شهد عام 2020 خفوتًا كبيرًا لأصوات كرة القدم عالميًا. ولم تكن مصر بمنأى عن ذلك مع تفشي فيروس كورونا المستجد وتوقف النشاط لفترات طويلة. ما عطل وأوقف الدوريات والمسابقات التي استكملت لاحقًا دون جماهير وبإجراءات احترازية صارمة. لكن على الجانب الآخر شهد هذا العام أيضًا تألقًا ولمعانًا لأكثر من نجم مصري في سماء الكرة.
الحصاد التالي يقدم مسيرة هؤلاء النجوم الذين لمعوا رغم كل الضباب الذي اكتسى العالم به مع الجائحة:
اقرأ أيضًا.. هل 2020 هي أسوأ سنوات البشرية؟
2020.. عام محمد صلاح
ملك مصر كرويًا ومن غيره. محمد صلاح ابن نجريج معانق كل المجد مع فريقه ليفربول الإنجليزي. حيث قدم مستويات رائعة قبل التوقف وبعده، ما ساهم في تتويج فريقه الريدز بلقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزائن النادي لقرابة الـ30 عامًا. فأصبح نجمًا ومعشوق الجماهير والفريق الأول بلا منازع. أيضًا أكمل الموسم الجديد بأعلى مستوى. كما استطاع تسجيل 13 هدفًا مع فريقه من أصل 15 في الموسم الجديد. ليحتل صدارة ترتيب الهدافين بالبريميرليج.
على الجانب الفردي، حقق صلاح ما لم يحققه لاعب قبله في ليفربول وأيضًا على مستوى مصر والعرب والقارة السمراء ككل. حيث تخطى سجل ستيفن جيرارد التهديفي بدوري الأبطال، وبات الهداف التاريخي للريدز بالبطولة العريقة. وذلك بسجل أهداف 110 في 173 مباراة لعبها بقميص ليفربول حتى الآن، على مدار أربعة مواسم منذ الانتقال إلى الليفر قادمًا من روما الإيطالي في صيف 2017.
اقرأ أيضًا.. محمد صلاح يصنع التاريخ ويثير الجدل: أرقام أسطورية ورحيل وشيك عن ليفربول
في 2020 القاضية ممكن.. محمد مجدي أفشة
“القاضية ممكن”.. محمد مجدي صاحب أشهر وأهم هدف للأهلي في العقد الأخير، الذي قاد الأحمر للفوز بدوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة أمام خصمه التقليدي الزمالك، وفي الوقت القاتل من المباراة العصيبة يوم 27 نوفمبر الماضي. وذلك بتسديدة قوية بيمينه غالطت محمد أبو جبل حارس الزمالك فسكنت شباكه، معلنة عن النجمة التاسعة في جعبة الأهلي، ووضعت أفشة في مكانة محمد أبو تريكة نجم الأهلي الكبير بعد هدفه المماثل أمام الصفاقسي التونسي. وهو الهدف الذي جلب بطولة 2006 للشياطين الحمر.
هدف أفشة وتألقه الكبير منذ قدوم بيتسو موسيماني لتدريب الأهلي، الذي استمر بعد ذلك بجلب كأس مصر بهدفه الصعب في الاتحاد السكندري في نصف نهائي المسابقة، جعله معشوقًا لجماهير الأهلي وضمن أكثر اللاعبين اقتحامًا لقلوب الجماهير الحمراء الغفيرة الفترة الأخيرة.
رد الاعتبار.. محمود عبد الرازق شيكابالا
رغم حملات السخرية والعنصرية والتشويه الكبيرة التي تعرض لها أغلب فترات الموسم، عاد محمود عبدالرازق شيكابالا بكل قوة ولمعان في نهائي أفريقيا. وقدم معزوفة استثنائية وماركة مسجلة باسمه وهدفًا ولا أروع ولا أجمل في مرمى حارس الأهلي الشناوي، تعادل به للزمالك في النهائي الكبير. ولولا هدف أفشة لكان هدف شيكا الأفضل والأجمل بلا منازع، وربما كان الزمالك صاحب الفوز.
هدف شيكابالا اعتبرته جماهير الزمالك بطولة في حد ذاته. إلا أنه كان للاعب بمثابة رد واضح وقوي على كل من تجاوز في حقه، أثبت به أنه ما يزال قادرًا على تقديم الكثير فنيًا.
