سنة جديدة على الأعتاب محملة بأحلام مؤجلة لعام غير سعيد أوشك على المضي. أزمة كورونا كانت عاملًا مشتركًا في العامين، جائحة عصفت بالأحلام وأجلّت الأمنيات. من ناحية أخرى يأمل الكثيرون في أن تنهي 2021 “كابوس 2020“، الذي عرف فيها الجميع معنى الخوف وشموا رائحة الموت.
اقرأ أيضًا.. دراما رمضان 2021.. موسم المؤجلات و”الأجزاء الثانية”
أحلام مؤجلة
“مصطفى السيد” أحد هؤلاء الذين أوقفت الأزمة حياتهم حتى حين. هكذا ترك الرجل عمله في إحدى الدول العربية للانتقال إلى عمل آخر، لكن القانون ينص على الخروج من البلاد ثم العودة ثانية بتأشيرة عمل جديدة.
رجع “مصطفى” وأسرته الصغيرة إلى سوهاج حيث منزل العائلة. يقول: “جأت لتحضير أوراق السفر مرة أخرى، لكن حدثت الأزمة”. من ناحية أخرى بدأ “مصطفى” في الإجراءات الرسمية، قبل صدور قرارات الإغلاق بسبب كورونا. في النهاية كان عليه الانتظار.
“انتهيت من الأوراق ولكني لم استطع الرجوع بسبب الإغلاق حتى خسرت الوظيفة والسفر وتأجلت الأمنيات”.. يقول مصطفى.
تحطمت آمال “مصطفى” في تأمين حياة طفلته: “كنت بحلم لبنتي مش ليا.. لكن كورونا ضيعت كل شيئ، متى سأحصل على وظيفة مناسبة لا أعلم، هل سأعود مرة أخرى لحياتي في الخارج؟ لا أدري. عدت للخلف كثيرًا وأعيش حياة مؤجلة الأهداف”.
اقرأ أيضًا.. هل انتهى فيروس كورونا من مصر؟ .. المستشفيات تُجيب
خسارة بالجملة
تتحدث “بسمة نبيل” عن خسائرها في 2020. ضاعت أغلب أهدافها بفعل الإغلاق وتوقف الدراسة بالجامعات خارج مصر.
تقول طالبة الماجيستير: “توقفت عن استكمال الرسالة بسبب إلغاء الدراسة في جامعتي، الرسالة قررت بسببها التفرغ وترك العمل استعدادًا للسفر لكنه تأجل لموعد غير معلوم”.
“أصبحت بلا دراسة وبلا عمل أو مال. أنفقت كل أموالي طوال أيام كورونا التي مكثت فيها بالمنزل”. تضيف بسمة. كمثيلاتها من الفتيات تأجلت أحلامهن بفعل “كورونا”. بينما حطمت الحدود المغلقة علاقتها بالأحبة والأصدقاء.
“صديقي فقد عمله في الخارج بسبب كورونا. هكذا أصبحت الأمور غير مستقرة لأي ارتباطات على المدى القريب وربما البعيد”، وفقًا لبسمة.
اقرأ أيضًا.. الجامعات الخاصة.. تفرقة في اختيار الطلاب ورفض حكومي لتحديد الأسعار
استقلال مؤجل
حالت أزمة كورونا بين “ريهام” وحلمها المؤجل منذ سنوات بعد تخرجها في الجامعة. الخوف والقلق سيطر على الجميع خاصة وقت الحجر المنزلي، فما كان أمام الفتاة السكندرية إلا تأجيل أمانيها مجددًا.
“ريهام غريب” كانت تحلم بالاستقلال وبدء حياة جديدة في القاهرة. “بدأت أرتب حياتي وأخطط للسفر والاستقلال وكانت الأمور تسير جيدًا حتى بدأت الأزمة”. فقدت ريهام عروضًا للعمل بالقاهرة خوفًا من العدوى: “كنت هارتاح من السفر كل يوم، لكن بعد الموجة الأولى من كورونا فقدت عملي وعدت للخلف”.
كما بحثت “ريهام” عن الاستقلال المادي والعملي، أرادت “لميس شعبان” نفس الشيء، لكن الكابوس أجّل كل الأحلام. ريهام تأثرت نفسيًا وماديًا بسبب الخوف من الفيروس. بينما دخلت علاقاتها الإنسانية في مرحلة من الجمود.
تقول لميس: “بسبب كورونا لم أتحصل على راتبي كاملًا لعدم تحقيقي الإنتاج المطلوب”. حالتها النفسية أثرت على عملها ما جعلها تعتمد ماديًا على أهلها مجددًا.
في النهاية توقفت “لميس” عن الأحلام. فما فقدته في 2020 كان كافيًا جدًا لتشهر باليأس. تقول: “لا استطيع تحمل خيبة أمل جديدة”.