبته في لعب الركلة الحرة قبل خروجه وأنه راضٍ عن سلوك اللاعب والتزامه بالتعليمات.

وقال كلوب: “ماني لم يكن غاضبًا بسبب مشاركة محمد صلاح بدلًا منه، إنه لم يكن سعيدًا ونظر إلى الساعة، وربما يكون الأمر بسبب الركلة الحرة لكن لا أعلم بالتحديد، لكنه لم ينتظر في الملعب حتى لعب الركلة الحرة”.

 

وأضاف: “أعتقد أنك لا تستطيع أن تلعب كرة القدم إذا كنت دائمًا كالجندي وتفعل ما ما يمليه عليه قائدك، إنهم يفعلون ما أقوله لكنه في النهاية بشر ولهم ردود أفعال، وعقب المباراة ساديو كان بخير حال”.

وتناولت الصحافة البريطانية القصة تفصيليًا عقب المباراة بجانب أداء الفرعون الكبير وتعملقه، حيث تحدثت صحيفة “ديلي ميل”، عن الأداء الذي قدمه صلاح واصفة إياه بالعرض الرائع، أما صحيفة “ذا صن” وصفت المباراة بـ”الانتصار الوحشي”، وقالت إن ساديو ماني على الرغم من هدفه مع ليفربول في لقاء بالاس إلا أنه لم يكن سعيدًا عند استبداله بمحمد صلاح والذي ساهم بثلاثة أهدافه بعد نزوله.

اقرأ أيضًا: ترشيحه لخلافة ميسي.. هل محمد صلاح اللاعب المناسب لملء فراغ سيد اللاعبين ببرشلونة؟

أما صحيفة “ميرور” فسلطت الضوء على وضع ماني في لقاء كريستال بالاس والذي عبّر عن غضبه بعد خروجه ليشارك بدلاً منه محمد صلاح، ووصفته بالمشابه لرد فعل الفرعون عند استبداله في لقاء برايتون والذي جاء في الأسبوع العاشر.

وواصلت الصحيفة البريطانية، أن صلاح كان حريصًا على الظهور في قائمة الهدافين بعدما سجل هدفيه له في مباراة كريستال بالاس بعدما سجل 13 هدفًا لينفرد بصدارة هدافي البريميرليج.

 

 

رحيل وارد إلى عملاقي إسبانيا

قبل كل هذا التألق وواقعة ماني وغضبه من استبداله بصلاح في مباراة بالاس، كان الفرعون قد فجر قنبلة في حوار مطول مع جريدة “آس” الإسبانية تم نشره عبر منصات الجريدة المختلفة باللغة العربية والإنجليزية والإسبانية، بأنه لا يدري ما يمكن أن يحدث مستقبلاً فيما يخص استمراره في إنجلترا أو اللعب في إسبانيا.

وقال نصًا: “أعتقد أن ريال مدريد وبرشلونة أندية قمة، من يدري ما قد يحدث مستقبلًا، لكنني أركز الآن في العودة للتتويج بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مع ليفربول”.

وأجاب صلاح ضاحكًا على سؤال “متى سنراك في ليفربول؟”: “هذا سؤال صعب، ولكن أستطيع القول بأن كل شيء في أيدي النادي حاليًا، بالتأكيد أريد تحطيم الأرقام القياسية هنا، وأُكرر، تحطيم جميع الأرقام القياسية مع النادي، ولكن كل شيء في أيدي إدارة النادي”.

هذا الفتيل الذي أشعله صلاح وراءه أمورًا عديدة منها عدم تقديره بالشكل الكافي داخل النادي واعتباره النجم الأول بالفريق رغم حقيقة الأمر وفقًا لما يقدمه من أهداف وأرقام تجعله اللاعب الأبرز بالفريق مثلما هو معشوق الجماهير الحمراء الأول.

https://www.youtube.com/watch?v=8nnVE5QBpVI

وهو ما أكد محمد أبو تريكة نجم الكرة المصرية السابق والقريب من صلاح، بأنه يشعر بعدم تقدير في النادي ولا يأخذ المكانة التي يستحقها رغم تأثيره البالغ في شكل ونتائج النادي الأحمر العريق، كذلك في الأمور المادية والدعائية والفنية من قبل المدرب الذي رفض إعطائه شارة قيادة الفريق بمباراة سابقة.

الأمر الذي أحزننه وجعله يشعر بعدم أهميته الواضحة بالنادي، وهو ما أضافه في ذلك الحوار، الذي يبدو وأنه انفجر به عن كل ما يضايقه بالنادي ودق جرس إنذار لليفربول ومدربه وجماهيره وإدارته بأنه غير راضٍ عن وضعه بالريدز وربما يفكر بالرحيل في الصيف المقبل نتيجة كل تلك الأمور.