انتهت أزمة طالب كلية التجارة بجامعة دمنهور، مصطفى شعلان، الذي تعرض للفصل لمدة عام، بسبب انتقاده التكدس في مدرجات جامعته خلال وباء كورونا، بعدما أبلغ رسميا بإلغاء قرار فصله.

ووجه الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بفتح تحقيق عاجل من قبل الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور، في الوقائع التي ذكرها الطالب مصطفى شعلان والمقيد بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة دمنهور، إثر قيام الطالب بمداخلة هاتفية لأحد البرامج الحوارية على التيلفزيون المصري، تسببت في فصله من الكلية لمدة عام.
كما وجه الوزير، رئيس الجامعة بالتحقيق في تلك الوقائع ومحاسبة المسئول عنها تاديبيا أيا كان موقعه أو وظيفته، في حال ثبوت تلك الوقائع التي ذكرها الطالب، وهو ما قد ينفي عن الطالب تهمة نشر أخبار كاذبة أو نشر الإشاعات. كما طلب الوزير رئيس الجامعة بإعداد تقرير شامل عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجامعة لمجابهة انتشار فيروس كورونا.

كيف بدأت القصة؟

وتسببت مداخلة هاتفية مع برنامج التاسعة على التلفزيون المصري للإعلامي وائل الإبراشي قبل إصابته بفيروس كورونا، في إثارة الرأي العام، إذ كشف خلالها الطالب بالفرقة الثانية كلية تجارة جامعة دمنهور مصطفى شعلان، حال التكدس الطلابي داخل مدرجات الجامعة في ظل تفشي فيروس كورونا.

خلال أيام قليلة جاء رد الجامعة قاسيا بحق الطالب مصطفى شعلان، إذ أصدرت عميدة كلية التجارة بجامعة دمنهور قرارا بفصل شعلان لمدة عام كامل.

وجاء نص بيان الفصل: «قام بإثارة البلبلة، والذعر والشائعات بين الطلاب وأولياء الأمور؛ من خلال المداخلة التلفزيونية، حتى يتم استغلالها من قبل خفافيش الظلام وقوي الشر الحريصة على تشويه الحقائق لتحقيق مآرب سوداء».

#حق_مصطفى_شعلان فين

مع نشر قرار الفصل بدأت حملة دعم وتضامن طلابي مع “مصطفى شعلان”، وإطلاق هاشتاج #حق_مصطفى_شعلان_فين، ليتحول الأمر إلى قضية رأي عام تتطلب تدخل كبار المسؤولين للحفاظ على مستقبل شعلان من الضياع.

«كل ذنبي إني أجريت مداخلة هاتفية مع برنامج يذاع على تلفزيون الدولة الرسمي، أوضحت خلالها الأزمة التي نعاني منها داخل أسوار الجامعة». يقول شعلان في حواره مع مصر 360.

بدا واضحا أن القرار جاء صادما للجميع، لم يظن أحد أنه لمجرد إجراء مداخلة هاتفية أن يضيع مستقبل طالب جامعي، يقول شعلان: «لم أعتقد ان الموضوع سيأخذ كل هذا الاهتمام، لم أفعل شيئا خاطئا، فقط أشرت إلى أوجه القصور ونبهت إلى خطورة استمرار الوضع، انتظرت أن يتم الاستماع إلى شكواي إلا أن ما حدث كان العكس، أصبت بصدمة كبيرة، وتساءلت ماذا فعلت لكي يتم فصلي من الجامعة، بأي ذنب تمت معاقبتي وحرماني من استكمال العام الدراسي».

قبل الواقعة بنحو أسبوع وأثناء تواجد الطالب مصطفى شعلان داخل الحرم الجامعي، التقى أحد الموظفين الإداريين وأخبره أنه محول إلى التحقيق على خلفية المداخلة الهاتفية التي أجراها: «كان الحديث وديا، أخبروني أن الأمر روتينيا لن يتعدى دردشة سريعة مع المسئولين عن مكتب التحقيق”.

دلف شعلان داخل مكتب الشئون القانونية بالجامعة، وطرحوا عليه 3 أسئلة، بدت الأسئلة بسيطة ومباشرة: “هل أنت من أجريت المداخلة الهاتفية؟ كيف وصلت إلى إعداد البرنامج؟ وانتهى الأمر وغادر شعلان المكتب دون أن يكون هناك شك في نفسه عن نتائج هذا التحقيق السريع.

وبينما كان يستعد الطالب للذهاب إلى الجامعة، أول أمس، تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه يخبره بالمفاجأة: “مصطفى أنت اتفصلت من الجامعة لمدة عام كامل مع حرمان من دخول الامتحانات”.

دعم من الأب وتوبيخ من الأم

يقول مصطفى: “شعرت بصدمة كبيرة، لم أعرف كيف أتصرف، هل أخبر أهلي؟ هل أذهب إلى الجامعة للتأكد، هل مستقبلي ضاع من أجل مداخلة هاتفية تحدثت خلالها عن خطر تفشي الفيروس، ما هي جريمتي التي بسببها حرمت من عام كامل من عمري”.

كان لزاما على مصطفى أن يخبر عائلته بالأمر، الكارثة حلت بالفعل ولا سبيل لإخفاء الأمر أو تأجيله: “كان قرار اخبار عائلتي مخيف بالنسبة لي، كيف سيكون ردة فعلهم؟

يقول مصطفى: “والدي كان داعما لي، لم يوبخني لم يلومني على فعلتي، أخبرني أنني فلت ما يتوجب علي فعله، وأن رد فعل الجامعة جاء غاشما خاليا من أي محاولة لمعرفة أين أوجه القصور والعمل على حل الأمر، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لوالدتي، شعرت أن مستقبلي ضاع ووبختني لمحاولتي إصلاح الأمر والتدخل في أمور لا تعنيني”.

انتهاء الأزمة بابتسامة ومكالمة من عميد دمنهور

ساعات قليلة وتحول الأمر إلى قضية رأي عام، ودشن طلاب الجامعة هاشتاج لدعم “شعلان” وتحول الهاشتاج إلى تريند وتلقف وسائل الإعلام الخبر وسلطت الضوء عليه، لتبدأ محاولات مساعدة الطالب المفصول في العودة إلى جامعته مرة أخرى، حتى بدأ يحصد ثمار الدعم الطلابي.

صباح اليوم تلقى الطالب المفوصل اتصالا هاتفيا من عميد جامعة دمنهور طالبه بالحضور إلى الجامعة، وكان تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية من أعضاء مجلس نواب أبدوا دعمهم الكامل له في أزمته. “فور وصولي إلى مقر مكتب عميد الجامعة استقبلني بابتسامة عريضة وأخبرني أن الأمر انتهى وأن قرار فصلي لن يفعل.. وانتهت الأزمة”.