مع بداية الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، عادت المبادرات المجتمعية لدعم المصابين مرة أخرى. عقب القفزة الكبيرة في أعداد الإصابات والوفيات.
وتنوعت المبادرات ما بين جماعية وفردية. كما اختلفت مابين تقديم الطعام الصحي، أو توفير أدوية البروتوكول وأسطوانات الأكسجين منزليًا. علاوة على تقديم الدعم النفسي من خلال أطباء متخصصين متطوعين.
“مطبخ مصابي كورونا” يعود مع الموجة الثانية
البداية في الإسكندرية حيث عادت مبادرة “مطبخ مصابي الإسكندرية” للعمل ثانية في ظل الموجة الجديدة من الجائحة. المبادرة كان لها نشاط كبير وقت الموجة الأولى، الذي قدمت فيه الدعم المطلوب لعدد كبير من مصابي المحافظة.
تقول بسنت غريب، أحد ممثلي المبادرة لـ”مصر 360″، إنه رغم قلة الإمكانيات إلا أن المبادرة كان لها أثر إيجابي وقت الموجة الأولى. وأضافت أن متطوعي المبادرة يشعرون بالمسؤولية وعادوا للعمل منذ 10 أيام، عقب زيادة أعداد المصابين.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة تسجيل أكثر من ألف إصابة جديدة بالفيروس على مدار الأيام القليلة الماضية. علاوة على تسجيل عشرات الوفيات يوميًا.
ويعمل أفراد المبادرة، التي تساعد عشرات الأسر يوميًا، على تحضير الطعام الصحي وتوصيله لمنازل المصابين. كما توزع الماسكات الواقية والأدوية التي يحتاجونها. علاوة على التوصيل إلى منازل المصابين أنفسهم عن طريق متطوعي المبادرة أو أحد أفراد أسرة المصاب بحسب ما قالت بسنت.
عملت المبادرة التي تضم 5 أفراد أساسيين بجانب عشرات المتطوعين، على توفير الدعم الطبي للمصابين من خلال أطباء متطوعين. وتضيف بسنت: “حاولنا نساعد بجانب الطعام بتزويد أنابيب الأكسجين وتوفير الرعاية الصحية في مستشفيات العزل ما بين مستشفى أبو قير للصدر أو المعمورة”.
اقرأ أيضًا.. على جناح كورونا.. فيروس العنصرية يواصل انتشاره عبر العالم
“عبدالفتاح” يساعد مصابي الموجة الثانية عبر فيسبوك
أما في منطقة عين شمس بالقاهرة عاد محمد عبدالفتاح المخرج والروائي لمساعدة مصابي الموجة الثانية. فمن خلال حساب شخصي له على “فيسبوك” يبحث عبدالفتاح عن كل ماهو غير متوفر من أدوية أو أسطوانات أكسجين يطلبها المصابون. كما يقوم بتوصيل نتائج التحاليل للأطباء. علاوة على التنسيق بين المبادرات المختلفة التي تعمل معه في نفس المضمار.
لم يكتف عبدالفتاح بالعمل من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، لكنه يبحث عن الأدوية أيضًا. يقول عبدالفتاح: “بشكل أساسي أبحث عن الأدوية غير المتوفرة في الصيدليات وأوصلها لمن يحتاجها”.
عبدالفتاح حلقة وصل بين مصابي الفيروس والمستشفيات. على سبيل المثال يبحث عن غرف متاحة للمرضى الذين يحتاجون لرعاية طبية فائقة، ويبلغ المصابين بها. علاوة على توفير أسطوانات الأكسجين بجهوده الذاتية أو بالتنسيق مع المبادرات الأخرى.
لا يتوقف عبدالفتاح عن توصيل كافة أوجه المساعدة للمصابين. كما أنه مؤمن بأهمية العامل النفسي للمرضى، لذلك فهو يحاول تقديم الدعم النفسي لهم لأنه يرى أنه أهم بنود بروتوكول العلاج. ويقول: “بتكلم مع المصابين في التليفون أطمن عليهم وأحاول أقلل خوفهم”.
وجبات صحية لمصابي كورونا
وتحت شعار “صنع بالحب”، عادت مبادرة “وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل” لدعم ضحايا الفيروس مرة أخرى من خلال وجبات صحية يجهزها متطوعون. بينما يوصلها متطوعون آخرون للأسر المعزولة منزليًا.
وبالتزامن مع زيادة الإصابات في مختلف المحافظات، ارتفع عدد المتطوعيين لتجهيز الطعام وتوصيله، وهو ما شهدته المبادرة من خلال العديد من الرسائل التي ترد للمباردة للسؤال عن طرق تحضير الوجبات الصحية التي يقدمونها.
“كل إنسان فيكم هو المبادرة وسط أسرته وجيرانه وأصدقائه والحي اللي ساكن فيه”.. تقول بسمة مصطفى مؤسسة المبادرة، مشيرة إلى أن ذلك هو هدفهم بجانب توفير المساعدة إن كانت خامات الطعام أو طريقة تحضير.
على صفحة المبادرة في “فيسبوك” يعرض أحد الشباب الذي يمتلك “اسكوتر” توصيل الوجبات لمصابي كورونا. بينما تسأل أخرى عن طرق تجهيز الطعام، ويعرض آخر تقديم أي نوع من المساعدة.
اقرأ أيضًا.. هل انتهى فيروس كورونا من مصر؟ .. المستشفيات تُجيب
“معًا ضد كورونا في أسوان”
بالانتقال إلى صعيد مصر بمحافظة أسوان، لم تتوقف مبادرة “معًا ضد الكورونا في أسوان” عن تقديم الدعم لمصابي كورونا. المبادرة تعمل منذ الموجة الأولى للفيروس من خلال عدد كبير من الشباب موزعين على مراكز المحافظة.
يوضح أحمد شمس، أحد أعضاء المبادرة: “مستمرون في العمل منذ شهر مارس 2020، لم نتوقف عن دعم المصابين من خلال أطباء وطاقم تمريض متطوع”.
المبادرة تقدم الدعم الطبي من خلال توفير العلاج للمصابين المعزولين منزليًا بجانب توفير أسطوانات الأكسجين. كما توفر المبادرة الأدوية المطلوبة مجانًا للأسر غير المقتدرة.