استمر وهج شيكا بهدف آخر ساحر في نصف نهائي الكأس أمام طلائع الجيش. لكن حظه دائم العثرات حال دون فوز الزمالك أيضًا ليخرج الأبيض من البطولة بلا نصر سوى أن نجمه الأول “شيكا” أثبت ثانية أنه صاحب البريق الأشد رغم كل الظروف.
اقرأ أيضًا.. بيج رامي.. من “صيد الأسماك” إلى مستر أولمبيا
حارس العرين الأحمر.. محمد الشناوي
حارس العرين الأحمر ومنتخب مصر وأفضل لاعب في الموسم، الذي تألق وأنقذ فريقه ومنتخب بلاده الفراعنة في مناسبات كثيرة وصعبة. الأمر الذي يجعل محمد الشناوي سدًا عاليًا لكل الجماهير الحمراء والمصرية عامة.
فالكل يشيد بمستوى وإمكانيات الحارس القائد لناديه الأهلي. والذي استطاع شحن وتوجيه لاعبيه وفريقه نحو الطريق الصحيح، وتحقيق كل البطولات الممكنة، بأداء وثبات وشخصية قيادية منحت صاحبها مساحة خاصة من الحب في قلوب الجماهير الأهلاوية كاملة.
على المستوى الفني، حقق الشناوي رقمًا قياسيًا في الدوري المصري كونه الحارس الوحيد في تاريخ المسابقة الذي يحافظ على شباكه نظيفة دون استقبال أهداف في 24 مباراة كاملة. وهو الرقم الذي تخطى به شريف إكرامي سابقًا بـ23 مباراة بشباك عذراء. وهو ما يوضح مدى تألقه وعمله الشاق والموسم الكبير الذي قدمه. وكان أحد ألمع نجومه على الإطلاق، وساهم بقوة في الثلاثية التاريخية للنادي الأهلي.
نجم بيراميدز.. عبدالله السعيد
عبدالله السعيد لاعب الأهلي السابق الذي انتقل إلى بيراميدز فقدم أفضل ما لديه من فنيات، جعلته يحتل هداف المسابقة برصيد 17 هدفًا.
نجح السعيد في معادلة رقم محمود الخطيب أسطورة الأهلي ورئيسه الحالي. وذلك بتسجيله هدفًا في شباك الاتحاد السكندري أوصله إلى الرقم 109 أهداف بمسيرته في مسابقة الدوري. وهو نفس الرقم المسجل باسم “بيبو” خلال مسيرته في الملاعب.
تخطى السعيد أيضًا رقم كل من أحمد الكأس صاحب الـ 107 أهداف، ومحمد أبو تريكة صاحب الـ106 أهداف، وجمال عبد الحميد صاحب الـ 101 هدف.
ويسعى السعيد لتحطيم رقم الخطيب والوصول لمصطفى رياض صاحب الـ 122 هدفًا، والسيد الضظوي صاحب الـ127 هدفًا، وحسام حسن صاحب الـ168 هدفًا، وحسن الشاذلي صاحب الـ 173 هدفًا والهداف الأول والتاريخي للدوري المصري عبر العصور. ما يجعل 2020 عامًا مميزًا كثيرًا لصانع الألعاب المتميز بالكرة المصرية.
الأناكوندا.. مصطفى محمد
بعد تألقه مع الزمالك بشكل ملحوظ، انهالت عروض الاحتراف من أكبر أندية تركيا والدوري الفرنسي على “الأناكوندا” مصطفى محمد نجم هجوم القلعة البيضاء، الذي حافظ أيضًا على ثبات أدائه وفنياته العالية مع منتخب مصر، فأصبح مهاجمه الأول، كما هو حاله مع المنتخب الأوليمبي، الذي يستعد للمشاركة معه في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل.
شارك مصطفى محمد مع الزمالك إجمالاً في 51 مباراة، سجل خلالها 19 هدفًا وصنع 4 أخرى. كما حجز مقعدًا أساسيًا فى تشكيل الفريق الأبيض، وأصبح لا غنى عنه في صفوف القلعة البيضاء. حتى أن بديله ليس بنفس الكفاءة الفنية له وساهم في تتويج الزمالك بالسوبر المحلي والأفريقي والصعود لنهائي دوري الأبطال هذا العام.
المايسترو.. عمرو السولية
عمرو السولية أحد أهم مفاتيح تألق الأهلي ومنظومة الكرة به طوال العام الماضي والمواسم السابقة. لكن 2020 على وجه التحديد كان عام تألقه وتصنيفه كأهم نجوم القلعة الحمراء مع الشناوي ومعلول. وذلك لما يقدمه من مردود فني وبدني داخل الميدان وفي المباريات.
