احتل “تيك توك” التطبيق الصيني قائمة التطبيقات الإلكترونية إثارة للجدل في عام 2020، بل أنه تسبب في كثير من الأحيان في توترات بين الدول، وفي أحيان كثيرة كان وراء سجن عدد من النشطاء خاصة في مصر تحت دعوى إهانة قيم الأسر المصرية.

كما يعد أول منصة تواصل اجتماعي شهيرة تدار بعيدًا عن شركات وادي السيليكون بأمريكا، وأحد التطبيقات التي يتصفحها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا. على سبيل المثال قبل واتس آب وإنستجرام وتويتر.

تيك توك يساوي 75 مليار دولار

التطبيق الصيني يعتمد على نشر فيديوهات قصيرة معتمدة على مقاطع موسيقية من خلال خوارزميات للتوصية بالمحتوى بناء على سلوكيات المستخدم. هكذا أصبح واحدًا من أقوى المنافسين في مضمار تطبيقات عرض مقاطع الفيديو.

ظهر التطبيق بقوة وحقق في سنتين فقط نجاحًا كبيرًا. ترجع ملكيته إلى شركة “Bytedance” و هي شركة خاصة مقرها بكين. فيما تبلغ قيمتها السوقية 75 مليار دولار.

بحسب أرقام الحكومة الصينية تم تنزيل التطبيق أكثر من 660 مليون مرة في عام 2019 ويستخدمه أكثر من نصف مليار شخص في العالم شهريًا. لكن ما يجهله كثيرنمن المستخدمين هو أن هذا التطبيق يشكّل مخاطر عديدة تشمل جمع البيانات والاستغلال الجنسي وحتى البيدوفيليا.

كيف يعمل تيك توك؟

كشف ماثيو وارن أستاذ الأمن السيبراني أن ما يحدث عند تثبيت تيك توك هو أنك تمنحه إذن للوصول للميكروفون والكاميرا وجهات الاتصال وهو ضروري لعمل التطبيق. وهنا بالتحديد تبرز المشكلة.

على سبيل المثال يدور الشك عند بعد الجهات في أن التطبيق يمكنه أيضًا جمع بيانات موقعك ويحتمل أن يجمع التطبيق معلومات عن التطبيقات الأخرى في هاتفك المحمول.

وقال وارن إنه حلل آلية عمل التطبيق ووجد أنه يجمع بيانات أكثر بكثير من التطبيقات الأخرى. على سبيل المثال يعتبر تيك توك خدمة لجمع البيانات تظهر كموقع تواصل اجتماعي. وإذا وجدت ثغرة في واجهة برمجة أي تطبيق تسمح له بجمع معلومات عنك أو عن جهات اتصالك فإن هذا التطبيق يستغل هذه البيانات.

المشكلة أن التطبيق صيني

وفقًا لفيرجيس ريان المحلل بمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي فإن الشيء الرئيسي الذي يميز تيك توك هو حقيقة أنه مملوك لشركة صينية.

كما أضاف: “الكثير من التطبيقات التي يستخدمها الأشخاص تجمع كمية هائلة من البيانات عن مستخدميها لكن الشيء الذي يجعل تيك توك مختلفًا هو أنه تطبيق صيني. هكذا يضعه في نطاق سلطة قانونية معينة.

على سبيل المثال إذا أرادت الصين إلقاء نظرة على بيانات مستخدمي التطبيق لا يوجد قانون يقف في طريقها. كما يحدث في بعض الشركات داخل الولايات المتحدة. التي يمكنها رفض أي تعليمات حكومية تنتهك خصوصية المستخدمين. وهذا ببساطة لا يمكن أن يحدث في الصين.

التطبيق أثار أزمات كبيرة وصلت إلى حد الخلافات السياسية بين الدول. على سبيل المثال دخلت الحكومة الأمريكية في نزاع مع الشركة الصينية المالكة للتطبيق وصلت إلى ساحات المحاكم.

اقرأ أيضًا.. شهرة الـ”تيك توك”.. تقليد أعمى واختراق للثقافة المحلية

تيك توك

صراع مع دونالد ترامب

ففي أوائل ديسمبر الجاري أصدرت محكمة أمريكية قرارًا أوليًا منعت وزارة التجارة الأمريكية فرض قيود على التطبيق الذي قالت إن القيود ستحظر استخدامه فعليًا في الولايات المتحدة، بحسب وكالة رويترز.

بينما أصدر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية كارل نيكولز في واشنطن الأمر بعد أكثر من شهر على قيام قاض أمريكي آخر في ولاية بنسلفانيا بمنع القيود على التطبيق الذي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 12 نوفمبر.

