في خطوة مفاجأة، خرج عضو مجلس النواب السابق، أحمد الطنطاوي؛ ليعلن انضمامه إلى أحد الأحزاب القائمة، لينتهي سواد الليل بإعلان المعارض البارز خلال السنوات الخمس الماضية، رئيسا لحزب الكرامة بـ”التزكية”، وتنحي القيادات الكبيرة، وكذلك جيل الوسط عن تصدر المشهد، ومنح الفرصة للشباب، وسط تساؤلات عديدة عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، والسر وراء اختياره.

“دورة الأمل”.. طنطاوي رئيسًا للحزب
في بيان رسمي عبر صفحته موقع التواصل الاجتماعي أعلن حزب الكرامة فوز النائب الشاب أحمد الطنطاوي برئاسة الحزب بـ”التزكية”، خلال المؤتمر العام للحزب، والذي عقد تحت شعار “دورة الأمل”، لاختيار رئيسا وهيئة قيادية بعد انتهاء مدة القيادة السابقة برئاسة محمد سامي، وتولي الأخير الرئاسة الشرفية.

وأشار الحزب، في بيانه، إلى أن انتخاب المؤتمر هيئة عليا للحزب مكونة من 63 عضوا، وأنه تم ضم عدد من سجناء الرأى من أعضاء حزب الكرامة للهيئة العليا.

خيارات طنطاوي.. مفاجأت وخطوات جديدة

خسارة الطنطاوي في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية للانتخابات، كانت مفاجأة بالنسبة لكثيرين، خصوصا بعد تصدره الجولة الأولى بأكثر من 10 آلاف صوت عن أقرب منافسيه، ليؤكد حصوله على المركز الأول في الإعادة وفقا لأرقام الفرز وهو ما لم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عنه في النتائج النهائية.

اقرأ أيضا:

هنا كفر الشيخ.. كيف تصنع معركة انتخابية محسومة نظريا؟

وجوه لن تراها تحت القبة مجددًا.. المخرج والمستشار والمشاغب والمثير للجدل

الكثيرون، أخذوا يتهامسون ويتحدثون عن مصير عضو تكتل «25/30»، بعد انتهاء عضويته في 9 يناير المقبل، وهل سيسافر إلى خارج البلاد خوفًا من الملاحقة القضائية؟، خصوصا في ظل معارضته “الصاخبة” داخل مجلس النواب، وتصريحه في إحدى الجلسات بأنه: “لا يحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وغير راض عن أدائه”.

المرشح الخاسر قطع تلك التساؤلات في تصريحات مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، استعرض خلاله الخيارات المتاحة أمامه للتعامل مع الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه رفض السفر خارج البلاد، بعد إعلان نتيجة الانتخابات، مؤكدا أنه ليس لديه ما يخشاه من مواجهة العدالة.

ورأى ابن كفر الشيخ أن خيار الابتعاد عن المشهد السياسي باعتبار أن المناخ الحالي لا يسمح بممارسة العمل العام من دون حصانة “أناني”، لافتا إلى أنه يرغب في عدم خذلان المواطنين الذين وقفوا معه في الانتخابات، متابعًا: “يجب أن يكون لدينا طرح متماسك وعلمي يُجيب عن أسئلة الحاضر، ويطرح رؤية للمستقبل، استعداداً لجولات قادمة أمام صناديق الانتخاب”.

وبشأن المشاركة في العملية السياسية، قال طنطاوي: “الخيار الثالث هو المشاركة في العملية السياسية، مع ما يترتب عليها من متاعب ومصاعب، واحتمالات للنجاح أو الفشل.. ونحن أنصار الطريق الثالث”، لافتًا إلى استقراره على الانضمام إلى أحد الأحزاب القادمة، مشترطًا ألا تحكم الحزب توجهات أيديولوجية، وإنما مشروع وطني متجدد”.

“سر العودة”.. طنطاوي يتحدث لـ “مصر 360”

وعن أسباب عودته للحياة الحزبية من جديد، بعد انقطاع دام حوالي 6 سنوات في أعقاب تقديمه استقالته من حزب الكرامة والتي تم رفضها، ثم فوزه في الانتخابات “مستقلا”، قال الطنطاوي، في حديثه مع «مصر 360»: “عندما خرجت من الحزب تركته مختلفا، وبعض رفض استقالتي بقيت عضوا عاديا”.

وأضاف عضو مجلس النواب السابق: “عندما ترشحت في الانتخابات في 2015 كنت مستقلا، واحترمت التعاقد بيني وبين الناخبين، ولكن بعد صدور قرار بالاعتداء على إرادة الناخبين من واقع نتائج الفرز في جولة الإعادة، توجب علي التفكير في سداد الدين للمؤمنين بالتغيير الآمن، والمتمسكين بالأمل والحلم عبر صناديق الاقتراع وهم كثر داخل وخارج الدائرة، لننتقل من مشروع أحمد إلى مشروع جماعي يقدم للوطن نماذج أفضل منه”.