لمسات وتمريرات السولية جعلته مايسترو خط وسط الأهلي ومصدر القلق الدائم لكل خصومه. هذا فضلاً عن مهاراته الدفاعية المميزة التي صنفتها كأكثر لاعب وسط مصري متكامل في الفترة الأخيرة. الأمر الذي أثبت وجهة نظر الكابتن حسام البدري عندما أشركه أساسيًا إلى جوار محمد النني المحترف بصفوف أرسنال في مباراة توجو، على حساب طارق حامد مخضرم الزمالك.
صانع الأهداف.. أحمد سيد زيزو
نجح أحمد سيد زيزو وتألق في 2020 فسيطر على قلوب جماهير الزمالك تمامًا. وأصبح إحدى الركائز الأساسية في خط هجوم الفريق. وذلك بعد نقلة كبيرة له في مسيرته الكروية من المجهول والظل الذي عاشه خلال فترة بداياته مع الزمالك إلى وهج النجومية التي حققها هذا العام باعتباره أحد أخطر أسلحة الفريق الأبيض على الإطلاق.
هذا التألق الذي تميز به النجم زيزو مؤخرًا وخاصة عقب نهائي القرن بدوري أبطال أفريقيا، جعل جماهير الأهلي والزمالك يتصارعون عليه. وفتح باب الحديث عن إمكانية رحيله عن القلعة البيضاء للفريق الأحمر. وهو ما نفاه النادي الأهلي، وكذلك اللاعب الذي أعلن تمسكه بالبقاء في ميت عقبة.
نجم آثار الجدل.. رمضان صبحي
بلا شك هو نجم كبير بقدراته الفنية أظهر إمكاناته الفذة كثيرًا وفي مناسبات عدة وسابقة مع الأهلي ومنتخب مصر. لكنه احتل مساحة إعلامية مختلفة هذا العام بأمر خارج الإطار الفني والكروي، بعد قراره المثير للجدل ترك الأهلي الذي قدمه للجماهير وصنع نجوميته، انتقالاً لنادي بيراميدز غريم الأحمر بالسنتين الماضيتين.
قرار رمضان قلب الدنيا رأسًا على عقب في الأوساط الكروية المصرية والرأي العام كاملاً، وفتح باب الاتهامات في وجه اللاعب، الذي وصفته جماهير الأهلي بـ”الخائن”.
زاد الجدل حول صبحي بتصريحه الغريب حول اختياره الطموح في بيراميدز كمشروع واعد على باقي العروض التي قدمت له ومنها الأهلي. لكنه بعد أسابيع من الجدل والسخرية والهجوم الضاري عليه، هدأ كل شيء مع فوز الأهلي بالثلاثية التاريخية. فبات “رمضونا” جزءًا من ماضي الجماهير الحمراء.
الجرينتا.. طارق حامد
يمثل الجرينتا طارق حامد قيمة ثابتة في نادي الزمالك لفريقه ووسط ملعبه. وهو لاعب لا غنى عنه في الجانبين الفني والمعنوي بقتاليته وشحذه همم زملائه في أصعب لحظات النادي وأحلكها.
ويتفق الجميع على القيمة الكبيرة للنجم المقاتل، التي تتمثل في حفاظه على مستواه بشكل ثابت على مدار مواسم متتالية ومتعاقبة دونما أي تراجع أو تقصير.
في 2020 أصبت ونش الزمالك أنه لا غنى عنه في وسط الزمالك والمنتخب، مدعومًا في ذلك بحب الجماهير البيضاء، والآداء المقنع لباقي الجماهير المصرية.
الونش.. محمود حمدي
كان اللاعب محمود حمدي الونش مدافع الزمالك المفاجأة البيضاء هذا العام، بعد ما قدمه من مستوى متطور ممزوج بآداء فني عال جعله يقدم واحدًا من أفضل أعوامه على الإطلاق.
بات الونش صمام أمان دفاع الزمالك الذي يظهر هشًا دونه كما حدث في نهائي القرن أمام الأهلي.
تألق الونش أيضًا بشكل أساسي مع منتخب مصر في مباراتي توجو بتصفيات كأس الأمم بالكاميرون 2021. ما جعله -بالإضافة إلى أدائه مع ناديه- أفضل مدافعي الدوري ومصر في عام 2020، بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه في مركزه.