من ناحية أخرى، قررت الولايات المتحدة في منتصف نوفمبر 2020 منح مهلة إضافية مدتها 15 يومًا للشركة الصينية المالكة لتطبيق تيك توك لإعادة هيكلة نشاطاتها في البلاد.

وكان الرئيس دونالد ترامب وقع مرسومًا في 14 أغسطس 2020 يرغم الشركة المالكة للتطبيق على بيع نشاطاتها الأمريكية في غضون 90 يومًا لأنها تشكل تهديدًا على أمن الولايات المتحدة القومي.

دونالد ترامب
دونالد ترامب

اقرأ أيضًا.. مخاوف التجسس أم قمع سياسي؟.. ترامب يحظر “تيك توك” والشركة تلجأ للقضاء

فتيات التيك توك في مصر

لكن في مصر كان الوضع مختلفًا بعد أن تسبب التطبيق في حبس عدد من الفتيات بتهم تتعلق بإهانة قيم الأسرة المصرية عقب ظهورهن على التطبيق في فيديوهات وصفت بأنها مثيرة للجدل.

على سبيل المثال ألقي القبض في مطلع 2020 على مودة الأدهم إحدى أكثر الناشطات على التطبيق بتهمة الظهور بملابس جريئة على التطبيق. بينما ألقت قوات الأمن القبض عليها ووجهت إليها تهمة التعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.

مودة الأدهم

كما وجهت لها تهمة إنشاء وإدارة حسابات خاصة عبر الإنترنت لارتكاب تلك الجريمة. وخلال التحقيقات اعترفت مودة بتصوير نفسها عارية من أجل جمع الأموال. بينما عاقبتها المحكمة الاقتصادية بالسجن عامين وغرامة 300 ألف جنيه.

علاوة على مودة التي لم تكن الأخير ألقت قوات الأمن القبض على منة عبدالعزيز لنشرها مقطع فيديو تتهم فيه شابًا باغتصابها وتصويرها عارية في أوضاع مخلة. من ناحية أخرى انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وألقي القبض عليها وتواجه الفتاة تهم نشر الفسق والفجور وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

أقرأ أيضًا.. “تيك توك”.. التطبيق المثير للجدل معروض للبيع

التهمة: ممارسة الفجور والدعارة

الفتاة الثالثة في القائمة كانت منار سامي التي ألقي القبض عليها بتهمة التحريض على الفسق وصناعة فيديوهات خادشة للحياء. ووجهت لها النيابة تهمة تقديم فيديوهات خادشة للحياء تتضمن مواد إباحية بهدف ممارسة الدعارة.

بينما كانت منة الله عماد الفتاة الرابعة التي ألقي القبض عليها أثناء تواجدها في كافيه بتهمة تقديم محتوى وفيديوهات خادشة للحياء. بينما قالت في التحقيقات إن شركات تسويق الملابس والأحذية هي السبب في انتشار موجة الفيديوهات.

حنين حسام

وفي وقت لاحق، ألقي القبض على هدير الهادي في شقة بأكتوبر. الفتاة الخامسة في الترتيب. وجهت لها النيابة تهمة صناعة فيديوهات مخلة على “تيك توك” والتحريض على الفسق والفجور.

وفي المرة الأخرى، ألقي القبض على شريفة رفعت المعروفة بـ”شيري هانم” علاوة على ابنتها نورا أو “زمردة”. جاء ذلك على خلفية اتهامهما بخدش الحياء العام ونشر دعوة لممارسة الدعارة وتسهيلها.

من ناحية أخرى، لم يتوقف استخدام التطبيق على الأشخاص العاديين بل امتد ليشمل مشاهير الفن والسياسة في مصر والدول العربية.

على سبيل المثال، حقق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي عدد مشاهدات قياسي عبر حسابه الرسمي بالتطبيق وصل إلى مليوني مشاهدة في أول مقطع له. كما لاقى إعجاب أكثر من 132 ألف إضافة إلى حوالي 22 ألف تعليق.

محليًا ورغم قرار نقابة المهن التمثيلية بالتحقيق مع الفنان محمد رمضان بعد صوره مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية في دبي. تصدر هاشتاج “محمد رمضان” تيك توك بمليار و800 مليون مشاركة.

فيما استغل عدد آخر من المشاهير العرب التطبيق في إذاعة حفلاتهم وفعاليتهم عبر التطبيق بسبب جائحة كورونا.

على سبيل المثال عرضت النجمة سمير سعيدة حفلها الأخير عبر تيك توك. كما حققت نسبة مشاهدات وصلت إلى أكثر من مليوني مشاهدة.