ولفت إلى أنه قرر الانضمام إلى الحزب كون أن الأصل كما نصت المادة الخامسة من الدستور بأن “يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة”، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة في الحزب ستشهد تغييرات كبيرة حيث سيكون الشباب هم القادة الجدد، وأنه يتبنى فكرة “الطريق الثالث”، من خلال حزب قابل وقادر، يقدم للوطن شباب خير.

وأوضح الطنطاوي أنه يتبنى مشروعا وطنيا متجددا يُعلي من قيمة العلم والنقاش الفني، الذي يُجيب على الأسئلة الأساسية ممثلة في العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، واستقلال القرار الوطني، من خلال برامج قابلة للتنفيذ فعلاً، وليس مجرد شعارات، مكملا: “نتبنى فكرة (الطريق الثالث) من خلال حزب قابل وقادر، اتمنى أن يقدم للوطن شبابا خيرا مني في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة”.

تصدير الوجوة الشبابية للسياسة المصرية

وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة كمال أبو عيطة، أن حزب الكرامة سعى من خلال التغيرات الكبيرة بداخله، وتصدر الوجوه الشابة المشهد، إلى إرسال رسالة إلى الجميع بضرورة تداول السلطة في أي أحزب مؤسسة، وفي مقدمتها مؤسسات الدولة، لافتا إلى أن الأجيال السابقة في الحزب قررت بـ”رضاء نفس وقناعة” التنحي عن المشهد، والاكتفاء بتقديم الرأي الاستشاري “غير الملزم” للقيادات الشبابية الجديدة بقيادة الطنطاوي، من خلال مجلس الأمناء.

وذكر أبو عيطة في حديثه مع “مصر 360″، أنه الحزب شهد منذ إعلان الطنطاوي رئيسا قبول المواطنين على طلب العضوية للانضمام إلى الحزب بشكل غير مسبوق، رغم وجود اتجاهات تحد من العمل السياسي، ما يؤكد وجهة النظر الصائبة في التغيرات الجديدة، منوها بأن القرار يعتبر أحد أشكال الخروج عن المألوف.

وردًا على التساؤلات الخاصة باختيار الطنطاوي رغم ابتعاده عن الحزب خلال السنوات الماضية، قال وزير القوى العاملة الأسبق، إن النائب الشاب ابتعد عن الحزب تنظيما بحكم ترشحه كمستقل، لكنه بقي على تواصل دائم، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة اتفقت مع المؤتمر العام الثالث للحزب لإجراء الانتخابات، وأن النائب السابق عاد في عضويته خلال الفترة الأخيرة ليتم اختياره رئيسا.

هل يحمى الكرامة الطنطاوي؟

ولم يمانع أبو عيطة أن اختيار الطنطاوي محاولة لمنحه “حماية حزبية” من الملاحقة القضائية والأمنية لاحقا، قائلاً: “ما المانع أن يحتضن الحزب طنطاوي، والعكس كذلك”، مشددا على أن طنطاوي لم يرتكب أي مخالفة قانونية خلال فترة تواجده في البرلمان، وأنه يتميز بـ”انضباط انفعالي” مكنه من التعبير عن رأيه، وممارسة دوره بالشكل المطلوب.

واستبعد القيادي العمالي، فكرة محاولة استنساخ تجربة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، كون أنه مسارهما المهني والسياسي متطابق، إذ أنهما ينتميان إلى الوسط الصحفي، والفكر الناصري، كما أنهما كان أعضاء في مجلس النواب عن دائرة كفر الشيخ، ويتشابهان في معارضتهما.

تسليم أجيال

وأشار نائب رئيس حزب الكرامة السابق عبد العزيز الحسيني، إلى أن طنطاوي ابتعد عن الحزب بسبب ترشحه في الانتخابات في 2015 بصفه “مستقلة”، ولم ينفصل تنظيما “نهائيا”، مبينا أن النائب السابق بقي محافظًا على فكره “الناصري” ومعبرًا عنه، وأنه كان على تواصل دائم مع الحزب.

ونوه الحسيني، إلى أن اختيار طنطاوي جاء مع التركيبة الجديدة التي سعى الحزب إلى تطبيقها من خلال الاعتماد على الشباب في قيادته وترك الساحة لهم، وأنه رحب بالفكرة منذ البداية لذلك تم انتخابه بـ”التزكية”، مشددًا على أن القرارات التي صدرت في المؤتمر العام كانت “بالإجماع”، وأن الأجيال السابقة ستساند التجربة وتسعى إلى مساعدتها لإنجاحها.

وأكد عضو الهيئة العليا للحزب في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″، أن الخط السياسي للحزب لن يختلف عن السابق “نهائيا”، وأن الجميع في المؤتمر سواء من الشباب أو جيل الوسط أو القيادات الكبيرة، لافتا إلى أن الحزب سيبدأ خلال الفترة المقبلة التركيز على التجهيز لانتخابات النقابية والمحلية.